تقرير يكشف: التمييز ضد أصحاب البشرة الملونة متجذر داخل شرطة لندن
كشف تقرير مستقل عن أضرار التحيّز ضد ذوي البشرة الملونة داخل شرطة العاصمة البريطانية (Met Police) عن وجود مشكلة هيكلية متجذّرة من “العنصرية المنهجية”.
التقرير، الذي أعدّته شركة الاستشارات HR Rewired، تناول أنظمة الشرطة وقيادتها وحوكمتها وثقافتها الداخلية، وخلص إلى أن الأذى العنصري يُحافظ عليه من خلال “تسلسل مؤسسي متكرر”، ما يجعل التمييز ضد أصحاب البشرة الملونة جزءًا من البنية المؤسسية نفسها.
وأوضحت كاتبة التقرير الدكتورة شيرين دانيلز أن العنصرية والتحيّز ضد من هم من أصول أفريقية يمثلان “تصميمًا مؤسسيًا” ممنهجًا داخل جهاز الشرطة، مؤكدة أن هذه الظاهرة ليست مجرد تصور أو انطباع، بل واقع موثّق بالأدلة.
تمييز داخلي وهيمنة صور نمطية

أظهر التقرير أن موظفي شرطة العاصمة ذوي البشرة الملونة وخاصة الداكنة يُوصَفون بأنهم عدوانيون، في حين يحظى أصحاب البشرة الأفتح بتعاطف وتساهل أسرع من قبل المسؤولين.
وأكدت أن مواجهة هذه الأنظمة ليست عملًا إقصائيًا بل خطوة ضرورية لتحقيق العدالة والأمان والمساواة للجميع.
واعتمد التقرير على أكثر من 40 عامًا من الأدلة التاريخية التي توثّق كيف أثّرت العنصرية على علاقة شرطة العاصمة بالمجتمعات العرقية، وأثّرت بدورها على الضباط والموظفين ذو البشرة الملونة داخل الجهاز.
وأشار أيضًا إلى ظاهرة “تَكْهِيل”، حيث يُعامَل الأطفال ذوي البشرة الملونة أو الداكنة وكأنهم أكثر نضجًا من أعمارهم الفعلية، مما يؤدي إلى تجاهل ضعفهم وتجريم سلوكهم.
تاريخ من الإخفاقات والعنصرية المؤسسية

التقرير الأخير يأتي ضمن سلسلة من المراجعات التي أكدت وجود عنصرية وهيمنة ثقافة الإقصاء داخل أكبر قوة شرطة في بريطانيا.
ففي عام 2023، خلصت مراجعة لويز كيسي إلى أن شرطة العاصمة عنصرية ومتحيّزة ضد النساء والمثليين، بينما وصف تقرير ماكفرسون عام 1999 الشرطة بأنها “عنصرية مؤسسيًا” عقب إخفاقها في التعامل مع قضية لورانس.
كما كشفت تحقيقات سرية لبي بي سي (BBC) في وقت سابق من هذا العام عن ضباط يدعون إلى إطلاق النار على المهاجرين ويتفاخرون باستخدام القوة، ما أدى إلى طرد عدد منهم بعد تعهّد المفوض راولي بالتخلص من الضباط غير اللائقين للخدمة.
ردود رسمية: تعهدات بالإصلاح وسط انتقادات بالجمود
قال عمدة لندن صادق خان إن نتائج التقرير “صارمة”، مؤكدًا ضرورة إعادة صياغة نهج القيادة لتسريع وتيرة الإصلاح الثقافي داخل الشرطة، مشددًا على أن هناك حاجة إلى تغيير هيكلي حقيقي وثقافة مؤسسية جديدة.
أما رئيس الرابطة الوطنية لضباط الشرطة ذوي البشرة الداكنة، آندي جورج، فقال إن هذا التقرير هو الأحدث في سلسلة طويلة من المراجعات التي “تكرر نفس النتائج دون تغيير فعلي”، مضيفًا: “هناك ثقافة من الإنكار والتجاهل، حيث تنتظر الشرطة حتى تخف الأضواء الإعلامية، ثم تعود لممارسة العمل كالمعتاد.”
وهذا التقرير يمثل جرس إنذار جديدًا حول فشل المؤسسات البريطانية في معالجة العنصرية المتجذّرة داخل أجهزتها الأمنية.
والاعتراف بالمشكلة لا يكفي، وأن المطلوب هو تحرك عملي جاد ومحاسبة شفافة، تضمن أن لا تُعامل أي فئة من المجتمع البريطاني بعدوانية أو تحيّز بسبب لونها أو خلفيتها.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
