الأوبزرفر: بعض مدارس إنجلترا ترسل الشرطة إلى منازل الطلبة الذين يتغيبون باستمرار!
تشير تقارير حديثة إلى أن بعض مدارس إنجلترا تلجأ إلى إجراءات متطرفة لمواجهة أزمة الحضور الطلابي، حيث ترسل الشرطة إلى منازل الطلاب الذين يتغيبون باستمرار عن المدرسة.
وتشمل هذه الإجراءات أيضًا تحذير الطلاب من أن والديهم قد يواجهان عقوبات قانونية بما في ذلك السجن إذا لم يتحسن حضورهم.
أزمة الغياب في مدارس إنجلترا
تتزايد الضغوط على المدارس من الحكومة لمواجهة هذه الأزمة، حيث بلغ عدد الطلاب الغائبين بشكل ملحوظ في العام الدراسي السابق 150 ألف طالب في المدارس الحكومية خلال عام 2022-2023.
ومن المقرر أن تفرض وزارة التعليم اعتبارًا من أيلول/ سبتمبر مشاركة يومية لسجلات الحضور بالمدارس الحكومية في إنجلترا، في إطار جهودها للحد من غياب الطلاب.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الإجراءات الصارمة أثارت مخاوف من تفاقم المشاكل النفسية والاجتماعية التي يواجهها الطلاب.
وفي هذا السياق، أشارت إيلي كوستيلو، المؤسس المشارك لمجموعة (Square Peg) -وهي مجموعة ضغط ودعم للأطفال الذين لا تناسبهم المدارس التقليدية- إلى أن العديد من الأسر تواجه صعوبات جسيمة، وأن الحلول العقابية قد لا تكون السبيل الوحيد للتعامل مع المشكلة.
وقد زاد عدد أعضاء المجموعة بأكثر من الضعف ليصل إلى 58 ألفًا منذ أن نشرت الحكومة مبادئ توجيهية جديدة صارمة بشأن فرض الحضور في المدارس، بما في ذلك فرض غرامات أعلى ومقاضاة أولياء الأمور.
وأضافت كوستيلو أنه من الضروري تقديم الدعم اللازم للأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية أو اجتماعية، بدلًا من معاقبتهم.
إجراءات قاسية
ومن ناحية أخرى، أشارت الدكتورة نعومي فيشر، مختصة في علم نفس الأطفال، إلى أن الضغط النفسي الذي يتعرض له الأطفال بسبب تلك الإجراءات القاسية قد يؤدي إلى زيادة مشاكلهم النفسية.
ودعت فيشر إلى ضرورة فهم أسباب غياب الطلاب وتقديم الدعم اللازم لهم بدلًا من تشديد الإجراءات.
من جانبها، انتقدت جيليان كيجان، وزيرة التعليم، الآباء الذين يسمحون لأطفالهم بالغياب عن المدرسة بحجة الدراسة في المنزل.
وردًا على ذلك، أكدت الدكتورة فيشر أن العديد من العائلات تواجه صعوبات حقيقية تجعل من الصعب عليها ضمان حضور أطفالها بانتظام.
وفي سياق متصل، أشار أوليفر كونواي، محامٍ متخصص في حقوق الأطفال، إلى أن العديد من الآباء الفقراء غير قادرين على تحمل تكاليف الغرامات المفروضة عليهم، ما يجعل من الضروري تقديم الدعم المناسب لهم بدلًا من محاولة معاقبتهم.
وقال متحدث باسم وزارة التعليم: “نعلم أن بعض الأطفال يواجهون حواجز أكبر أمام الحضور، مثل التلاميذ الذين يعانون من حالات طبية طويلة الأجل أو احتياجات تعليمية خاصة وإعاقات”.
وأضافت أن الوزارة تتبع نهجًا لمعالجة أزمة الغياب، مشيرة إلى أن المدارس والسلطات المحلية تعمل عن كثب مع العائلات لتحديد ومعالجة القضايا الأساسية.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇