بريطانيا: المدارس الدينية لم تعد ملزمة بقبول طلبة على غير دينها
كشفت الحكومة البريطانية عن قواعد جديدة لقبول الطلاب في المدارس، حيث لم تَعُد المدارس الدينية ملزمة بقبول طلبة على غير دينها.
قرارات جديدة تعزز صلاحيات المدارس الدينية في بريطانيا
وبموجب القواعد المعمول بها حاليًّا فإن 50 في المئة من طلاب المدارس الدينية ينتمون إلى ديانات غير الديانة الأساسية التي تنص عليها معايير القبول المدرسية، لكن وزيرة التعليم جيليان كيغان أعفت المدارس الدينية من قبول الطلاب الذين ينتمون إلى ديانات أخرى (مختلفة عن تلك المذكورة في معايير القبول الخاصة بالمدرسة).
وستسمح الحكومة البريطانية للكنائس وبعض الجماعات الدينية بفتح مدارس دينية خاصة بالأطفال من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، وهو ما انتقده ناشطون.
جدير بالذكر أنه يمكن للمدارس الدينية أن ترفض تخصيص 50 في المئة من المقاعد للطلاب المنتمين لديانات أخرى، إذا كان عدد الطلاب المتقدمين أكبر من عدد المقاعد المتاحة.
وقد عارض الخطةَ روان ويليامز الرئيس السابق لأساقفة كانتربري، إضافة إلى فنانين منهم فيليب بولمان وإيان ماك إيوان، وأشار بعض الناس إلى أن القواعد الجديدة قد تحرم بعض الطلاب من الوصول إلى مقاعد الدراسة.
بدوره قال أندرو كوبسون رئيس منظمة (Humanists UK): “إن تخصيص كل مقاعد المدارس الدينية لأتباع ديانة واحدة فقط، سيعزز التمييز الديني والعرقي في مدارسنا، في الوقت الذي تتعاظم فيه الحاجة للتماسك بين جميع أبناء المجتمع”.
“إن مثل هذه القرارات ستسبب ضررًا كبيرًا للأسر الفقيرة، والأسر غير المتدينة، أو الأسر التي تنتمي إلى الأقليات”.
وأضاف: “بدلًا من تعزيز التنوع الديني فإن الحكومة تعمل على إنشاء نظام قبول واحد لجميع طلاب المدارس الحكومية”.
الكنيسة الكاثوليكية ترحب بالقواعد الجديدة الخاصة بالمدارس الدينية
وبالمقابل أيد عدد من المسؤولين القانون الجديد، منهم رث كيلي وزيرة التعليم في حكومة حزب العمال التي ترأّسها توني بلير سابقًا، واعتبرت القانون الجديدة انتصارًا للكنيسة الكاثوليكية، التي لم تتمكن من فتح مدارس ذات أغلبية دينية بسبب القيود الحكومية.
وبهذا الصدد قالت كيلي، التي تشغل حاليًّا منصب نائب رئيسة الاتحاد الكاثوليكي: “لقد أسعدنا القرار الذي اتخذته وزيرة التعليم، لا سيما أن الكنيسة الكاثوليكية تُعَد من أقدم المؤسسات الداعمة للتعليم في بريطانيا، إضافة إلى أن نتائج طلاب المدارس الكاثوليكية تكون في العادة أعلى من المتوسط، وليس منطقيًّا منع فتح المدارس ذات الأغلبية الكاثوليكية”.
وأضافت: “يشكل هذا القرار اعترافًا مستحقًّا بنجاح مدارسنا، ودليلًا على الثقة بنظام التعليم المعتمد في المدارس الكاثوليكية”.
بدورها قالت وزيرة التعليم جيليان كيغان: “تُشرِف الجماعات الدينية على إدارة عدد من أفضل المدارس الدينية في البلاد، وبخاصة المدارس الواقعة في أكثر المناطق فقرًا، لذا لا بد أن نقدم لهم دعمًا أكبر، وذلك بالسماح بافتتاح مدارس دينية للأطفال من ذوي الاحتياجات الدينية الخاصة”.
هل تساهم القواعد المدرسية الجديدة في تهميش الطلاب من أبناء الأقليات؟
ورد ستيفن إيفانز مدير الجمعية الوطنية العلمانية على ذلك بالقول: “إن هذا القرار يُعَد قرارًا خاطئًا، حيث يتزايد القلق من تسليم إدارة المدارس الخاصة للجماعات الدينية”.
وأضاف: “إن إنشاء المدارس الدينية الخاصة من شأنه إثارة بعض المشكلات الأخلاقية المتعلقة بفرض الدين على الأطفال من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، ونحن حريصون على تجنيب الأطفال الفقراء ممارسات التبشير الديني”.
وقال نايجل جيندريس كبير مسؤولي التعليم في كنيسة إنجلترا: “إن توسيع صلاحيات المدارس الخاصة التابعة لكنيسة إنجلترا، سيُسهِم في تلبية الاحتياجات التعليمية لمزيد من الأطفال من جميع المجتمعات، بصرف النظر عن خلفيتهم الدينية”.
هذا وكانت الحكومة البريطانية قد ألزمت المدارس الجديدة بتخصيص 50 في المئة من مقاعدها لطلاب ينتمون لديانات مختلفة؛ خوفًا من ظهور موجة جديدة من المدارس الدينية، وذلك في عام 2010.
ومن بين 20.000 مدرسة حكومية في إنجلترا يوجد نحو 4.500 مدرسة دينية تابعة لكنيسة إنجلترا و1.955 مدرسة دينية كاثوليكية، و139 مدرسة دينية مسيحية.
أما بالنسبة إلى مدارس الأقليات فلا يوجد سوى 34 مدرسة إسلامية في إنجلترا، إلى جانب 50 مدرسة يهودية و12 مدرسة سيخية ومدرستَين هندوسيتَين.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
13°C
