مدارس بريطانية تدرس إدخال الكتب المدرسية للامتحانات.. خطوة نحو تغيير جذري؟

تتجه بعض المدارس البريطانية نحو إدخال نظام جديد قد يغيّر طريقة إجراء الامتحانات بالكامل، إذ يُدرس السماح باستخدام الكتب المفتوحة في الامتحانات لجميع المواد بحلول عام 2030. وقد كشفت صحيفة “آي” أن منظمة البكالوريا الدولية (IB) تخطط لتطبيق هذا النظام ضمن برامجها المخصصة للطلاب الذين يبلغون من العمر 16 إلى 18 عامًا، وهي خطوة تلقى دعمًا من كبرى النقابات التعليمية في المملكة المتحدة.
إعادة تعريف الامتحانات التقليدية

وبهذا الشأن يرى مات غلانفيل، مدير التقييم في البكالوريا الدولية، أن هذه الخطوة تمثل “اتجاهًا ضروريًّا” نحو التحول من نظام يعتمد على “حفظ الحقائق” إلى آخر يركز على “حل المشكلات المعقدة”. وذكر في تصريحات لصحيفة “آي” أنه يسعى لإتاحة هذا النظام لطلاب المملكة المتحدة “في أقرب وقت ممكن”.
وأوضح غلانفيل أن الامتحانات المفتوحة لا تسعى إلى تسهيل الاختبارات، بل إلى تعزيز التفكير النقدي والإبداعي من خلال السماح للطلاب باستخدام الكتب المدرسية والنشرات المعتمدة أثناء الامتحانات.
لقيت الخطة دعمًا من نقابة رؤساء المدارس الثانوية، التي وصفت الفكرة بأنها “منطقية”، مشيرة إلى أن النظام الحالي يركز كثيرًا على الحفظ والتذكر، في حين تتطلب المهارات المطلوبة في سوق العمل التفكير التحليلي والإبداعي.
ولكن للحصول على الموافقة، تحتاج الخطة إلى مراجعة هيئة (Ofqual) المنظمة للامتحانات في المملكة المتحدة. وصرّحت الهيئة بأنها “منفتحة على الابتكارات التي تقدم مؤهلات تعكس بصدق معرفة الطلاب ومهاراتهم، مع ضمان العدالة وسهولة الوصول إليها”.
التحول الرقمي بحلول 2030
إلى جانب نظام الكتب المفتوحة، تعمل البكالوريا الدولية على خطة لإلغاء الامتحانات الورقية بحلول عام 2030، حيث سيتمكن الطلاب من إجراء اختباراتهم عبر الإنترنت باستخدام برامج مخصصة تتيح الوصول إلى المواد اللازمة فقط، مع منع أي وظائف أخرى على الأجهزة.
وأوضح غلانفيل أن الامتحانات الرقمية تتيح فرصًا أكبر، مثل إتاحة الوصول إلى مقاطع فيديو وتقارير إخبارية أثناء الاختبارات في المواد التاريخية، وتمكين طلاب العلوم من تحليل البيانات بطريقة مباشرة بدلًا من الاعتماد على جداول ثابتة.
رغم التفاؤل، تواجه هذه الخطط عقبات كبيرة، أبرزها ضعف البنية التحتية التكنولوجية في العديد من المدارس البريطانية. وأشار إيان باوكهام، رئيس هيئة (Ofqual)، إلى أن بعض المدارس تعاني من “شبكات اتصال ضعيفة، وأنظمة أمان هشة”، ما يجعل إجراء الاختبارات الرقمية أمرًا صعبًا.
تأثير محتمل على الامتحانات الوطنية

تشمل البكالوريا الدولية أكثر من 160 دولة، لكن برامجها في المملكة المتحدة تقتصر على 102 مدرسة، منها 22 مدرسة حكومية. ورغم ذلك، قد تؤثر هذه الخطوة على امتحانات (GCSE) و(A-Levels) إذا تبنّت الحكومة مراجعة مناهجها وتقييماتها وفقًا لهذه التغييرات.
وفي هذا السياق أشار ألان سميذرز، مدير مركز بحوث التعليم والتوظيف، إلى أن هذه الخطط قد تلهم الجهات التنظيمية في المملكة المتحدة لجعل الامتحانات أكثر شمولًا ومرونة.
تُجري البكالوريا الدولية أبحاثًا متعددة السنوات؛ لتقييم تأثير الامتحانات المفتوحة على تجربة الطلاب. وتشمل التجارب الحالية اختبار أنواع المواد التي يمكن استخدامها، مثل النصوص الدراسية الكاملة أو الملخصات المعتمدة. وأكد غلانفيل أن النتائج الأولية تشير إلى أن هذه التغييرات قد تخفف من الضغوط النفسية على الطلاب وتساعدهم في التركيز على الفهم بدلًا من الحفظ.
نحو مستقبل تعليمي مختلف

وقال غلانفيل: “أعتقد أننا نسير نحو إنهاء الامتحانات الورقية بالكامل”، مشيرًا إلى أن التقييمات الرقمية توفر تجربة أكثر تفاعلية وواقعية للطلاب. ومع ذلك، نبّه توم ميدلهيرست، المتخصص في التقييم، إلى أهمية ضمان توفير التكنولوجيا والموارد اللازمة لجميع المدارس؛ لضمان العدالة في تطبيق هذه التغييرات.
وإذا نجحت هذه التجارب وحصلت على الموافقة، فإنها قد تمثل خطوة نحو إعادة تشكيل النظام التعليمي في المملكة المتحدة ليواكب متطلبات المستقبل.
المصدر: اي نيوز
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇