أبرز المرشحين لخلافة ريشي سوناك في زعامة حزب المحافظين
يسعى مرشحو حزب المحافظين للحصول على دعم عدد كاف من أعضاء البرلمان حتى يوم الإثنين في منافسة على قيادة الحزب بعد سوناك وذلك في أعقاب خسارته أمام نظيره حزب العمال، والتي كانت أكبر خسارة انتخابية في تاريخه منذ مئتي عام.
ويبدو أن الحد الأدنى للظهور على بطاقة الاقتراع أقل بكثير مما كان عليه الحزب خلال انتخابات القيادة الأخيرة في عام 2022، عندما احتاج المرشحون إلى دعم مئة نائب، حيث كان ريشي سوناك هو المنافس الوحيد بعد انسحاب بوريس جونسون وبيني مورداونت.
من هم أبرز المرشحين لقيادة حزب المحافظين؟
يتنافس المرشحون المحتملون على دعم 121 نائبًا محافظًا في مجلس العموم. لكن لا يُسمح لسياط الحزب (party whips) وأعضاء لجنة 1922 بترشيح مرشح ودعمه علنًا بسبب القواعد الداخلية.
وسيُقلص العدد إلى أربعة مرشحين يُمنحون الفرصة للتحدث إلى الأعضاء في مؤتمر حزب المحافظين بين 29 سبتمبر/أيلول و2 أكتوبر/تشرين الأول، مع العلم أنه لما يُتفق بعد على تفاصيل خطاب كل مرشح وتوقيته.
بادينوك
انتُخبت بادينوك، البالغة من العمر 44 عامًا، عضوًا في البرلمان في عام 2017 وشغلت منصب وزيرة في عهد بوريس جونسون ووزيرة في حكومة ليز تروس وريشي سوناك. تشبثت النائبة عن شمال غرب إسيكس بمقعدها في الانتخابات العامة بأغلبية مخفضة بلغت 2.610 أصوات.
وتعتبر الوزيرة السابقة في الحكومة المرشحة المفضلة لتحل محل سوناك كزعيمة لحزب المحافظين في نوفمبر. وفي حين إنها لما تعلن عن ترشحها بعد، إلا أن ملف ترشحها للقيادة سيهدف إلى رأب الانقسامات بين يمين الحزب ويساره. ومن المرجح أن تركز أولوياتها على الأسواق الحرة، وحرية التعبير، ومعالجة أيديولوجية النوع الاجتماعي في المدارس. وغالبًا ما تستند بادينوك في مقابلاتها وخطاباتها إلى مفكرين بارزين بما في ذلك عالم اقتصاد السوق الحرة توماس سويل. كما أن أحد كتبها المفضلة ”لماذا تفشل الأمم“.
ومن بين مؤيديها الرئيسين أليكس بيرغارت، وزير أيرلندا الشمالية في حكومة الظل، وجوليا لوبيز، وزيرة الثقافة في حكومة الظل. وقد قال أحد مستشاري المحافظين إنه سيكون من المدهش ألا تفوز بادينوك.
روبرت جينريك
كان النائب المحافظ عن نيوارك معرضًا لخطر فقدان مقعده في الانتخابات العامة. وبعد عودته إلى البرلمان بأغلبية أكثر من 3 آلاف صوت، فقد أصبحت لديه فرصة قوية للفوز في انتخابات القيادة.
وضع جينريك أوراق ترشيحه، ما يعني أنه حصل على دعم 10 نواب. هذا وقد شغل روبرت منصب وزير الإسكان في عهد بوريس جونسون ووزير الهجرة في عهد سوناك الذي كان على علاقة وطيدة به. ولكنه استقال من الحكومة بعد أن اعتقد أن حزب المحافظين قد فشل في معالجة أزمة الهجرة غير الشرعية.
يُنظر إلى روبرت على أنه من يمين الوسط للحزب. وقد أشار أحد مؤيديه إلى أن جينيريك صاغ سياساته المحافظة على غرار بيير بويليفر، زعيم حزب المحافظين الكندي الذي وضع بناء المنازل وتخفيض الضرائب والتحكم في السيولة على رأس قائمة أولوياته.
ومع ذلك، لا يعتقد أعضاء البرلمان من يسار الحزب أن جينريك مميز بما يكفي ليقطع الطريق على زعيم المعارضة.
جيمس كليفرلي
يتمتع جيمس كليفرلي، البالغ من العمر 54 عامًا، بخبرة وزارية لا يتمتع بها سوى عدد قليل جدًا من السياسيين المحافظين في البرلمان. فقد شغل منصب وزير الداخلية ووزير الخارجية ورئيس الحزب في عهد ثلاثة رؤساء وزراء من حزب المحافظين.
أضف إلى ذلك، خدم كليفرلي في الجيش البريطاني قبل دخوله عالم السياسة في عام 2015. وقد قدم نفسه كمرشح وسطي، وهو “متحدث ممتاز” وفريقه واثق من أنه سيقدم أداءً جيدًا في خطابه المرتقب في مؤتمر الحزب.
ويعتقد العديد من مؤيديه، ومن بينهم سيمون هور وبيتر فورتشن وغاغان موهيندرا، أنه يمكن أن يكون شخصية موحدة داخل حزب المحافظين الذي مزقته الانقسامات. هذا ويعتقد حلفاؤه أيضًا أنه سيكون قادرًا على استعادة ناخبي حزب الإصلاح مع إقناع الناخبين الذين صوتوا لصالح حزب العمال والديمقراطيين الأحرار بالانضمام إلى أنصار المحافظين.
وعلى الرغم من ذلك، من غير المرجح أن يحصل كليفرلي على دعم النواب الرئيسين للوصول إلى المرحلة النهائية، حيث يعتقد بعض النواب أنه غير قادر على أداء دور زعيم المعارضة.
طوم توغندهات
شغل الجندي السابق، الذي خدم في العراق وأفغانستان، منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية المختارة قبل تعيينه وزيرًا للأمن في عام 2022، ويعتبر من أعضاء “محافظية الأمة الواحدة” المعروفة أيضًا بـ”نزعة الأمة الواحدة” أو “ديموقراطية المحافظين”، كما أن لديه آراء متشددة تجاه روسيا والصين.
ومن بين مؤيديه الرئيسين أليسيا كيرنز وكارين برادلي، وهما من يسار الحزب. وقد وضع الكفاءة والتهديد بالخروج من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان في قلب حملته الانتخابية.
أحد العوائق التي تواجه توغندهات هو أنه ليس من يمين الكتلة البرلمانية، حيث قال وزير سابق في الحكومة لـ”Politics Home”إن وجهة نظره الجديدة بشأن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تظهر مدى صعوبة فوزه بقيادة الحزب.
بريتي باتيل
عرفت باتيل، البالغة من العمر 52 عامًا، كوزيرة موالية لبوريس جونسون التي خدمت تحت قيادته كوزيرة للداخلية، حيث قال أحد الوزراء السابقين أن بوريس لن يدعمها علنًا، ولكنه حتمًا سيدعمها في السر.
تعتبر باتيل من يمين الحزب، لكنها شخصية محبوبة من مختلف الأطياف السياسية، حيث قال اللورد جودمان، المحرر السابق لموقع “ConservativeHome” في وقت سابق إن باتيل ليست من يسار الحزب على الإطلاق، ولكنها قد تكون مقبولة لدى أجزاء منه، لأنها تعتبر شخصية مسؤولة على نطاق واسع.
ومن بين مؤيديها البارزين في البرلمان جريج سميث وأليك شيلبروك وصاقب بهاتي. ستكون رسالة باتيل الرئيسة هي وحدة الحزب. فهي لم تطالب أبدًا بإقالة جونسون من منصب رئيس الوزراء، وظلت موالية لخلفائه ليز تروس وسوناك.
من جهة أخرى، تواجه باتيل بعض العقبات خاصةً بعد أن تعرضت لمزاعم الاستقواء خلال فترة توليها منصب وزيرة الداخلية، وهو ما نفته. في عام 2020، استقال السير فيليب روتنام، السكرتير الدائم السابق لوزارة الداخلية، من الخدمة المدنية وقال إنه سيقاضي الحكومة بسبب الطريقة التي عومل بها، ليُتفق في النهاية على تسوية.
ميل سترايد
أكد سترايد، البالغ من العمر 62 عامًا، ترشحه لزعامة حزب المحافظين يوم الجمعة. وهو متشبث بمقعده في ديفون الوسطى بفارق 61 صوتًا عن مقعده في إحدى الدوائر الانتخابية الأكثر هامشية في البلاد.
وسيركز وزير العمل والمعاشات التقاعدية السابق على قضية الكفاءة في حملته الانتخابية. وقال أحد النواب إنهم يعتقدون أن سترايد سيكون من بين المرشحين الأربعة النهائيين، لكن العديد من النواب الآخرين في الحزب يشككون في ذلك.
هذا وقد شوهد سترايد علنًا في مجلس العموم وهو يجري محادثات مع نواب من حزب المحافظين من مختلف أطراف الحزب. ولكن لا تزال هناك تساؤلات عما إذا كان سيصل إلى مؤتمر الحزب ويتحدى المرشحين الآخرين.
أحد العوائق التي تقف أمام سترايد هو علاقته الوطيدة بسوناك. فقد كان يدافع عن رئيس الوزراء السابق وكان يخرج بانتظام للدفاع عن الحكومة السابقة، ما يعني أنه سيكون من الصعب التخلص من هذه الصورة بعد أسوأ هزيمة للمحافظين منذ أكثر من مئتي عام.
المصدر: Politics Home
اقرأ أيضًا:
- حزب العمال يعلق تشريع المحافظين لتعزيز حرية التعبير في جامعات بريطانيا
- بريتي باتيل تنافس على زعامة حزب المحافظين
- اتهام باتيل وبرافرمان بتبني سياسة سرية تحرم ضحايا الاتجار من البقاء في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇