أكثر من ربع مليون شخص شاركوا في مسيرة لندن في ذكرى النكبة الـ76
في الثامن عشر من مايو لعام 2024، احتشد أكثر من ربع مليون شخص في قلب لندن، في ذكرى مرور ستة وسبعين عامًا على النكبة الفلسطينية، تلك الذكرى التي تجسد المعاناة والآمال المتجددة للشعب الفلسطيني. هذا التجمع الضخم، الذي يعد من أكبر التجمعات التي شهدتها المدينة، يعكس استمرار الحوار العالمي بشأن حقوق الفلسطينيين والصراع المستمر في المنطقة.
المظاهرة التي نظمت بجهود مشتركة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وحملة التضامن مع فلسطين، وأصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية البريطانية، وائتلاف وقف الحرب، والحملة من أجل نزع السلاح النووي، شهدت تجمع المشاركين أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في شارع مورتيمر قبل أن ينطلقوا في مسيرة إلى مباني الحكومة البريطانية والبرلمان.
حشود ضخمة في قلب لندن
شهدت المسيرة رفع رموز حية ورسائل عميقة، أبرزها حمل مفاتيح العودة، تلك التي ترمز إلى الأمل الذي لا ينضب والإصرار الثابت للفلسطينيين على العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948، بغض النظر عن طول الزمن.
عبر عبد الرحمن التميمي من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا عن شكره العميق للمتظاهرين وأشاد بالتضامن الذي أظهرته مختلف الأطراف العالمية، قائلًا: “أود أن أشكر الجميع على انضمامهم إلينا اليوم. أود أن أحيي الطلاب النبلاء الذين وقفوا ضد المؤسسات الأكاديمية الفاسدة في جميع أنحاء العالم. أود أن أحيي إخواننا وأخواتنا اليهود الذين يرفضون السماح للصهاينة بالتحدث باسمهم”.
أضاف جيريمي كوربين صوته إلى المتحدثين، مستعرضًا النضال التاريخي المستمر للشعب الفلسطيني، وقال: “في عام 1948، طُرد 700 ألف شخص من ديارهم في يوم النكبة… وفي الأشهر الستة الماضية وحدها، جُرِدَ 1.5 مليون فلسطيني في غزة من ديارهم”. وأكد على ضرورة العمل الفوري، قائلًا: “رسالتنا في يوم النكبة 2024: نريد الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال لغزة والضفة الغربية”.
كانت الشهادات الشخصية المشاركة مؤثرة بالقدر نفسه. عبر الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة عن تجدد الأمل في قوة الشعوب على الأنظمة السياسية: “الأمل في الشعوب، لا في الحكومات… أنتم تمنحون شعب غزة القدرة على الشعور بالأمل مجددًا”.
وشدد الفنان البريطاني يوسف إسلام “كات ستيفنز” على دعوة المظاهرة للسلام، داعيًا إلى “وقف إطلاق النار فورًا”، بينما ختم كوربين برسالة عالمية قوية: “نحن حركة عالمية من أجل السلام، من أجل العدالة، من أجل عالم مستدام حيث لا نضيع الموارد في الأسلحة.”
صدى النكبة عبر العقود
لم تكن المظاهرة مجرد احتجاج محلي أو وطني فحسب، بل كانت جزءًا من حركة عالمية أوسع، حيث أُبلغ عن مظاهرات مماثلة في مدن حول العالم في اليوم نفسه. هذا التضامن العالمي يبرز الاهتمام الدولي والمطالبة بحل لمعاناة الفلسطينيين.
مع نهاية اليوم، ما زال صدى الهتافات من أجل الحرية، والدعوات للعدالة، والوعود الجليلة بالعودة يتردد في الأجواء. هذا الحدث الهام لم يمثل فقط إحياء ذكرى النكبة، بل كان أيضًا تذكيرًا قويًا بالنضال المستمر من أجل حقوق الفلسطينيين والأمل في التحرر وتحقيق السلام. الإقبال الهائل والخطابات المؤثرة أبرزت التزام المجتمع بعدم نسيان الماضي والسعي نحو مستقبل أفضل لفلسطين.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇