الداخلية البريطانية تؤكد إيواء اللاجئين في سفينة رغم معارضة المجلس المحلي
أكدت وزارة الداخلية البريطانية إيواء نحو 500 طالب لجوء على متن سفينة عملاقة قبالة ساحل دورست، على الرغم من معارضة المجلس المحلي ونواب محليين وجمعيات حقوق الإنسان!
وقالت في بيان لها: إنها ستنقل خلال الأشهر المقبلة اللاجئين من الرجال غير المتزوجين إلى سفينة (Bibby Stockholm)، التي سترسو قبالة ميناء بورتلاند في دورست، مع توفير الحراسة والطعام والرعاية الصحية اللازمة لهم.
وأضاف البيان: إن تكلفة هذه الخطة أقل من التكاليف اليومية المخصصة لإسكان اللاجئين في الفنادق، وإن وزارة الداخلية تُجري مناقشات مع موانئ أخرى لاستخدام مزيد من السفن لإيواء اللاجئين.
وقف الهجرة غير الشرعية
يُذكَر أن طول السفينة الموجودة حاليًّا في ميناء جنوة شمال غرب إيطاليا والتي استخدمتها سابقًا الحكومة الهولندية لإيواء اللاجئين يصل إلى 93 مترًا. وتضم 222 غرفة نوم بحمام داخلي، إضافة إلى مطعم وتلفزيون وغرفة ألعاب وقاعة رياضية.
وبحسَب المعلومات التي حصلت عليها صحيفة الغارديان، ستدفع الحكومة 3500 باوند للمجالس عن كل طالب لجوء يقيم على متن السفينة، إضافةً إلى رسوم الرسو في ميناء بورتلاند البالغة 4500 باوند، وتكلفة استئجار السفينة من الشركة الأم (Bibby Marine).
وفي الأسبوع الماضي قال وزير الهجرة البريطاني روبرت جنريك: إن الحكومة تخطط لإيواء طالبي اللجوء مؤقتًا في قواعد عسكرية مهجورة أو حتى في سفن؛ لأن الإقامة في الفنادق تمثل عادة “عامل جذب للمهاجرين عبر المانش”.
وأكد جنريك أن هذه الخطوة هي جزء من خطة الحكومة لمنع المهاجرين غير الشرعيين من الاستقرار في بريطانيا، وترحيلهم إلى رواندا أو دول أخرى حتى لو كانوا ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر.
خطة الداخلية البريطانية تواجه معارضة شديدة!
هذا وتواجه خطة وزارة الداخلية معارضة مجلس دورست الذي يديره حزب المحافظين، إضافة إلى معارضة النائب المحلي عن حزب المحافظين ريتشارد دراكس، الذي تعهد باتباع الطرق القانونية لمنع السفينة من الرسو قبالة بورتلاند.
وفي هذا السياق قال مدير برنامج حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية في بريطانيا ستيف فالديز سيموند: إن الحكومة البريطانية تحاول من خلال خطة إيواء اللاجئين في السفن إخفاء سوء إدارتها الفادح لنظام اللجوء!
كما دعا الحكومة إلى التعامل مع اللاجئين “بكرامة” وعدم احتجازهم في قوارب أو أماكن إقامة أخرى غير ملائمة ومعزولة، والنظر في طلباتهم على نحو صحيح ومتسق.
ومن جهة أخرى رأى المدير العام لمجلس اللاجئين أنور سولومون أن السفن هي “أماكن غير مناسبة البتة” لإيواء أشخاص مستضعفين، فرّوا من الاضطهاد والعنف والحروب إلى بريطانيا بحثًا عن الأمان!
وبهذا الصدد أعرب المدير التنفيذي لمنظمة الصليب الأحمر البريطاني زوي إبرامز عن قلقه من تكلفة الخطة المادية والإنسانية، وقال: إن السفن المعزولة لا توفر الاستقرار والأمان لأشخاص يعانون من صدمة الفرار من أوطانهم والابتعاد عن منازلهم وعائلاتهم.
أما إيفيت كوبر وزيرة الداخلية في حكومة الظل فقالت: إن خطة إيواء اللاجئين في السفن تشير إلى إخفاق حزب المحافظين في التعامل مع طلبات اللجوء المتراكمة.
هذا وتشير بيانات الحكومة البريطانية إلى أن أكثر من 45 ألف طالب لجوء دخلوا إلى بريطانيا العام الماضي عن طريق عبور القنال الإنجليزي بقوارب صغيرة من فرنسا، ومعظمهم شبان من ألبانيا وأفغانستان وإيران والعراق.
وعلى ضوء ذلك جعل رئيس الوزراء ريشي سوناك وقف الهجرة غير الشرعية إلى بريطانيا إحدى أولوياته، وزارت وزيرة الداخلية سوالا برافرمان رواندا في مارس الماضي؛ لتسريع ترحيل طالبي اللجوء في إطار اتفاق قيمته 120 مليون باوند!
اقرأ أيضًا:
توجهات حكومية نحو إيواء اللاجئين إلى بريطانيا في مقرات عسكرية وسجون سابقة
الداخلية البريطانية تخطط لإيواء طالبي اللجوء على متن سفن سياحية مهجورة!
اتهام وزارة الداخلية البريطانية بإفشال خطة تسريع البتّ في طلبات اللجوء
الرابط المختصر هنا ⬇