‎تراجع غير مسبوق في أعداد مشتري المنازل في بريطانيا

شهدت بريطانيا انخفاضًا حادًّا في عدد مشتري العقارات للمرة الأولى وذلك بسبب تشديد سياسات البنوك ورفضها تمويل معظم طلبات الرهون العقارية ” المورغيج “.
في المقابل، ما زال هناك طلب قوي على العقارات التي تحتاج إلى أعمال صيانة، حيث تظل هذه العقارات عمومًا أقل تكلفة في السوق، وتُشترى وتُجدد من قبل المستثمرين، مما يجعلها محط اهتمام.
يبرز هذا الواقع تحديات متعددة تواجه الأفراد في قطاع الإسكان. تقريرنا هنا يهدف إلى تسليط الضوء على هذه التحديات وتحليل العوامل المتعلقة بها.

الجزء الأول: انخفاض عدد المشترين الجدد

التراجع في الأرقام:

وبحسَب تقرير أعَدّه مقرض الرهون العقارية هاليفاكس، فقد انخفض عدد المشترين للمرة الأولى في بريطانيا بنسبة 22 في المئة بين يناير وأغسطس، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ولا يزال المشترون الجدد يمثلون أكبر نسبة من طالبي القروض السكنية -53 في المئة من إجمالي القروض- خلال الأشهر الثمانية الماضية من هذا العام.

زيادة البحث عن العقارات بحاجة للتجديد

وبهذا الشأن أظهر تقرير من (Rightmove) أن الباحثين عن منازل يُفضِّلون العقارات التي تحتاج إلى تجديد أكثر من غيرها؛ لأنها أرخص بنسبة 8 في المئة من متوسط العقارات المتاحة للبيع، ما يعادل 29,000 باوند.

العقارات المجددة حديثًا

وبالمقابل، يضطر الباحثون عن منازل جُدِّدت حديثًا إلى دفع زيادة تبلغ 19 في المئة أو ما يقرب من 70,000 باوند. فالمنازل المعروضة للبيع تلقى اهتمامًا أكبر بعد تجديدها، وتشمل: المنازل المجهزة بغلايات جديدة، وزجاج مزدوج، وتحويلات في الدرز العلوي، ومساحة تخزين إضافية.

الجزء الثاني: التحديات والآثار

تأثير انخفاض عدد المشترين

ويشير انخفاض عدد مشتري العقارات للمرة الأولى إلى ازدياد العقبات في سوق الإسكان بريطانيا. ومن تلك العقبات: ارتفاع تكلفة الإقراض العقاري والتضخم.

زيادة التكاليف والعوائق

يُذكَر أن زيادة التكاليف المرتبطة بالعقارات تجعل تحمُّل الناس للنفقات الإضافية أمرًا صعبًا، ويشمل ذلك الوديعة العقارية. وهذا قد يكون عائقًا أمام كثير من المشترين الجدد.

الجزء الثالث: التوصيات والختام

تعزيز سياسات الإسكان:

وتُظهِر البيانات أن هناك حاجة ماسة إلى تعزيز سياسات الإسكان في بريطانيا؛ لمساعدة الأفراد على تحقيق حلم شراء منزل للمرة الأولى. ويجب أخذ مسألتَي تخفيض تكاليف الإقراض وتقديم دعم إضافي للمشترين الجدد بعين الاعتبار.

توفير خيارات متنوعة

ويجب إتاحة مجموعة متنوعة من العقارات بأسعار مختلفة لتناسب ميزانيات المشترين الجدد، ويشمل ذلك توفير مزيد من العقارات التي تحتاج إلى تجديد بأسعار معقولة.

الختام:

مما سبق يتبين أن انخفاض عدد مشترين العقارات للمرة الأولى في بريطانيا يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات لتحفيز سوق الإسكان وتخفيف الأعباء المالية عن الناس. ويتعين على الحكومة والجهات ذات الصلة التعاون؛ لإيجاد حلول تساعد على تحقيق الأمان الإسكاني وتمكين الناس من شراء منازل للمرة الأولى بأسعار مناسبة.

المصدر The Guardian

اقرأ أيضا 

أسعار المنازل في بريطانيا تنخفض بأسرع معدل منذ 14 عامًا

ثالث أكبر شركات بناء المنازل في بريطانيا تخطط لتقليل المشاريع في عام 2024

انخفاض أسعار المنازل في بريطانيا للشهر الرابع على التوالي