ما أسباب زيادة تشخيص مرض التوحد في بريطانيا؟

تشير إحصاءات حديثة في بريطانيا إلى ارتفاع ملحوظ بنسبة 787 في المئة في عدد المصابين بمرض التوحد خلال العقدين الماضيين، وذلك وفقًا لدراسة أُجرِيت في عام 2021. ويثير هذا الارتفاع الكبير استفسارات عن الأسباب والعوامل التي تقف وراء هذه الزيادة الكبرى.
فقَبْل نحو 80 عامًا، كان مرض التوحد نادرًا، إذ كان طفل واحد من كل 2500 طفل يصاب بهذا المرض. ولكن مع مرور الوقت، تغيرت هذه النسبة بصفة ملحوظة، ويُعتقد الآن أن واحدًا من كل 36 طفلًا يعانون من اضطراب طيف التوحد.
ما أسباب زيادة أعداد المصابين بمرض التوحد في بريطانيا؟

وتعزى هذه الزيادة الكبيرة جزئيًّا إلى زيادة الوعي والفهم لمرض التوحد، ما أدى إلى زيادة عدد الأطباء المؤهلين لتشخيص هذا الاضطراب. ومع مرور الوقت، تغير تعريف مرض التوحد، وتوسعت حدود تقييمه، لتشمل مجموعة واسعة من الناس، ومن ذلك النساء والفتيات، اللواتي لم يكنّ يُعتَبَرن في الماضي ضمن نطاق التشخيص المحتمل.
أضف إلى ذلك أن إلغاء تصنيف متلازمة أسبرجر ضمن التشخيص المنفصل في عام 2013، ودمجها ضمن مصطلح “التوحد”، أدى إلى زيادة التشخيص، إذ أصبح التوحد يشمل المصابين بمتلازمة أسبرجر.
تشخيص مرض التوحد

وفي هذا السياق أكدت إليزابيث أونيونز، الباحثة الرئيسة في الدراسة، أن مرض التوحد يظل غير معترف به لدى البالغين، ويُرجَّح أن أكثر من 90 في المئة من المصابين بالتوحد ممن تتجاوز أعمارهم 50 عامًا في إنجلترا لم يُشخّصوا به بعد.
وأشار الدكتور بيتر كاربنتر، رئيس مجموعة الاهتمامات الخاصة بالطب النفسي النمائي العصبي، إلى أن خدمات تشخيص البالغين قد لا تكون مؤهلة بما يكفي لمراجعة حالة هؤلاء الأفراد وفقًا للمعايير الحديثة.
أهمية مساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد

ويذكر الخبراء أن طبيعة مرض التوحد تبقى غامضة ومعقدة، ولا توجد إجابة شافية بشأنه. ويرى بعض الخبراء، مثل ويليام ماندي من جامعة كوليدج لندن، أن هذا الغموض يمثل جزءًا من الخصوصية الفريدة لهذا الاضطراب.
ويرى ماندي أن السؤال الأهم يتعلق بكيفية مساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد على عيش حياة سعيدة، بدل التركيز على التشخيص. فالأرقام الحالية تُظهِر ارتفاعًا حادًّا في حالات انتظار تقييم التوحد.
ومن المهم أن نعرف أن الأشخاص المصابين بالتوحد يواجهون في الغالب مصاعب جمّة في الحياة، ويشمل ذلك: ضعف الصحة العقلية والجسدية، وقلة التحصيل العلمي، والبطالة، والعزلة الاجتماعية، وكذلك الوفاة المبكرة.
ويواجه النظام الصحي الوطني صعوبات كبرى في مواجهة ارتفاع طلبات التقييم والعلاج لمرضى التوحد، ما يؤدي إلى تأخيرات كبيرة في تقديم الخدمات.
وفي ضوء هذه الصعوبات، يوصي ماندي بالبحث في سبل دعم المصابين بالتوحد للتعامل مع حياتهم اليومية.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇