وزير بريطاني يلجأ لتكتيك التخويف وسط توقعات بوفود مهاجرين من السودان

في ظل توقعات بازدياد وفود المهاجرين من السودان، حذر وزير الهجرة روبرت جينريك من أن الهجرة غير الشرعية تهدد التماسك الاجتماعي في المملكة المتحدة، في تعليقات وصفت بأنها “يمينية متطرفة”.

وفي كلمة ألقاها في مناسبة للحديث عن السياسات في وسط لندن، دافع جينريك عن مشروع قانون الهجرة غير الشرعية الذي سيناقشه النواب يوم الأربعاء، والذي يقضي بترحيل اللاجئين الوافدين للمملكة المتحدة بطرق غير شرعية سواء لبلدهم أو لبلد ثالث مثل رواندا.

توافد المهاجرين من السودان

يرى وزير الهجرة أن إيواء الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء في الفنادق قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات المحلية، مشيرًا إلى أن السياسيين يجب أن ينتبهوا إلى الاحتجاجات في نوزلي، التي يقال إنه يغذيها نشاط اليمين المتطرف.

وتابع جينريك قائلًا: “أعتقد اعتقادًا جازمًا أنه يتعين علينا حل مسأله إيواء المهاجرين في الفنادق، وإلا فسنفقد ثقة واحترام الجمهور البريطاني”.

وردًّا على سؤال عن نظرة الحكومة البريطانية للحرب الحالية في السودان، أجاب قائلًا: إن الشعب السوداني كان دائمًا ضمن قائمة أكثر 10 دول يعبر مواطنوها القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة، مضيفًا أن الصراع في البلاد سيؤدي على الأرجح إلى زيادة هذه الأعداد.

وفيما يتعلق بالطرق القانونية المتاحة للاجئين السودانيين الراغبين في القدوم إلى المملكة المتحدة، قال: إن بعضهم يمكن أن يأتي إلى هنا بموجب خطط لم شمل الأسرة الحالية.

وأوضح أن وزارة الهجرة بدأت محادثات بهذا الشأن مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ودفاعًا عن مشروع قانون الهجرة الجديد، أكد جينريك أنه سيحد من توافد اللاجئين عبر الرحلات غير الشرعية، مشيرًا إلى أنه لن يتجاهل اللاجئين الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة.

انتقادات للحكومة

من جهة أخرى عارض الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين أنور سولومون مشروع قانون الهجرة غير الشرعية، وقال: “من المهم أن ندرك أنه على مدى سنوات عديدة استقر اللاجئون بنجاح في المملكة المتحدة، وقدموا إسهامات حيوية في الاقتصاد بوصفهم مواطنين ملتزمين بالقانون يدفعون ضرائبهم وبريطانيين فخورين يُثرون مجتمعاتنا”.

وقال المتحدث باسم الشؤون الداخلية للحزب الديمقراطي الليبرالي، أليستير كارمايكل: “إن قسوة الوزراء المحافظين تجاه بعض الأشخاص المستضعفين في العالم أمر لا يمكن تصوره”.

وتابع: “نعلم جميعًا أن توفير الطرق الآمنة والقانونية للَّاجئين هو أكثر الطرق فاعلية لوقف عمليات العبور الخطرة هذه، لكن المحافظين يواصلون رفض ذلك”.

وقالت مديرة الحملات والشبكات في المجلس المشترك لرعاية المهاجرين، ماري أتكينسون: “هذه التصريحات تنمُّ عن قواعد اللعبة الخاصة باليمين المتطرف. لقد سقط القناع!”.

هذا ودعت مديرة المناصرة في منظمة “التحرر من التعذيب” ناتاشا تسانغاريدس، الحكومة لفتح الطرق الآمنة للَّاجئين والتعامل بحكمة مع تراكم طلبات اللجوء، وتعزيز التعاون الدولي؛ للحد من العوامل التي تدفع الناس إلى المشاركة برحلات محفوفة بالمخاطر بحثًا عن الأمان.

المصدر: BBC

اقرأ أيضًا:

لاجئ من السودان يشرح معاناته في مركز مانستون للمهاجرين في بريطانيا

كيف غطى الإعلام البريطاني الأحداث في السودان؟

الحكومة البريطانية تؤكد اختفاء 200 طفل لاجئ معظمهم من ألبانيا