الشيخ حلاوة: الأضحية للدول الأخرى يجب ألا يقل سعرها عن بلد الإقامة
مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك لعام 2024، نظمت منصة العرب في بريطانيا ندوة مباشرة تتناول أهم قضايا الأضاحي وتساؤلات المسلمين في بريطانيا عنها، وبخاصة في ظل العدوان الجاري على غزة وقضايا عربية أخرى.
الندوة التي جرت يوم الأربعاء الموافق الـ5 من يونيو/حَزيران 2024، استضافت فضيلة الشيخ حسين حلاوة، الأمين العام للمجلس الأوروبي للإفتاء، وأدار الحوار عدنان حميدان، رئيس تحرير المنصة.
هذا واستهل حلاوة البث بالدعاء بالثبات لأهل غزّة الصامدين وآيات من القرآن الكريم عن إعلاء كلمة الحق، مشيدًا بجهاد الفلسطينيين وتضحيتهم في سبيل الله عز وجل، ودفاعهم عن المقدسات الإسلامية من براثن العدوان الصهيوني.
ما الذي يجب على المسلمين تقديمه لأهل غزة؟
أكد الشيخ حلاوة أهمية دعم أهل غزة في هذه الظروف الصعبة، مشيرًا إلى ما يعانيه الفلسطينيون من حصار ومعاناة، قائلًا: “أهل غزة قدموا ما هو أعظم من الأضحية بذودهم عن الأقصى، ولا نقلل من هذه السنة العظيمة، لذلك فاليوم دورنا لنقدم أضاحينا لأهل غزة الذين لا يجدون الأضاحي مع هذا الحصار الجائر”.
كيف نختار من نرسل إليه الأضحية؟
خلال النقاش، طرح حميدان مقارنات بين أسعار الأضاحي في عدد من الدول، حيث وصل سعر الأضحية في كل من الصومال وكينيا والسودان وإثيوبيا إلى 85 باوند، أما في العراق وباكستان وأفغانستان وبنغلادش فقد وصل سعرها إلى 130 باوند، وفي اليمن 140 باوند، وفي سوريا ولبنان والأردن 250 وفي بريطانيا 270 باوند، وفي بعض المناطق في فلسطين 300 باوند.
أما في بعض المناطق جنوب غزة فتبلغ قيمة الأضحية 1400 باوند، إن وجد ما يضحى به!
وبهذا الصدد، أوضح الشيخ حلاوة أن الأمر يتوقف على قدرة المسلم والظروف المحلية، مشيرًا إلى أن “الأفضل أن يدفع المسلم ثمن الأضحية بحسَب سعرها في البلد الذي يقيم فيه ابتداء، فإن أراد الاجتهاد والإرسال لأهل غزة وهذا الأفضل، فلا حرج إن اشترك مع شخصين آخرين لسداد قيمة الأضحية كما هي مسعرة في غزة، ولا يعني هذا أن نمتنع عن إرسال سعر الأضحية إلى إخواننا في الروهينغا أو كينيا، فكل مسلم له استطاعة ونسأل الله أن يتقبل من الجميع”.
وهنا تطرق حميدان إلى فكرة إرسال أضاحيّ بأسعار مخفضة إلى مناطق كالصومال، حيث يمكن إرسال أضحيتين بسعر واحدة في بريطانيا؛ نظرًا إلى انخفاض التكلفة، وهو ما وافقه عليه الشيخ حلاوة، مؤكدًا أهمية تقديم المساعدة وفق الاستطاعة والظروف.
وذكّر حميدان المشاهدين برابط التواصل مع منظمة (Action For Humanity) التي تعمل على تقديم الأضاحي للمسلمين حول العالم، وفي مقدمتهم أهل قطاع غزة؛ نظرًا إلى الاستهدافات الإسرائيلية المتواصله على القطاع، حيث تُسهِم المؤسسة بإيصال الأضاحي والتبرعات لسكان قطاع غزة.
هل يجوز الاستدانة للأضحية؟
أما بشأن الاستدانة من أجل تقديم الأضحية، فقد أكد الشيخ حلاوة بأن الأضحية سنة، وأن “تقديم الأضحية واجب على من يستطيع، أما من لا يستطيع فلا حرج عليه”.
هل يجب حضور صاحب الأضحية شخصيًّا أثناء ذبحها؟
أشار الشيخ إلى أن الحضور الشخصي عند ذبح الأضحية في بلد آخر ليس شرطًا أساسيًّا، وأن الأموال التي قد تُنفق على السفر يمكن إضافتها إلى قيمة الأضحية نفسها.
وفي ختام الندوة، تطرق الحوار إلى أهمية الأضحية بوصفها شعيرة إسلامية، ونبّه الشيخ حلاوة إلى أن الأضحية تعزز من روح التكافل والاحتفال بعيد الأضحى، مؤكدًا أهمية تعظيم شعائر الله حتى في أصعب الظروف.
يُذكَر أن منصة العرب في بريطانيا تناقش مع عدد من الأئمة والعلماء المختصين في الشريعة الإسلامية موضوعات فقهية تهم المسلمين في بريطانيا، وذلك عبر سلسلة من البثوث والندوات الدورية، كما تشارك المنصة في تنظيم معظم الفعاليات والاحتفالات الإسلامية من النواحي اللوجستية، آخرها صلاة عيد الفطر المبارك التي أشرفت المنصة على إقامتها في حي هارو شمال لندن.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
16°C
