كيف يمكن أن تحصل على تخفيض يصل إلى 35 ألف باوند عند شراء منازل في بريطانيا؟
في ظل تباطؤ السوق العقارية وتراجع وتيرة نمو الأسعار، يتجه عدد متزايد من المشترين في بريطانيا إلى المفاوضة الجريئة؛ للحصول على تخفيضات كبيرة عند شراء المنازل. ويشير خبراء القطاع إلى أن السوق الحالي، الذي يشهد فجوة واضحة بين السعر المطلوب وسعر البيع الفعلي، يتيح فرصًا حقيقية للمشترين الذين يمتلكون الجرأة، ويعرفون كيف يستخدمونها.
مفاوضات جريئة تؤتي ثمارها
يشير تقرير منشور في صحيفة الغارديان إلى أن بعض المشترين نجحوا في الحصول على تخفيضات كبيرة بمجرد تقديم عرض أقل بكثير من السعر المطلوب.
فأحد المشترين على الساحل الجنوبي مثّل مثالًا واضحًا: كان المنزل معروضًا بسعر 575 ألف باوند، لكن حالته المتدهورة دفعت المشتري لطرح سؤال جوهري: كيف نحصل على المنزل المناسب دون تجاوز ميزانيتنا؟
فكانت الإجابة: الجرأة المحسوبة. حيث قدّم الزوجان عرضًا أقل بـ35 ألف باوند من السعر المطلوب… وقد قُبِل فورًا.
وتُظهر بيانات موقع زوبلا (Zoopla) أن متوسط التخفيض الفعلي في السوق يبلغ الآن 16 ألف باوند، فيما تباطأ نمو الأسعار السنوي إلى نحو 1.3 في المئة.
مؤشرات السوق: معطيات إضافية تعزز موقف المشترين

بحسَب مؤشر زوبلا (Zoopla) لأكتوبر 2025، بلغ متوسط سعر المنزل في المملكة المتحدة نحو 270,200 باوند، بزيادة 1.3 في المئة فقط عن العام السابق، وهو أحد أبطأ معدلات النمو خلال العقد الأخير، ما يعكس سوقًا تميل تدريجيًّا لمصلحة المشترين.
ومن جهة أخرى، تُظهر بيانات هوم تراك (Hometrack) أن السوق يشهد تحولًا واضحًا نحو «سيطرة المشترين»، إذ ارتفعت أعداد المنازل المعروضة للبيع بنسبة 12 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يمنح المشترين مساحة تفاوضية أكبر، ويضع ضغوطًا على البائعين الذين لا يستطيعون الانتظار طويلًا.
كما تشير تقارير من هاليفاكس (Halifax) إلى تباطؤ في نمو الأسعار، خصوصًا في الجنوب الإنجليزي، ما يفتح هامشًا إضافيًّا للتفاوض في المناطق التي كانت الأكثر ارتفاعًا في السنوات الماضية.
وتتوقع بعض المؤسسات العقارية أن يشهد السوق تعافيًا جزئيًّا بنهاية 2025، بعد انتهاء حالة الترقّب المرتبطة بميزانية الحكومة الأخيرة، وهو ما قد يعيد بعض النشاط إلى السوق، ويمنح المشترين الذين يتحيّنون الفرصة المناسبة نافذة زمنية محدودة قبل احتمالات ارتفاع الطلب من جديد.
لماذا يقبل البائعون بهذه التخفيضات؟

يقول مستشار الرهن العقاري أجي كريستو: إن “المنزل يمثل فخرًا شخصيًّا لصاحبه، لكن الواقع الاقتصادي يفرض منطقًا مختلفًا”.
ويشرح روبرت إدواردز، الشريك في شركة الاستشارات العقارية كيرتونز، أن بعض الوكلاء يبدأون بتسعير مرتفع لاختبار السوق أو تلبية رغبة البائع، ثم يخفضون التوقعات لاحقًا عند غياب الطلب.
ويضيف: “أبدأ دائمًا بالدلائل: مبيعات مشابهة، وحجم الطلب، ومدة بقاء العقارات في السوق… ثم نأخذ بعين الاعتبار حالة العقار والميزات الفريدة. القيمة الحقيقية ليست ما تتوقعه الخوارزميات، بل ما يستطيع المشتري الواعي دفعه بالفعل”.
كيف تتفاوض بذكاء؟
ينبّه خبراء العقارات على أن المفاوضة الناجحة تحتاج إلى:
- تقديم عرض مدعوم بأدلة مثل نتائج المسح الهندسي أو تكلفة الإصلاحات المطلوبة.
- التواصل باحترام وإظهار أنك مفاوض جاد، لا مجرد باحث عن صفقة غير منطقية.
ويقول إدواردز: “أغلب البائعين يعرفون الفارق بين مفاوضة عادلة ومحاولة استغلال. كن واقعيًّا… السعر لم يعد كما كان عليه قبل سنوات، بل كما تدعمه مؤشرات السوق حاليًّا”.
اتجاهات السوق تمنح المشترين فرصة
تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن تباطؤ نمو الأسعار، إلى جانب تراجع قدرة بعض البائعين على الانتظار الطويل في السوق، يمنح المشترين مساحة أوسع لطلب تخفيضات كبيرة، شرط أن تكون مبنية على قراءة دقيقة للعرض والطلب، لا على المغامرة غير المحسوبة.
وترى المنصة أن «الجرأة المدروسة» أصبحت أداة حقيقية في السوق العقارية الحالية، وأن التحولات الاقتصادية تجعل من عام 2026 عامًا مرشحًا لاستمرار الفجوة بين السعر المطلوب والسعر القابل للتفاوض.
المصدر: برمنغهام ميل
اقرأ أيضاً
الرابط المختصر هنا ⬇
