تسابق المشترين لتجنب زيادة ضريبة “ستامب ديوتي” على العقارات في بريطانيا

يتسابق مشترو المنازل في بريطانيا الزمن لإتمام صفقاتهم قبل الأول من أبريل، تفاديًا لدفع آلاف إضافية مع اقتراب انتهاء الإعفاءات الضريبية المطبقة حاليًا.
وتشكل هذه التعديلات ضغطًا متزايدًا على المشترين، لا سيما الذين يخططون لشراء أول منزل لهم، حيث ستنخفض العتبة الضريبية بشكل ملحوظ، ما يعني دخول أعداد أكبر ضمن نطاق الضريبة.
تعديلات ضريبية ترفع التكاليف

بموجب القواعد الحالية، يُعفى مشترو العقارات التي تقل قيمتها عن 250,000 باوند من ضريبة “ستامب ديوتي” (Stamp Duty Land Tax). لكن اعتبارًا من الأول من أبريل، سينخفض الحد الأدنى للإعفاء إلى 125,000 باوند، ما سيجبر العديد من المشترين على دفع رسوم إضافية.
أما المشترون لأول مرة، الذين يستفيدون حاليًا من إعفاء ضريبي يصل إلى 425,000 باوند، فستنخفض قيمة الاعفاء إلى 300,000 باوند فقط. وكانت هذه الإعفاءات جزءًا من الموازنة المصغرة التي أعلنتها الحكومة في سبتمبر 2022، ضمن محاولاتها لدعم سوق العقارات وسط التحديات الاقتصادية.
مخاوف في سوق العقارات
ويحذر خبراء القطاع العقاري من أن هذه التعديلات قد تؤدي إلى زيادة الضغوط على المشترين، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 25,000 مشترٍ لأول مرة و74,000 من أصحاب المنازل في إنجلترا قد لا يتمكنون من إنهاء معاملاتهم قبل الموعد النهائي.
وتؤكد كارين بوتر، وهي وكيلة عقارات في ساوثبورت، أن عشرات العملاء لديها معرضون لخطر تجاوز المهلة، مشيرة إلى أن “السوق العقاري يمر بفترة صعبة أساسًا، ومع اقتراب هذا الموعد النهائي، يتزايد التوتر والقلق بين المشترين”.
كما أفاد وسطاء الرهن العقاري بأن بعض المشترين قرروا التراجع عن صفقاتهم بسبب عدم قدرتهم على استكمال الإجراءات قبل نهاية مارس، وهو ما قد يؤدي إلى اضطراب في حركة البيع والشراء خلال الأسابيع المقبلة.
معضلة المشترين الجدد: “سباق مع الزمن”

بالنسبة لكثير من المشترين، فإن إنهاء الصفقة في الوقت المناسب لم يعد مجرد خيار، بل ضرورة مالية. بول جورتون، الذي اشتهر بمشاركته في برنامج الخونة عام 2024، وشريكته كيت والدرون، من بين هؤلاء الذين يشعرون بضغط هذه المهلة.
ويقول جورتون، الذي يسعى لشراء منزل في تشيشاير: “نحن على الحافة، وأمامنا وقت محدود، وإلا فسنضطر لدفع مبلغ كبير دون داعٍ”.
من جهتها، قالت والدرون، التي أنجبت طفلها الثالث قبل ثلاثة أشهر فقط، إن محاولة إتمام عملية الشراء في هذا التوقيت تزيد من التوتر، خصوصًا مع التزاماتها المالية الأخرى، مثل رسوم الحضانة والفواتير الشهرية. وإذا فشل الزوجان في إتمام الصفقة قبل الأول من أبريل، فسيكلفهما ذلك 6,500 باوند إضافية.
جنوب إنجلترا الأكثر تضررًا
لطالما كانت ضريبة ستامب ديوتي عبئًا أكبر على المشترين في جنوب شرق إنجلترا، حيث ترتفع أسعار العقارات. ومع التعديلات الجديدة، سيقتصر الإعفاء الضريبي للمشترين لأول مرة على العقارات التي تقل قيمتها عن 500,000 باوند، بدلًا من الحد الحالي البالغ 625,000 باوند.
في جيلدفورد، يسابق جوناه كافاناه وإيلي فان بيترسن الزمن لإتمام صفقة شراء منزلهما الأول. ويقول كافاناه، 29 عامًا: “نشعر وكأننا في سباق، وجائزتنا هي 11,000 باوند”.
موقف الحكومة

من جهتها، أكدت الحكومة أن التعديلات الأخيرة ضرورية لسد العجز في المالية العامة، مشيرة إلى أن تغييرات أخرى ستسهم في توفير المزيد من العقارات للمشترين لأول مرة.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة: “نحن ملتزمون بجعل امتلاك المنازل ممكنًا للبريطانيين المجتهدين، ولهذا نقوم بإصلاح نظام التخطيط وبناء 1.5 مليون منزل إضافي”.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇