ما الدوائر التي يخشى العمال خسارتها بسبب المسلمين في بريطانيا؟
لطالما اعتمدت الانتخابات في بريطانيا على البرامج الخدمية للأحزاب المتنافسة، ولكنها هذا العام تأثرت بعامل يُشكّل أولوية لدى المسلمين في بريطانيا خصوصًا، ألا وهو موقف الأحزاب الكبرى من الحرب على قطاع غزة.
وقد كشفت الانتخابات المحلية الأخيرة مقاطعة المسلمين لحزب العمال، فأغدقوا أصواتهم على من أيّد وقف الحرب، وحجبوها عمن تجاهل معاناة غزة وأيّد جرائم إسرائيل، ما أثار تساؤلات عن مدى تأثير مسلمي بريطانيا في نتائج الاستحقاق البرلماني المقبل.
خصومة المسلمين في بريطانيا مع حزب العمال
ذكر تقرير جديد أن كبار نواب حزب العمال في المملكة المتحدة، في الدوائر الانتخابية ذات الكثافة السكانية العالية من المسلمين، قد يفقدون مقاعدهم؛ بسبب موقف الحزب من الحرب الإسرائيلية على غزة.
ونقلًا عن مصادر مطلعة في حزب العمال ذكرت صحيفة ديلي ميل أن العديد من المرشحين في حزب العمال معرضون للخسارة في الانتخابات العامة المقبلة، التي أعلن رئيس الوزراء ريشي سوناك أنها ستُجرى في الـ4 من يوليو المقبل.
وفي العديد من المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة من المسلمين، يتنافس المرشحون المستقلون المؤيدون لفلسطين مع مرشحي حزب العمال الحاليين.
ويشمل ذلك الناشطة الفلسطينية البريطانية ليان محمد، التي تنافس وزير الصحة في حكومة الظل ويس ستريتنج، الذي تعرّض لانتقادات من سكان دائرته الانتخابية؛ بسبب موقفه من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والنائب السابق عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا أندرو فينشتاين، الذي ترشح ضد زعيم حزب العمال كير ستارمر في هولبورن وسانت بانكراس.
وقال أحد كبار المطلعين على شؤون حزب العمال لصحيفة ديلي ميل: إن مرشحي الحزب ويس ستريتنج، وشبانة محمود، وروشانارا علي، وجيس فيليبس وآخرين سيخوضون معارك طاحنة في الانتخابات المقبلة، إذ ينافسهم على مقاعدهم مرشحون مستقلون يدعمهم معظم الناخبين المحليين، ولا سيما المترددين منهم.
مسلمو بريطانيا يقلبون الموازين في الانتخابات المحلية
وخلص تحليل نُشِر الأسبوع الماضي إلى أن حزب العمال فقد ثلث حصته من الأصوات في المناطق ذات الأغلبية المسلمة خلال الانتخابات المحلية الأخيرة.
واستنادًا إلى تحليل آخر أجرته شركة (Number Cruncher Politics) فقد خسر حزب العمال 33 نقطة مئوية في الانتخابات المحلية الأخيرة في المناطق حيث الأغلبية المسلمة.
وفي دوائر المجالس المحلية التي تضم أكثر من 70 في المئة من المسلمين، خسر حزب العمال 39 نقطة مئوية من حصته من الأصوات. وفي العديد من هذه المناطق نافس مرشحون مستقلون الأحزاب الكبرى، وفي الغالب كانت حملاتهم الانتخابية تُركّز فقط على مسألة الحرب على غزة.
وفيما يتعلّق برئاسة بلدية وست ميدلاندز فاز ريتشارد باركر من حزب العمال على آندي ستريت من حزب المحافظين بفارق 1500 صوت فقط! ويُعزى هذا الفوز الضئيل جزئيًّا إلى المرشح المستقل أحمد يعقوب، الذي هيمنت الحرب الإسرائيلية على حملته الانتخابية، وحصل على نحو 70 ألف صوت.
وسيخوض يعقوب الانتخابات البرلمانية المقبلة في الرابع من يوليو القادم عن برمنغهام ليديوود (Birmingham Ladywood) ضد مرشحة حزب العمال شبانة محمود.
وفي وقت سابق من هذا الشهر أظهر استطلاع أجرته شركة “يوجوف” (YouGov) أن أكثر من ثُلثَي الشعب البريطاني يريدون وقف إطلاق النار في غزة، وأن الأغلبية تريد فرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل. كما كان الشعب البريطاني أكثر ميلًا إلى التعاطف مع الجانب الفلسطيني مقارنة بالجانب الإسرائيلي.
هذا واستشهد أكثر من 35 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في الـ7 من أكتوبر، ومارست إسرائيل كل أنواع الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، وشمل ذلك: قتل الأطفال والمدنيين الأبرياء، وتدمير البنى التحتية والمرافق الصحية، واستخدام سلاح التجويع والتهجير القسري. ورغم ذلك أعلن ريشي سوناك تأييده المطلق لإسرائيل، في حين اكتفى حزب العمال بالمطالبة بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية!
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
15°C
