سجن أب عراقي 32 شهرًا بعد اتهامه بمحاولة قتل ابنته

أصدرت محكمة أمريكية حكمًا بسجن رجل عراقي 32 شهرًا بعد إدانته بالاعتداء على ابنته المراهقة ومحاولة خنقها في حادث وقع خارج مدرسة ثانوية بولاية واشنطن العام الماضي.
مثل المتهم، إحسان علي البالغ من العمر 44 عامًا، أمام المحكمة العليا في مقاطعة ثورستون إلى جانب زوجته زهراء صبحي محسن علي البالغة من العمر 40 عامًا، بعد اتهامات أولية بمحاولة القتل من الدرجة الثانية.
ومع أن هيئة المحلفين برَّأت الزوجين من هذه التهمة في تموز/يوليو الماضي، فإنها أدانت الأب بتهم أقل تتعلق بالاعتداء والحبس غير القانوني، كما أدانته المحكمة لاحقًا بالاعتداء على صديق ابنته.
تفاصيل الحكم
حُكم على إحسان بالسجن 14 شهرًا بتهمة الاعتداء من الدرجة الثانية، و12 شهرًا أخرى بتهمة الحبس غير القانوني، على أن تُنفذ العقوبتان معًا، إضافة إلى 182 يومًا بسبب اعتداء من الدرجة الرابعة بعد لكْم صديق ابنته.
كما سيخضع بعد انتهاء مدة سجنه إلى 18 شهرًا من المراقبة القضائية، مع منعه من التواصل مع ابنته طيلة 10 سنوات، ومنع مماثل تجاه صديقها لعامين.
أما زوجته زهراء، فقد أُدينت بانتهاك أمر تقييدي، وصدر بحقها حكم بالسجن 364 يومًا أُوقف تنفيذ 84 منها. ونظرًا إلى أنها كانت قد قضت 280 يومًا في الحبس قبل المحاكمة، فقد أُطلق سراحها في اليوم نفسه الذي صدر فيه الحكم.
القاضية كريستين شالر وصفت الحادث بأنه “اعتداء وحشي”، وأكدت أنها فرضت أقصى عقوبة ممكنة بالنظر إلى خطورة الوقائع، ولا سيما أن الضحية كانت تحت رعاية والدها وقت وقوع الحادث.
شهادة مؤثرة للضحية
خلال جلسة النطق بالحكم، ألقت الضحية فاطمة، التي بلغت 18 عامًا مؤخرًا، بيانًا أمام المحكمة وصفت فيه ما تعرضت له، مؤكدة أنها فقدت وعيها عدة مرات أثناء محاولة والدها خنقها، وأنها كانت تخشى على حياتها. كما انتقدت والدتها لعدم التدخل لحمايتها، بحسَب ما ورد في شهادتها.
وقالت فاطمة: إنها شعرت بأن والديها حاولا إرغامها على السفر إلى العراق، وهو ما دفعها للهرب من المنزل قبل وقوع الاعتداء.
وأشارت الشرطة في بيان سابق إلى وجود خلافات داخل الأسرة تتعلق بـ”زواج مدبر”، غير أن المحكمة قررت استبعاد هذا الجانب من القضية أثناء المحاكمة لتفادي أي تأثير على حياد هيئة المحلفين.
مقاطع فيديو وشهادات شهود
قُدمت أدلة بصرية أمام المحكمة أظهرت الأب وهو يخنق ابنته أمام المدرسة، في حين أكد شهود عيان أن الفتاة بدت غير قادرة على التنفس وأن لون وجهها بدأ يتغير. وأكد بعضهم أنها كادت تفقد الوعي بالكامل لولا تدخل أشخاص لإنهاء الموقف.
صديقها المراهق، الذي تعرض للكم من قِبل الأب خلال الحادثة، قال للمحكمة: إن الضحية بدت وكأنها على وشك فقدان حياتها، في حين أشار آخرون إلى أنهم صُدموا من المشهد وهرعوا للمساعدة.
وبعد الحادثة، انتقلت فاطمة إلى رعاية عائلية بديلة، ومع بلوغها سن الثامنة عشرة لم يعد بالإمكان قانونيًّا إجبارها على العودة إلى منزل والديها. وتؤكد تقارير المحكمة أن سلامتها واستقلاليتها باتا تحت ضمان السلطات المعنية.
عقبات الاندماج ومخاطر التعميم الإعلامي على قضايا المهاجرين
يرى مراقبون أن هذه القضية تعكس جانبًا بالغ الحساسية في النقاش العام بشأن قضايا العنف الأسري داخل المجتمعات المهاجرة، حيث قد يؤدي التركيز الإعلامي على خلفية الضحايا أو الجناة الثقافية والدينية إلى تكريس صور نمطية تضر بالمجتمعات العربية والمسلمة في الغرب.
ويؤكد متابعون أن معالجة مثل هذه القضايا يجب أن تبقى في إطارها القانوني والإنساني، بعيدًا عن التعميمات أو الربط بين فعل فردي ومجتمع كامل.
وفي الوقت نفسه، تسلط القضية الضوء على العقبات التي يواجهها أبناء المهاجرين، خصوصًا الفتيات، في الموازنة بين ضغوط التقاليد ومتطلبات الاندماج في المجتمعات الغربية. وهو ما يستدعي نقاشًا أعمق بشأن سبل حماية حقوق الأبناء وضمان أمنهم النفسي والجسدي، مع الحفاظ على تماسك الأسر وعدم السماح بتحويل معاناتهم الفردية إلى مادة سياسية أو إعلامية تُستغَل لتعزيز خطابات معادية للهجرة.
المصدر: ديلي ميل
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇