“كأنها معجزة”.. وصول فتيات من غزة إلى بريطانيا لتلقي العلاج بعد رحلة مؤلمة

أعلنت الحكومة البريطانية وصول طفلتين من قطاع غزة إلى العاصمة لندن لتلقي علاج طبي منقذ للحياة، في خطوة تُعَدّ الأولى من نوعها، ضمن اتفاق إنساني أُبرم بالتعاون مع مؤسسة (Project Pure Hope) التي تتكفّل بتكاليف الرعاية الصحية بصفة خاصة.
ووفقًا للحكومة، فإن حالتَي الطفلتين لا ترتبطان مباشرةً بالعدوان الإسرائيلي على غزة، لكن تدهور الوضع الصحي في غزة فرض نقلهما إلى بريطانيا، في ظل انهيار كامل في المنظومة الطبية داخل القطاع المحاصر. وتأتي هذه الخطوة الإنسانية بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية البريطانية تقديم دعم طبي إضافي للمدنيين في غزة، في وقت يستمر فيه الحصار الإسرائيلي الذي يدخل أسبوعه التاسع، وسط نفاد الإمدادات الطبية وتدمير شبه كامل للمستشفيات.
دعم طبي وتمويل جديد لمؤسسات الإغاثة
وفي هذا السياق قال وزير شؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر: إن المملكة المتحدة ستسمح بدخول “عدد محدود” من الأطفال من غزة لتلقي العلاج، دون أن يكون هناك مسار تأشيرات جديد للاجئين. وأضاف: “يسعدني أن تدعم بريطانيا مبادرة مؤسسة (Project Pure Hope) لنقل عدد من الأطفال من غزة إلى المملكة المتحدة، وأنهم على وشك بدء علاجهم الطبي الممول بصفة خاصة هنا”.
وأعلنت الحكومة البريطانية تقديم حزمة دعم طبي جديدة بقيمة 7.5 ملايين باوند، تشمل 1.5 مليون باوند إضافية لمصلحة منظمة (UK-Med)، التي تُقدّم علاجات منقذة للحياة، وقدّمت مساعدات لأكثر من 410 آلاف فلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
كما يشمل الدعم تمويلًا إضافيًّا لمنظمة الصحة العالمية في مصر؛ للمساعدة في علاج الفلسطينيين الذين لجؤوا من القطاع.
وأكد فالكونر: “تُركّز جهودنا الأساسية على ضمان وصول الدعم إلى المصابين والمرضى في غزة والمنطقة، والتمويل المعلن اليوم سيمكّن آلاف المدنيين من الحصول على الرعاية الصحية في أماكن وجودهم”. كما جدّد التأكيد على موقف بريطانيا الداعي إلى “العودة إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، والتوصل إلى حلّ سياسي يحقق السلام الدائم”.
شهادات مروّعة من داخل غزة!
وتأتي هذه التحركات البريطانية في وقت تتواصل فيه الشهادات الصادمة من داخل القطاع المحاصر، حيث يروي الأهالي قصصًا مؤلمة عن صراعهم اليومي من أجل البقاء وسط دمار شامل، وانقطاع تام للغذاء والدواء والماء.
“سماح”، أم لأربعة أطفال، أُجبرت على إطعام أطفالها علف الحيوانات بعد أن قُصف منزلها. تقول: “حياتنا لا تصلح للبشر. المنطقة التي نعيش فيها تحوّلت إلى أنقاض. لا يوجد ماء. الله وحده يعلم كيف لا نزال على قيد الحياة”. وتؤكد أن بناتها، اللواتي تتراوح أعمارهن بين عامَين وسبعة أعوام، تعرضن لصدمات نفسية؛ بسبب مشاهد لا ينبغي لأي طفل أن يراها.
وبحسَب مسؤولين صحيين محليين، فإن ما لا يقل عن 65 ألف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل مخاوف من أن يتفاقم الوضع ليشمل ألوفًا أخرى. وفي الوقت ذاته، ما تزال قوافل مساعدات غذائية تكفي لإطعام مليون شخص واقفة منذ أربعة أشهر عند المعابر، إذ تمنع إسرائيل دخول الطعام والماء النظيف والأدوية إلى القطاع.
وكشفت منظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children) عن شهادات ميدانية من داخل غزة تُبيّن مدى الكارثة الإنسانية، حيث يضطر الأطفال للتسوّل من أجل الطعام، بينما يخاطرون بحياتهم في طوابير المساعدات المكتظة، التي قد تتحوّل إلى ساحات دعس جماعي تحت ضغط الجوع واليأس.
المصدر: ديلي ميرور
اقرأ أيضًا:
- وزير بريطاني يرفض الاعتراف بفلسطين رغم مطالبات برلمانية متزايدة
- الجارديان: تورّط حكومي “محتمل” في تسليم معلومات عن متضامنين مع فلسطين لإسرائيل
- الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين رشقوا ماراثون لندن بالطلاء الأحمر
الرابط المختصر هنا ⬇