توقعات برحيل عدد قياسي من الأثرياء من بريطانيا
تشهد المملكة المتحدة موجة غير مسبوقة من رحيل الأثرياء، حيث أصبح البلد أقل جاذبية لأصحاب الملايين؛ بسبب مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية.
ووفقًا لتقرير هجرة الثروات الخاصة لعام 2024 الصادر عن شركة (Henley & Partners)، من المتوقع أن يغادر المملكة المتحدة نحو 9,500 مليونير بحلول نهاية هذا العام، وهو ضعف الرقم المسجل في العام الماضي.
وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الثانية بعد الصين في عدد المليونيرات الذين يخططون لمغادرتها هذا العام.
وتتجلى الأسباب الرئيسة لهذه الظاهرة في “العاصفة” الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والاضطرابات السياسية، والتعديلات المثيرة للجدل على نظام الضرائب.
ويبدو أن دولًا مثل الإمارات العربية المتحدة تستفيد من هذا الوضع، حيث تجذب الأثرياء من خلال تقديم مزايا مثل: التأشيرات الذهبية، وضريبة الدخل الصفرية، ونمط الحياة الفاخر.
السياق العالمي والتداعيات السياسية
ويبدو أن 2024 سيكون عامًا قياسيًّا من حيث هجرة الأثرياء على مستوى العالم، حيث يتوجه أكثر من مليارَي شخص إلى صناديق الاقتراع، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي.
ويتزامن هذا مع تقلبات جيوسياسية بلغت ذروتها منذ عقود، ما يدفع الأثرياء إلى نقل أموالهم عبر الحدود.
وفي المملكة المتحدة، يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في تموز/يوليو المقبل لاختيار حكومة جديدة، مع توقعات بفوز حزب العمال المعارض من يسار الوسط.
ويعتزم الحزب فرض قيود أكثر صرامة على ثغرات التهرب الضريبي، إضافة إلى زيادة ضريبة القيمة المضافة على رسوم المدارس الخاصة.
وهذه السياسات المتوقعة تزيد قلق الأثرياء، ما يدفعهم للبحث عن ملاذات ضريبية أكثر استقرارًا.
أما في الولايات المتحدة، فيتوقع أن تواجه تحولًا سياسيًّا خاصًّا بها مع الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي ستشهد مواجهة بين دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن.
ومع أن ترامب يحظى بشعبية بين الأثرياء بفضل سياساته المالية الليبرالية، فإن مخاوف الأثرياء الأمريكيين من فترة رئاسته السابقة ومشكلاته القانونية دفعت بعض الناس إلى التفكير في الإقامة في أوروبا بوصفها طريقًا محتملًا للهروب.
هجرة الأثرياء من بريطانيا
وتشير البيانات إلى أن هجرة الأثرياء من المملكة المتحدة ليست مجرد ظاهرة حديثة، بل هي جزء من اتجاه طويل الأمد.
وفقدت المملكة المتحدة 8 في المئة من سكانها المليونيرات منذ عام 2013، ويوجد حاليًّا 602,500 مليونير في البلاد.
ووفقًا لأليك مارش، وهو محرر مساهم في مجلة إدارة الثروات (Spear’s)، فإن استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، كان له تأثير عكسي على جاذبية البلاد للثروة العالمية، ما أدى إلى تراجع أداء الباوند وضعف أداء مؤشر (FTSE 100).
وفي ظل هذه التطورات، يتضح أن الأثرياء يبحثون عن بيئات أكثر استقرارًا وأمانًا لأموالهم، ما يشير إلى تحولات كبيرة في توزيع الثروة العالمية على مدار السنوات القليلة القادمة.
المصدر: Fortune
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇