دراسة بريطانية: اكتشاف نوع من العناكب يمكن أن يحل مكان المبيدات الحشرية
قد تبدو عناكب الخيمة الاستوائية المعروفة باسم (Cyrtophora citricola) -وهي نوع من العناكب اُكتشف في فلوريدا- مخيفة، لكنها ليست كذلك حقًّا، بل إنها قد تكون مفيدة في مجال الزراعة!
فبينما طوَّرت حشرة العثة مقاومة ضد المبيدات الحشرية الكيميائية وغزت المحاصيل الزراعية في دول البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، جاءت الأبحاث التي أجرتها جامعة بورتسموث البريطانية بالتعاون مع باحثين من جامعة نوتينغهام، لتخبرنا بأن هذه العناكب يمكنها أن تقضي على مشكلة العثة في مناطق مثل إسبانيا، التي بات صعبًا عليها زراعة الطماطم في الهواء الطلق.
ووفقًا لبحث مخبري، تُشكِّل العناكب مجموعات وتبني شبكات كبيرة يمكنها تغطية الأشجار بكاملها. كما تلتهم هذه العناكب الحشرات التي تغزو محاصيل الطماطم.
نوع من العناكب قد يجعل المزارعين يستغنون عن المبيدات الحشرية!
يقول طالب الدكتوراه والمؤلف المشارك في الدراسة توماس آي روبرتس ماكوين: يمكن أن تسبب العثة خسارة المحاصيل تمامًا، لذا فمن المهم حقًّا أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار.
هذا وتتغذى حفَّارة أوراق الطماطم، المعروفة أيضًا باسم (Tuta absoluta)، على البطاطس. وتُعرَف عناكب شبكة الخيمة الاستوائية بقدرتها على أن تكون درعًا حيويًّا ضد العثة والحشرات الطائرة الأخرى، وتستطيع هذه العناكب التهام العثة بعد بلوغها شهرًا أو شهرين.
وبهذا الصدد تقول الدكتورة لينا غرينستيد، كبيرة المحاضرين في علم الحيوان بالجامعة والمؤلفة الرئيسة للدراسة التي نُشِرت في مجلة (Insects): يتعلق الأمر برمته بالاستغناء بالطبيعة عن المبيدات الحشرية، أو على الأقل تقليل استخدامها؛ للتوجه نحو نهج أكثر استدامة في الزراعة.
هذا وتتمتع عناكب الخيمة الاستوائية بالعمل الجماعي مقارنة بأنواع أخرى من العناكب التي تأكل بعضها. ولحسن الحظ فإن النطاقات الجغرافية لهذا النوع من العناكب هي نفسها التي تغزوها العثة، لذا فإن مكافحة هذه الأخيرة بيولوجيًّا لن يتضمن إدخال العناكب إلى مناطق جديدة.
بالمقابل فإن هذه العناكب مهددة هي الأخرى بأحد أنواع الدبابير الموجودة في جنوب إسبانيا، حيث يُعرَف عن هذا النوع أنه يأكل بيوض العنكبوت. لكن الباحثين يقترحون تربية العناكب في البيئات الخاضعة للرقابة ثم إطلاقها في الخارج بعد أن تكبر.
وبهدف التعاون مع المزارعين في إسبانيا مستقبلًا، يدعو الباحثون إلى إجراء مزيد من الدراسات عما إذا كانت العناكب يمكن أن تؤثر سلبًا على تلقيح النباتات من خلال اصطياد النحل والملقحات الرئيسة الأخرى.
اقرأ أيضًا:
دفء الطقس في بريطانيا خلال الأشهر الماضية يهدد المحاصيل الزراعية
بريطانيا تحذر السكان من 200 مليار حشرة ستغزو المنازل لهذا السبب
الرابط المختصر هنا ⬇
