حزب الإصلاح اليميني “متهم” بالعنصرية ضد المسلمين

يواجه حزب “ريفرم يو كيه” (Reform UK) اليميني في بريطانيا اتهامات خطيرة تتعلق بنشر خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين، بعد أيام فقط من تحقيقه مكاسب ملحوظة في الانتخابات المحلية التي أُجريت مطلع مايو الجاري.
ووفقًا لتحقيقات أجرتها صحيفة الغارديان ومجموعة Hope Not Hate المعنية بمكافحة التطرف، فقد تبين أن ما يصل إلى 12 من أعضاء المجالس المحلية المنتخبين حديثًا عن الحزب شاركوا محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي يتضمن دعمًا لأحزاب اليمين المتطرف، من بينها حزب “بريطانيا أولاً” المعروف بمواقفه العدائية تجاه المسلمين، إضافة إلى منشورات تتضمن تعليقات معادية للإسلام.
محتوى متطرف وسلوك مرفوض
من أبرز هذه الحالات، قيام بول هاريسون، عضو مجلس مقاطعة ليسترشير، بإعادة نشر تغريدة لرئيس حزب “بريطانيا أولاً” تتضمن دعوة إلى الترحيل الجماعي للمهاجرين، مرفقة بصورة مفبركة لمجموعة من الرجال المسلمين يحملون أعلام باكستان. كما شارك راسل تشيري، العضو المنتخب في مجلس ثوروك، محتوى لزعيم الحزب المتطرف بول غولدينغ، المدان سابقًا بالتحرش الديني.
أما إيفان دابس، عضو المجلس في غرب نورثهامبتونشير، فقد شارك دعوات إلى مظاهرات في الشوارع أطلقها نفس الزعيم المتطرف. وتُضاف هذه التصرفات إلى سلسلة منشورات رُصدت على حسابات عدد من مرشحي الحزب تتضمن إنكارًا للمحرقة اليهودية، ومدحًا لشخصيات متطرفة مثل تومي روبنسون، فضلًا عن وصف أزمة المناخ بأنها “خدعة هستيرية عالمية يقودها العالميون”.
فحص بالذكاء الاصطناعي تحت المجهر
على الرغم من تعهد الحزب خلال حملته الانتخابية باستخدام “أعمق نظام فحص للمرشحين بين الأحزاب”، فقد تبين أن الحزب اعتمد بشكل رئيسي على برنامج أمريكي يُدعى Ferretly، وهو منصة تستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد المؤشرات السلبية في سلوك المرشحين على الإنترنت.
وقد صرّح نايجل فاراج، زعيم الحزب، في مقابلة مع إذاعة تايمز راديو بتاريخ 30 أبريل، بأن الفحص تم “داخليًا” باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ووسائل أخرى “لإيجاد اختصارات”. لكن هذا النظام واجه انتقادات واسعة، خاصة مع مقارنة منهج الحزب بمناهج أحزاب كبرى مثل المحافظين، الذين يخصصون فريقًا من 30 شخصًا لفحص كل مرشح يدويًا.
انشقاقات واستقالات مبكرة

تزامنًا مع تصاعد الفضيحة، خسر الحزب ثلاثة من أعضائه المنتخبين خلال أسبوع واحد فقط. فقد تم تعليق عضوية دونا إدموندز، عضوة المجلس في شروبشير، بعد إعلانها نيتها الانشقاق عن الحزب، متهمة فاراج بسوء معاملة الأعضاء ووصفها الحزب بـ”الطائفة”.
كما أعلن لوك شينغلر، عضو المجلس المنتخب في وركشير والعامل في سلاح الجو الملكي البريطاني، أنه سيعمل كمستقل لمدة 18 شهرًا “لأسباب تتعلق بطبيعة عمله”. أما ديسموند كلارك، فقد استقال من مجلس مقاطعة نوتنغهامشير، ما أدى إلى دعوة لانتخابات فرعية.
ردود فعل من المنظمات الحقوقية
من جانبها، قالت جورجي لامينغ، مديرة الحملات في Hope Not Hate: “نايجل فاراج يدّعي أن حزب ريفرم يمتلك أقوى آلية لفحص المرشحين، لكن تحقيقنا يكشف عن خلل واضح في هذا النظام. لم يتم اتخاذ أي إجراء ضد المرشحين الذين كشفنا عن سلوكهم المشين حتى الآن، وهو ما يثير القلق بشأن مدى جدية الحزب في تحمل مسؤولية سلوك أعضائه.”
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇