ما المبيدات الحشرية شديدة الخطورة وكيف يتم استخدامها في بريطانيا؟
كشف عدد من الخبراء في قطاع الزراعة في بريطانيا عن انخفاض كميات المبيدات الحشرية المستخدمة في بريطانيا إلى حوالي النصف منذ عام 1990، لكنهم أوضحوا أن هذه المبيدات أصبحت أكثر سميِّةً.
هذا ولا تملك الجهات الرسمية في بريطانيا المعلومات الكافية لمعرفة كميات المُبيدات المستخدمة، على عكس الدول الأوروبية الأخرى مثل أيرلندا.
ولا تلزم السلطات البريطانية شركات المنتجات الزراعية بالكشف عن كميات المبيدات الحشرية التي بيعت للمزارعين.
ومن الجدير بالذكر أن معظم المبيدات الحشرية أصبحت أكثر سميِّةً منذ اختراعها في أربعينيات القرن الماضي، حيث يزعم بعض المزارعين، بأن زيادة فعالية المواد السُميِّة في المبيدات الحشرية، ساهم في خفض معدلات استخدام هذه المبيدات، التي أصبحت تستهدف حشرات معينة دون غيرها.
بالمقابل، يرى ناشطو البيئة بأن المُبيدات شديدة السُميِّة تساهم في قتل أشكال أخرى من الحياة البرية إلى جانب الحشرات، وأكدوا أن تراجع اعتماد المزارعين على هذه المبيدات الحشرية، لا يعني أنها أقل تأثيرًا على صحة البشر وأشكال الحياة الأخرى.
ويحتوي المبيد الحشري من نوع (HHPs) على مواد كيميائية، تشكل خطرًا كبيرًا على البيئة وصحة الإنسان، وفقًا للمنظمات العالمية المعنية بشؤون الصحة، ومن بينها منظمة الصحة العالمية.
وفيما يلي نستعرض بعض أنواع المبيدات الحشرية المستخدمة في بريطانيا:
1- المبيدات الحشرية من نوع الغليفوسات (Glyphosate)
وافقت الجهات المختصة في بريطانيا على استخدام المزارعين لاكثر من مئة نوع من المبيدات الحشرية المعروفة بالغليفوسات، التي تستهدف الأعشاب الضارة، علمًا أن هذا النوع من المُبيدات يُشكِّل خطرًا كبيرًا على كل من النحل والحيوانات المائية، فضلًا عن إمكانية تسبُّبِها بمرض السرطان للبشر.
هذا وزاد اعتماد المزارعين على هذا النوع من المبيدات الحشرية، حيث تُرَش مساحات أوسع من الأراضي الزراعية بكميات أكبر من مبيدات الغليفوسات السامة، وازداد معدل الطلب على هذه المبيدات مقابل كل هكتار من الأراضي الزراعية.
وازدادت كمية مواد الغليفوسات المستخدمة لرش الأراضي الزراعية بنسبة 16 في المئة خلال السنوات الأربع الأخيرة، بينما ازدادت نسبة الأراضي التي تعرضت للرش بهذا النوع من المبيدات الحشرية حوالي 9 في المئة.
وقد استُخدِم هذا النوع من المُبيدات الحشرية لرشِّ المحاصيل الزراعية، والمراعي، وغير ذلك من المرافق الخاصة بقطاع الزراعة.
ويخشى علماء البيئة من أن اعتماد المزراعين على الأنماط الزراعية التي لا تتطلب حِراثَة الأرض، من شأنه أن يزيد استخدام هذا النوع من المُبيدات ورشِّها على مساحاتٍ أوسع من الأراضي لقتل الأعشاب الضارة، لأن المزارعين لا يتخلصون من الأعشاب الضارة عبر حراثة الأرض.
2- المبيدات الحشرية من نوع سيانترانيليبرول (Cyantraniliprole)
يستخدم المزراعون في بريطانيا ثلاثة أنواع من مبيدات الحشرات المعروفة باسم سيانترانيبليبرول، والتي تعتبر شديدة السُميِّة بالنسلة للنحل.
وتستخدم هذه المبيدات الحشرية لرش محاصيل الخضروات مثل البروكلي والكرنب والملفوف والجزر، لحمايتها من خطر الآفات الزراعية مثل حشرات المن والذباب الأبيض والتربس.
وزادت نسبة استخدام هذا النوع من المُبيدات بشكل كبير في بريطانيا بين عامي 2016 و 2020، وبمعدل بلغ 241 في المئة.
كما زادت مساحة الأراضي الزراعية المرشوشة بهذا النوع من المُبيدات بنسبة 345 في المئة في نفس المدة الزمنية المذكورة.
3- المبيدات الحشرية من نوع (2,4-D)
يعتبر من أنواع المبيدات الحشرية الهرمونية والمُستخدمة لحماية النباتات الخشبية وذات الأوراق العريضة من الآفاتِ الزراعية، وتشمُلُ هذه النباتات محاصيل البرسيم والهندباء، وإبرة الراعي البرية، واللبلاب، والصقلاب، والموز، والشوك.
وكانت السلطات في بريطانيا قد وافقت على استخدام 75 منتجًا زراعيًا من هذا النوع، الذي يعتبر شديد السُميِّة بالنسبة لديدان الأرض والحشرات المائية والنحل، كما تحتوي هذهِ المُبيدات على مواد مسرطنة لجسم الإنسان، ويمكن أن تسبب مشكلات في عمل الغدد الصمَّاء.
وقد زاد اعتماد المزراعين على هذا النوع من المُبيدات في بريطانيا بمعدل 117 بين عامي 2016 و 2022، وقد ازدادت مساحة الأراضي الزراعية المرشوشةُ بهذا النوع من المُبيدات الحشرية بنسبة 67 في المئة خلال الفترة الزمنية نفسها.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً:
الرابط المختصر هنا ⬇