رقيب إحسان: أين يخطئ نايجل فاراج بشأن المسلمين في بريطانيا؟
في الآونة الأخيرة، أثار نايجل فاراج، السياسي البريطاني المعروف، جدلًا واسعًا بعد تصريحاته المثيرة حول المسلمين في بريطانيا.
زعم فاراج في مقابلة مع سكاي نيوز ومع السير تريفور فيليبس أن هناك عددًا متزايدًا من المسلمين الذين يرفضون الانخراط فيما سماه بـ”القيم البريطانية”.
تصريحات نايجل فاراج وموقفه من المسلمين
سلط الكاتب رقيب إحسان الضوء على مزاعم فاراج بأن هناك مشكلات في اندماج بعض المسلمين في المجتمع البريطاني، مستهدفاً بشكل خاص الشباب المسلمين الذين شاركوا في المظاهرات المؤيدة لفلسطين.
وأوضح في مقال نُشر بموقع (The spectator) أن موقف فاراج السلبي تجاه المسلمين ذهب إلى القول بأن هؤلاء الشباب لا يمكن اعتبارهم وطنيين بريطانيين بأي حال من الأحوال.
وفي محاولة لتجنب اتهامه بالعنصرية، أشاد فاراج بتجربة الاندماج الناجحة للمجتمع الهندي الغربي في المملكة المتحدة، مشيرًا إلى مساهمات الجنود الكاريبيين في الحروب العالمية وحبهم للعبة الكريكيت.
التناقضات في تصريحات فاراج
تظهر تصريحات فاراج تناقضات واضحة، فعلى الرغم من محاولاته للإشارة إلى اندماج بعض الأقليات، فإنه تجاهل العديد من الأمثلة على اندماج المسلمين في الحياة البريطانية، حسبما يقول الكاتب رقيب إحسان.
وضرب الكاتب أمثلة على مسلمين اندمجوا في الثقافة البريطانية، مثل: سوبيدار خوداد خان، أول هندي يحصل على صليب فيكتوريا، والذي ولد لعائلة مسلمة في البنجاب.
وكذلك عادل رشيد، اللاعب الباكستاني ذو التراث الإسلامي، الذي حقق مكانة مرموقة في لعبة الكريكيت بالكرة البيضاء لإنجلترا.
رؤية إيجابية لمساهمة المسلمين في بريطانيا
يقول إحسان في مقاله: “رغم التحديات، يجب الإشارة إلى الإسهامات الإيجابية للمسلمين في المجتمع البريطاني”.
كشف تقرير حديث لمعهد تأثير الإيمان في الحياة (IIFL) المساهمات الاجتماعية للمنظمات الإسلامية في مجالات متعددة مثل تنمية المهارات والوعي الصحي.
وأظهر الاستطلاع أن 86% من المسلمين البريطانيين يعتقدون أن بريطانيا مكان جيد للعيش، مقارنة بـ 70% فقط من عموم السكان.
كما أن 68% من المسلمين يرون أن الزواج وتربية الأطفال واجب يساهم في المجتمع، مقارنة بـ43% فقط من باقي السكان.
وتظهر الأبحاث أن المسلمين في بريطانيا يعتبرون العائلة والمجتمع من أولوياتهم، في حين أن الاتجاه السائد في المجتمع البريطاني يميل نحو الفردية.
في نهاية التقرير، ينصح إحسان بتجنب التعميمات المتهورة التي قد تصدر عن بعض السياسيين تجاه المسلمين، مثل نايجل فاراج.
ويختتم قوله: بأن بريطانيا الحديثة هي صورة معقدة لا يمكن اختزالها في تصريحات مبسطة وغير مدروسة، ما نحتاجه هو نقاش بناء ومستند إلى الحقائق حول كيفية تعزيز التعايش والتفاهم بين جميع مكونات المجتمع البريطاني.
المصدر: The spectator
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇