8 أسرار يخفيها ستارمر عن الاقتصاد في بريطانيا
في خضم المناقشات السياسية والاقتصادية التي تشهدها بريطانيا، يعمد رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر إلى نشر رسالة تشاؤمية بشأن الاقتصاد البريطاني، متوقعًا أن “الأمور ستزداد سوءًا” قبل أن تتحسن.
لكن بحسب خبراء اقتصاديين، هذا التوقع ليس دقيقًا، بل يرون أن الأمور بدأت تتحسن بالفعل، وهناك حقائق اقتصادية مشجعة تعمد الحكومة العمالية الجديدة تجاهلها أو إخفاءها.
ما لا يقوله ستارمر
يلاحظ الخبراء الاقتصاديون تحسنًا ملموسًا في عدد من مؤشرات الاقتصاد البريطاني، وهو ما يتناقض مع تصريحات ستارمر.
في هذا السياق، يصف فيل جينكينز، الرئيس التنفيذي لشركة التمويل الدولية “سنتروس” (Centrus)، الوضع قائلًا: “هناك عدد كبير من الأسباب التي تدعونا للتفاؤل حيال اقتصاد المملكة المتحدة، لكن يبدو أن الحكومة الجديدة تفضل تجاهلها”.
أسباب التفاؤل: ثمانية مؤشرات إيجابية
قدم فيل جينكينز قائمة من ثمانية مؤشرات تعكس تحسن الاقتصاد البريطاني، والتي يعتبر أن على حزب العمال البناء عليها بدلًا من إخفائها:
- نمو اقتصادي قوي: الاقتصاد البريطاني ينمو بوتيرة أسرع من أي دولة أخرى في مجموعة الدول السبع الكبرى (G7)، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية. هذا النمو يدحض الادعاء القائل إن المحافظين تركوا الاقتصاد في حالة كارثية.
- تراجع أسعار الفائدة: الأسواق تتوقع أن تنخفض أسعار الفائدة من 5٪ إلى 4.5٪ بنهاية العام، ومن المحتمل أن يستمر الانخفاض في 2024، هذا التراجع سيخفف العبء عن المقترضين ويعزز سوق الإسكان.
- انخفاض التضخم: التضخم في المملكة المتحدة انخفض بشكل كبير، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 2.2٪ فقط حتى تموز/ يوليو، مقارنة بالذروة البالغة 11.1٪ في تشرين الأول/ أكتوبر 2022. هذا الانخفاض أفضل من المعدلات في منطقة اليورو والولايات المتحدة.
- تحسن معدلات البطالة: معدل البطالة في المملكة المتحدة الآن أقل مما كان عليه خلال 50 سنة مضت، ما يعكس قوة سوق العمل، كما أن الأجور ترتفع بمعدل أسرع من التضخم.
- قوة الباوند: وصل الباوند إلى أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات، ما يخفض تكلفة الواردات ويزيد من قوة العملة المحلية.
- ارتفاع ثقة رجال الأعمال: ثقة الشركات للاستثمار في بريطانيا في تحسن مستمر، على الرغم من القلق الذي يثيره بعض التغييرات المحتملة في السياسات.
- انتعاش سوق الأسهم: ارتفع مؤشر (FTSE 100) بأكثر من 12٪ خلال العام الماضي، ما يعزز من قيمة المعاشات التقاعدية وأسهم المستثمرين.
- صفقة تجارية جديدة: ستنضم المملكة المتحدة قريبًا إلى الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ، ما يفتح أسواقًا جديدة للمنتجات البريطانية ويعزز العلاقات التجارية مع دول مهمة.
سياسات تشاؤمية
بالرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، هناك مخاوف من أن حكومة ستارمر قد تتخذ خطوات تقوض هذا التحسن الاقتصادي.
ويشير جينكينز إلى أن “الرسائل الأكثر تفاؤلًا من الحكومة، بالإضافة إلى سياسات مؤيدة للنمو والصديقة للأعمال، قد تضعنا على مسار اقتصادي أفضل.” لكن بدلًا من ذلك، يبدو أن ستارمر يفضل التركيز على السياسات التقشفية وزيادة الضرائب، حسب قوله.
بينما تستعد بريطانيا لمواجهة التحديات المقبلة، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن الحكومة الجديدة من البناء على هذه الأسس الاقتصادية القوية، أم أنها ستتسبب في إضاعة الفرص المتاحة؟
المصدر: إكسبرس
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇