ستارمر يتعهد بترحيل المهاجرين القادمين عبر القوارب الصغيرة فورًا
تعهّد رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر باتخاذ إجراءات صارمة تجاه اللاجئين الذين يصلون إلى بريطانيا عبر القوارب الصغيرة، مؤكدًا أنهم سيُحتجزون ويتم إجبارهم على العودة مباشرة، في وقت تشهد فيه البلاد أرقاماً قياسية من عبور القنال الإنجليزي وضغوطًا سياسية وشعبية متزايدة لحل هذه الأزمة.
يواجه ستارمر ضغوطًا مكثفة لإظهار نتائج ملموسة في ملف الهجرة غير النظامية، خصوصًا مع تزايد الانتقادات حول استمرار استخدام الفنادق لإيواء طالبي اللجوء، وسط احتجاجات متفرقة أمام بعض هذه المرافق.
ضغوط متصاعدة وعبور قياسي
وكشفت الإحصاءات الرسمية أن نحو 29,003 مهاجرين عبروا القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة منذ بداية عام 2025 وحتى الآن، وهو أعلى رقم يُسجَّل في مثل هذه الفترة من العام.
وفي محاولة لطمأنة الرأي العام، قال ستارمر في منشور عبر منصة “إكس”:”موقفي واضح: لن نكافئ الدخول غير القانوني. إذا عبرت القنال بطريقة غير شرعية، فسيتم احتجازك وإعادتك”.
وتزامناً مع هذه التصريحات، بدأت بريطانيا وفرنسا اختبار خطة جديدة لإعادة المهاجرين الواصلين عبر القوارب الصغيرة إلى الأراضي الفرنسية، مقابل استقبال بريطانيا طالب لجوء آخر عبر مسار قانوني. غير أن التوقعات تشير إلى أن هذه الخطة لن تشمل سوى أعداد محدودة مقارنة بحجم الوافدين.
تحديات قضائية متواصلة
جاءت وعود ستارمر بعد أن كسبت حكومته معركة قضائية في محكمة الاستئناف، حيث ألغت المحكمة أمرًا قضائيًا مؤقتًا كان سيمنع استمرار إيواء المهاجرين في فندق “بيل” بمنطقة إيبينغ.
ولو لم يُلغ القرار، لكان أكثر من 130 طالب لجوء قد أُجبروا على مغادرة الفندق بحلول 12 أيلول/ سبتمبر، وهو ما كان سيؤثر بدوره على أكثر من 200 فندق آخر مخصص لإيواء اللاجئين في مختلف أنحاء البلاد.
ومع ذلك، يستعد الوزراء لمزيد من الطعون القانونية واستمرار الاعتراضات الشعبية على استخدام الفنادق كمراكز إيواء.
انتقادات داخلية وتحذيرات سياسية
من جانبه، اعتبر اللورد فالكَنر، وزير العدل السابق في حكومة حزب العمال، أن الحكومة كانت محقّة في الطعن على قضية إيبينغ، لكنه شدد على ضرورة “المضي قدمًا نحو إغلاق الفنادق ووقف العبور”، مشيرًا إلى أن البلاد “تريد اتخاذ إجراءات حاسمة بهذا الشأن”.
وحذّر فالكَنر، الذي شغل منصبًا رفيعًأ في عهد رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، من أن فشل الحكومة في تحقيق نتائج ملموسة قد يعزز من شعبية حزب “ريفرم” بزعامة نايجل فاراج، مؤكداً أن هذا الحزب “لا يتحمل عبء تقديم حلول عملية”، وهو ما يمنحه تفوقًا في استطلاعات الرأي.
تصاعد نفوذ حزب “ريفرم”
وتشير أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة (BMG) لصالح صحيفة “ي” إلى تقدم حزب “ريفورم” بنسبة 35%، أي بفارق 15 نقطة عن حزب العمال، ما يزيد من التحدي السياسي أمام ستارمر في ملف الهجرة.
ومن المقرر أن يبت مجلس بلدية إيبينغ فوريست يوم الإثنين المقبل في ما إذا كان سيواصل الطعن القانوني بشأن استخدام فندق “بيل” كمأوى للمهاجرين أمام المحكمة العليا، في خطوة قد تفتح فصلاً جديدًا من الجدل حول كيفية تعامل الحكومة مع أزمة الهجرة عبر القنال.
مخاوف من توظيف شعارات الحرية لتبرير خطاب الكراهية
ترى منصة “العرب في بريطانيا” (AUK) أن التقرير يسلّط الضوء على واحدة من أكثر القضايا حساسية في الساحة البريطانية، وهي محاولات استغلال شعار “حرية التعبير” لتبرير خطابات الكراهية والتحريض ضد المهاجرين واللاجئين.
فإن مثل هذه الدعوات لا يمكن النظر إليها بمعزل عن السياق السياسي والاجتماعي الأوسع، حيث يسعى بعض قادة اليمين المتطرف إلى إعادة تدوير أفكارهم القديمة تحت شعارات براقة تخفي جوهرها الإقصائي.
كما تعتبر المنصة أن خطورة هذه التحركات تكمن في قدرتها على جذب شرائح واسعة من المجتمع البريطاني، مستغلة حالة الغضب والإحباط العام.
إن التحدي الحقيقي أمام السلطات يتمثل في كيفية الموازنة بين حماية الحريات العامة وضمان عدم تحولها إلى غطاء يُستغل لتأجيج الانقسام ونشر العداء، وهو ما يتطلب إجراءات أكثر حكمة وصرامة في آن واحد.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
16°C
