حزب الإصلاح اليميني المتطرف يتقدم في الانتخابات الأخيرة وستارمر تحت الضغط

سجّل حزب “إصلاح بريطانيا” اليميني المتطرف، بقيادة نايجل فاراج، تقدمًا غير مسبوق في الانتخابات المحلية البريطانية، مهدّدًا مكانة الحزبين التقليديين، المحافظين والعمال، على حد سواء.
وجاءت هذه المكاسب المفاجئة في وقت تعالت فيه الأصوات داخل حزب العمال مطالبة زعيمه كير ستارمر بـ”الإنصات للشارع”، بعد انخفاض الدعم الشعبي في عدد من المناطق المحسوبة على الحزب.
فوز تاريخي لحزب الإصلاح اليميني المتطرف
وفي تطوّر لافت، فازت أندريا جنكنز، النائبة السابقة عن حزب المحافظين والمرشحة باسم “حزب إصلاح بريطانيا”، بمنصب رئيس بلدية مقاطعة لينكولنشاير الكبرى، متفوقة على مرشح حزبها السابق في معقل تقليدي للمحافظين، بفارق تجاوز 40 ألف صوت.
وبهذا الفوز أمّنت جنكنز أول منصب كبير للحزب، مع ميزانية سنوية تُقدّر بـ24 مليون باوند وصلاحيات واسعة تشمل التخطيط والنقل والتنمية الاقتصادية والتدريب المهني.
وشنّت جنكنز هجومًا حادًّا على خصومها السياسيين، متهمة إياهم بشن حملة طافحة بـ”الافتراءات والمكائد”.
وأعربت عن رفضها لسياسات الحكومة في إيواء طالبي اللجوء داخل الفنادق، معتبرة أن “الخيام كافية لإيوائهم في بريطانيا، كما هو الحال في فرنسا”، في إشارة إلى دعوتها لخفض الإنفاق على طالبي اللجوء.
وقد أثارت تصريحاتها جدلًا واسع النطاق، ولا سيما بعد انسحاب باقي المرشحين من المسرح أثناء خطابها، وتركها وحدها أمام الميكروفون.
حزب الإصلاح يسيطر على سبع مقاطعات بريطانية

ولم يقتصر التقدم الانتخابي للحزب على لينكولنشاير، بل شمل أيضًا السيطرة على سبعة من مجالس المقاطعات الكبرى في إنجلترا، هي: لينكولنشاير، وستافوردشاير، ودورهام، ولانكشاير، وكِنت، ونوتنغهامشير، وديربيشير.
وتُشرف هذه المجالس على ملفات حساسة كالرعاية الاجتماعية، والتعليم، وتخطيط المدن، والخدمات المقدّمة لذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي ستافوردشاير، فاز الحزب بـ49 من أصل 62 مقعدًا، وهو ما دفع فاراج إلى زيارة المقاطعة في ما وصفه بـ”جولة النصر”.
أما في كِنت، فقد حصل “حزب إصلاح بريطانيا” على 45 مقعدًا، متجاوزًا الحدّ الأدنى اللازم للسيطرة على المجلس.
وفي لينكولنشاير، قفز عدد ممثلي الحزب من 3 إلى 44، مقابل تراجع كبير للمحافظين من 54 إلى 14 مقعدًا فقط.
وكان التحول الأبرز في مقاطعة دورهام، المعقل التقليدي لحزب العمال، حيث خسر الحزب السيطرة، ويشمل ذلك زعيم كتلته المحلية كارل مارشال الذي فقد مقعده.
وفي مدينة دونكاستر، احتفظت مرشحة حزب العمال روز جونز بمنصب رئاسة البلدية بعد فوزها بفارق ضئيل لم يتجاوز 700 صوت أمام مرشح “حزب الإصلاح”.
ووجّهت جونز انتقادات مباشرة لقيادة حزبها، وخصوصًا فيما يتعلق بإصلاحات نظام الدعم الاجتماعي وزيادة إسهامات التأمين الوطني.
وقالت: “حاولت التدخل لتجنيب السكان معاناة البرد عبر دعم صندوق الدعم الأسري، إثر تطبيق اقتراح تقليص بدل الوقود الشتوي”. وأضافت أن الإجراءات الحكومية الجديدة “تضغط على أصحاب الأعمال الصغيرة وتثير القلق بين الشرائح الفقيرة”.
حزب الإصلاح يتفوق على حزب الخضر في الانتخابات المحلية
ورغم فوز حزب العمال بمنصب رئيس بلدية غرب إنجلترا، فإن المفاجأة تمثلت في تمكن “حزب إصلاح بريطانيا” من انتزاع المركز الثاني، متفوقًا على حزب الخضر، في منطقة تُعرف بخطّها اليساري.
وقد حصل مرشح الحزب أرون بانكس، أحد أبرز ممولي حملة “بريكست”، على أكثر من 45 ألف صوت، مقابل 51 ألفًا للمرشحة العمالية هيلين غودوين.
ووصفت جنكنز نتائج الانتخابات الأخيرة بأنها “محطة مفصلية” في طريق الحزب نحو خوض الانتخابات العامة المقبلة، وتعهدت بتأسيس ما سمّته “وزارة كفاءة حكومية” لمكافحة الهدر، في إشارة إلى النموذج الذي أطلقه إيلون ماسك في الولايات المتحدة.
ورفعت شعار حملتها: “لا لسياسات خفض الانبعاثات الكربونية للصفر”، في انتقادٍ مباشر للسياسات المناخية للحكومة البريطانية.
ومع صعود نجم “حزب إصلاح بريطانيا” بهذه السرعة، يجد حزب العمال نفسه أمام عقبات جديّة تتطلب إعادة تموضع سريع، لا سيما مع تحوّل مزاج الناخبين في مناطق كانت تُعدّ معاقل انتخابية تقليدية له.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇