البرلمان البريطاني يناقش حظر الذبح في يونيو 2025: ماذا يعني ذلك للمسلمين؟

يستعد البرلمان البريطاني، في التاسع من يونيو 2025، لمناقشة عريضة وقّع عليها أكثر من مئة ألف شخص تطالب بحظر الذبح دون صعق في المملكة المتحدة، في خطوة أثارت قلقًا واسع النطاق لدى المسلمين واليهود الذين تُشكّل هذه الممارسة جزءًا جوهريًّا من عقيدتهم الدينية.
قانون بريطاني قائم واستثناءات دينية
وتنص القوانين البريطانية الحالية على ضرورة صعق الحيوانات قبل ذبحها؛ بهدف ضمان رفاهها. ومع ذلك، يمنح القانون استثناءات للمجتمعين المسلم واليهودي، حيث يُسمح لهما بممارسة الذبح وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية واليهودية، التي لا تشمل الصعق المسبق.
ومع أن غالبية عمليات الذبح في المملكة المتحدة تُجرى وفق الطريقة التقليدية (مع الصعق)، فإن نسبة صغيرة فقط من الذبح الحلال تُنفَّذ دون صعق، في حين تُطبَّق جميع عمليات الذبح اليهودي (الشحيطة) دون صعق. ورغم محدودية هذه النسبة، فإن المطالبات بتقييدها تُثير نقاشًا مجتمعيًّا ودينيًّا واسعًا.
وتشير الجهات المختصة إلى أن جميع عمليات الذبح الحلال دون استخدام الصعق، سواء في بريطانيا أو في دول الاتحاد الأوروبي، تُجرى داخل مسالخ مرخَّصة وتحت رقابة صارمة، ووفقًا للقوانين المتعلقة برعاية الحيوان. وتُنفَّذ هذه العمليات في بيئات منظمة، وبمعايير مطابقة لتلك المطبقة في الذبح التقليدي، ما يضمن الحفاظ على كرامة الحيوان وسلامته في جميع مراحل الذبح.
تحركات مجتمعية واستعداد للرد
وبهذا الصدد أعلنت هيئة مراقبة الذبح الحلال (HMC) أنها بدأت التواصل مع منظمات شريكة للمساهمة في النقاش البرلماني، وأكدت عزمها التواصل مع المجتمع المسلم وإبلاغه بالمستجدات في الوقت المناسب.
ودعت الهيئة أفراد المجتمع إلى التفاعل مع هذه القضية عبر التواصل مع نوابهم المحليين، من أجل توضيح أهمية الحفاظ على حق الذبح وفق الشريعة الإسلامية، الذي يُعَدّ ركنًا من أركان الهُوية الدينية للمسلمين في بريطانيا.
وفي ظل تصاعد الجدل، حذّرت جهات حقوقية ودينية من انتشار معلومات مغلوطة على منصات التواصل الاجتماعي، يُستخدَم بعضها لتشويه صورة المسلمين وإثارة خطاب الكراهية ضدهم. وأكدت هذه الجهات ضرورة نشر المعلومات الموثوقة والمبنية على الحقائق، وتشجيع المشاركة المجتمعية الواعية.
وحذّر ناشطون من خطورة الصمت في هذه المرحلة، مشيرين إلى أن التنازل عن حق واحد يُمكن أن يُشكل بداية لتقييد مزيد من الحريات. ودعوا إلى اتخاذ خطوات عملية تشمل:
• التواصل مع النواب المحليين وتوضيح أهمية الذبح الحلال وفق المبادئ الدينية.
• المشاركة في المنتديات والاستشارات المجتمعية.
• دعم منظمات الدفاع عن الحريات الدينية ماديًّا ومعنويًّا.
كما اختُتمت هذه الدعوات بنداء ديني: “نسأل الله العون والحماية، وندعوه أن يُثبتنا في الدفاع عن حقوقنا الدينية”.
رأي منصة العرب في بريطانيا
وانطلاقًا من سياستنا التحريرية القائمة على الدفاع عن حقوق الأقليات وحرية المعتقد، نرى في منصة العرب في بريطانيا أن مناقشة البرلمان البريطاني لحظر الذبح دون صعق تُمثّل لحظة فارقة يجب التعامل معها بوعي ومسؤولية. وننبه إلى أن احترام التعددية الدينية جزء لا يتجزأ من القيم البريطانية، وأن أي مساس بحقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية سيُعَدّ تراجعًا مقلقًا في سجل الحريات.
وندعو المسلمين والعرب في بريطانيا إلى التفاعل الإيجابي والحضاري مع هذه القضية، من خلال المشاركة في الحوارات العامة، والتواصل مع ممثليهم المنتخبين، ونشر الوعي القائم على المعلومة الدقيقة، دفاعًا عن الحريات التي لطالما شكّلت ركيزة أساسية في المجتمع البريطاني.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇