ما علاقة النوم ليلًا بتأخير أعراض الشيخوخة؟
النوم هو جزء أساس من حياة الإنسان؛ فهو يمنح الجسم الفرصة للراحة والتجدد. والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يُعَد ضروريًّا؛ للحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، وهذا أمر معروف منذ القدم. وأما اليوم، فيأتي البحث العلمي ليثبت لنا أن للنوم الجيد آثارًا أخرى تتعدى الجمال، وتمتد إلى مكافحة الشيخوخة البيولوجية.
التأثيرات البيولوجية للنوم
ففي دراسة أجراها باحثون في الولايات المتحدة وتتبعوا عادات النوم لأكثر من 6000 شخص، توصلوا إلى نتائج مذهلة. إذ تبيّن لهم أن الذين يحافظون على نمط نوم منتظم كانوا أصغر سنًّا من غيرهم من الناحية البيولوجية. إضافة إلى ذلك، يرتبط عدم الالتزام بوقت نوم منتظم بتردي الحالة الصحية وزيادة معدلات الوَفَيَات المبكرة.
يُذكَر أن الشيخوخة البيولوجية هي مفهوم يشير إلى عمر خلايا الجسم وأنسجته بناءً على حالتها الحالية، وهذا يمكن أن يكون مؤشرًا مهمًّا على صحة الإنسان وخطر الوفاة المبكرة. وعليه فإن تغيير عادات النوم يمكن أن يؤثر كثيرًا في العمر البيولوجي.
تفاصيل الدراسة
وأظهرت الدراسة، التي نُشِرت في مجلة “Sleep Health”، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين عادات النوم والشيخوخة البيولوجية. وجُمِعت بيانات النوم لأكثر من 6000 شخص، واستُخدِمت تقنيات تتبع النوم لجمع معلومات عن مدة النوم، واختلاف وقته، وعدم انتظامه. ولجأ الباحثون إلى حساب الشيخوخة البيولوجية بتحليل عيّنات الدم للمشاركين للبحث عن علامات أمراض مختلفة.
نتائج الدراسة
ثم توصّلت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يعانون من تقلبات كبيرة في وقت النوم ومدته خلال الأسبوع مقارنة بعطلة نهاية الأسبوع، أعمارهم البيولوجية أعلى، وبلغت فروق أعمارهم عن أصحاب النوم المنتظم تسعة أشهر.
الآثار المحتملة
ورأى الباحثون أن تغيير عادات النوم قد يُفسِد إيقاع الجسم اليومي، الذي يُعَد الآلية الأساسية لمكافحة الشيخوخة البيولوجية. وثمة دراسات أخرى تشير إلى أن تغيرات حال الساعة البيولوجية يمكن أن تسرع شيخوخة الجسم وتزيد من خطر الأمراض المرتبطة بالعمر.
الاستنتاج
ومع أن هذه الدراسة تمثل خطوة أولى نحو فهم تأثير عادات النوم في الشيخوخة البيولوجية، فإنها تُبيِّن أهمية الحصول على قسط كافٍ ومنتظم من النوم. لذلك، يُنصح باتباع بعض النصائح لتحسين النوم، مثل: الحد من التعرض لأضواء شاشات الهواتف المحمولة أو ما شابه ذلك قبل النوم، وإعداد قائمة بالأمور التي يجب تنفيذها في اليوم التالي، وتجنب تناول الكافيين عند المساء، والحفاظ على درجة حرارة الغرفة باردة، والاهتمام بعنصري المغنيسيوم والزنك والحرص على تضمينهما في وجبات الطعام اليومية. وهذه الإجراءات يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة الجسم وتأخير الشيخوخة البيولوجية.
وفي النهاية نوصيكم بالاهتمام بمسألة النوم واتخاذ عادة نوم تسيرون عليها في حياتكم اليومية؛ للمحافظة على صحة أجسامكم ونشاطها في المستقبل.
المصدر: باحثون من جامعة أوغوستا في جورجيا، الولايات المتحدة
ملحق: معلومات عن مدة النوم الموصى بها لمختلف الفئات العمرية:
مرحلة ما قبل المدرسة (3-5 سنوات): 10-13 ساعة
سن المدرسة (6-13 سنة): 9-11 ساعة
المراهقون (14-17 سنة): 8-10 ساعات
الشباب (18-25): 7-9 ساعات
البالغون (26-64): 7-9 ساعات
كبار السن (65 سنة فصاعدًا): 7-8 ساعات.
نصائح لتحسين النوم:
عدم التعرض للشاشات قبل ساعة من النوم.
خاطب “عقلك” واكتب قائمة بالأمور التي تحتاج إلى فعلها في اليوم التالي.
تجنب تناول الكافيين بعد الساعة الـ12 ظهرًا.
حافظ على درجة حرارة غرفة النوم باردة.
تناول مكملات فيتامين د إذا كان ذلك ضروريًّا.
تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والزنك.
المصدر Mail Online
اقرأ أيضا
كيف تغط في النوم خلال دقيقتين فقط؟!
هل يجب أن نقلق من مشاركة الحيوانات الأليفة لنا في سرير النوم؟
الرابط المختصر هنا ⬇