هجرة سكان لندن تسجل أدنى مستوى منذ عقد.. ماذا يحدث؟
![هجرة سكان لندن تسجل أدنى مستوى منذ عقد.. ماذا يحدث؟](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2024/12/Artboard-4-5-2-scaled.webp)
تراجعت أعداد سكان لندن الذين يغادرون العاصمة لشراء منازل في الريف إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عشر سنوات، بعد فترة من الارتفاع الحاد في أسعار المنازل في بقية أنحاء المملكة المتحدة. ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة العقارات هامبتونز، فقد استحوذ سكان لندن على 5.7 في المئة فقط من المنازل المباعة خارج العاصمة خلال عام 2024، أي ما يعادل 57,020 منزلًا، وهو أدنى مستوى منذ عام 2013، وأقل بنسبة تقارب 50 في المئة من ذروة المبيعات التي شهدتها فترة وباء كوفيد-19 عام 2021.
الفجوة في ارتفاع الأسعار
ارتفعت أسعار العقارات في لندن بنسبة 26 في المئة خلال العقد الماضي، مقارنة بزيادة قدرها 39 في المئة في بقية أنحاء البلاد، وفقًا لتحليل أجرته هامبتونز استنادًا إلى بيانات من 650 فرعًا لوكالة العقارات كانتريوايد. وأوضحت أنيشا بيفريدج، رئيسة قسم الأبحاث في هامبتونز، أن “أصحاب المنازل في العاصمة واجهوا عقبات عديدة في سوق الإسكان مؤخرًا”، مشيرة إلى أن العديد منهم اختاروا البقاء في منازلهم بسبب صعوبة اقتناء ما وصفته بـ”المنازل الفاخرة”.
شهد عام 2020 مغادرة سكان لندن منازلهم الصغيرة بحثًا عن مساحات أكبر في الريف، في ظل توقعات بأن تستمر ترتيبات العمل عن بُعد. لكن العودة التدريجية للعمل الحضوري بعد انتهاء الوباء دفعت العديد منهم إلى البقاء في العاصمة. ووفقًا لمارك فون غرونهير، مدير وكالة بنهام آند ريفز، فإن العودة إلى المكاتب والعمل الحضوري أسهما إسهامًا بارزًا في هذا التحول.
رغم هذا التوجه، يُلاحظ استثناء واضح يتمثل في المشترين للمرة الأولى، الذين مثلوا 31 في المئة من سكان لندن الذين اشتروا منازل خارج العاصمة هذا العام، وهي نسبة تزيد على ضعف النسبة المسجلة في عام 2013. وأوضحت بيفريدج أن ارتفاع الدخل والمدخرات اللازمة لشراء منزل داخل لندن دفع العديد من المشترين للمرة الأولى للبحث عن فرص خارج العاصمة.
أكثر المدن جذبًا
![إيجارات العقارات خارج لندن ترتفع إلى مستوى قياسي](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2024/07/إيجارات-300x169.webp)
استحوذت المدن القريبة من العاصمة التي تتمتع بوسائل نقل جيدة على النصيب الأكبر من المشترين، حيث سجلت برينتوود في إسكس نسبة شراء بلغت نحو 50 في المئة من سكان لندن هذا العام، مقارنة بنسبة 23 في المئة في عام 2019.
مع أن لندن لا تزال أكثر المناطق تكلفة في المملكة المتحدة، فإن أسعار المنازل في بعض المناطق المركزية شهدت انخفاضًا على مدار العقد الماضي. وتظهر بيانات لونريس أن أسعار العقارات بين عامي 2013 و2024 انخفضت بنسبة 11 في المئة في ساوث كنسينغتون و4 في المئة في تشيلسي. وفي نايتسبريدج وبلغرافيا، ظلت الأسعار ثابتة تقريبًا منذ عام 2013.
وفي هذا السياق أشار نيل هادسون، مؤسس شركة استشارات الإسكان بيلت بليس، إلى أن زيادات الضرائب منذ عام 2014 أثرت كثيرًا على سوق العقارات الفاخرة في لندن. وقال: إن “انخفاض التداول وتراجع الأسعار جعلا السوق الراقية بعيدة عن مستوياتها قبل 2014”.
العودة إلى العاصمة لندن
شهدت الفترة الأخيرة عودة بعض سكان لندن الذين غادروا العاصمة خلال الوباء. وأوضح مارك فون غرونهير أن العديد من المشترين استغلوا استقرار أسعار العقارات للعودة إلى لندن، مدفوعين بمزايا تقليص وقت التنقل والتمتع بالثقافة الحضرية.
وأضاف فون غرونهير: “تواصلنا مع زوجين باعا منزلهما في لندن عام 2020 وانتقلا إلى هامبشاير. لكنهما عادا في عام 2023 واشتريا منزلًا بالقرب من موقع منزلهما القديم تقريبًا بنفس السعر الذي باعاه به قبل ثلاث سنوات”.
جدير بالذكر أن هذا التحول في حركة سكان لندن يُبرِز مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية، بدءًا من الفجوات في أسعار المنازل، وارتفاع التكاليف في المدن الريفية، وصولًا إلى عودة نمط الحياة الحضرية في ظل العمل الحضوري. وتظل العقبات قائمة بالنسبة لسوق الإسكان في العاصمة، مع توقعات بمزيد من التغييرات في السنوات المقبلة.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇