كيف تناول الإعلام البريطاني إساءات الاحتلال بحق نشطاء “أسطول الصمود”؟
تسببت عمليات اعتراض إسرائيل لأسطول Global Sumud Flotilla، الذي كان متجهًا إلى غزة محملاً بالمساعدات الإنسانية، في جدل دولي واسع واحتجاجات متكررة في عدة دول. وأسفر الاعتراض عن احتجاز مئات النشطاء، بينهم ناشطون من نيوزيلندا وأوروبا وناشطة المناخ السويدية غريتا ثونبرغ، وسط تقارير عن سوء معاملة وإذلال داخل السجون الإسرائيلية.
وقد أثارت الحادثة ردود فعل دبلوماسية وشعبية كبيرة، من بينها احتجاجات واسعة ومطالب بإطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن غزة.
الغارديان

صرحت صحيفة الغارديان بأن نشطاء من نيوزيلندا محتجزون في إسرائيل بعد اعتراض سفن كانت تحمل مساعدات إلى غزة ضمن أسطول Global Sumud Flotilla، ويُحتجزون في ظروف سيئة دون وصول للمياه أو التمثيل القانوني، بحسب عائلاتهم.
من بين المحتجزين 437 ناشطًا وبرلمانيًا ومحاميًا، بينهم رنا حميدة، يوسف سمور، وصموئيل ليسون. وأكدت العائلات قلقها على سلامتهم، حيث أشار والد صموئيل إلى احتجازه في زنزانة مزدحمة بدون ماء أو تمثيل قانوني، فيما أصيبت رنا حميدة في كتفها.
وقالت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ إن القوات الإسرائيلية عاملتها معاملة قاسية، شملت الاحتجاز في زنزانة مليئة بالقمل، ونقص الطعام والماء، وإجبارها على حمل علم إسرائيل لالتقاط صور.
ومن المقرر أن تكون ثونبرغ ضمن أكثر من 70 شخصًا من جنسيات مختلفة يغادرون إسرائيل يوم الاثنين، بينهم 28 فرنسيًا، و27 يونانيًا، و15 إيطاليًا، و9 سويديين.
غادرت مجموعة أولى مكونة من 26 إيطاليًا إسرائيل يوم السبت، وأفاد العديد منهم بعد العودة بتعرضهم لمعاملة مهينة من السلطات الإسرائيلية.
زعمت إسرائيل بأنها التزمت بحقوق المحتجزين القانونية بالكامل، ونفت تصريح سوء المعاملة، بينما ذكرت Adalah أن بعض المحتجزين تعرضوا للعنف الجسدي وحرمانهم من العلاج الطبي والأدوية، وحتى إجبار امرأة مسلمة على خلع حجابها.
بي بي سي

أفادت بي بي سي أن مئات النشطاء، بمن فيهم غريتا ثونبرغ، تم احتجازهم بعد اعتراض أسطول يحمل مساعدات إلى غزة.
تم اعتراض السفن على بعد نحو 70 ميلًا بحريًا من ساحل غزة في المياه الدولية، وقالت إسرائيل إن بحرية الدولة أخبرت السفن بتغيير مسارها لأنها كانت “تقترب من منطقة نزاع نشطة وتنتهك حصارًا بحريًا قانونيًا”، بينما وصف أسطول GSF الاعتراض بأنه “غير قانوني” و”عمل يائس”.
أدت عمليات الاعتراض إلى احتجاجات دولية، شملت طرد دبلوماسيين كولومبيين ونداءات لإطلاق سراح المواطنين المحتجزين، وانتقادات من منظمة العفو الدولية بشأن الحصار الإسرائيلي على غزة.
وقالت إسرائيل إن إحدى السفن، Marinette، ظلت “على مسافة” وسيتم اعتراضها إذا اقتربت من الحصار، وأظهر نظام تتبع الأسطول أنها كانت تبحر في المياه الدولية بعيدًا عن ساحل غزة يوم الخميس بعد الظهر.
وأوضحت إسرائيل أن أي من السفن لم تدخل منطقة الحصار، رغم أن تتبع GSF يشير إلى أن إحدى السفن، Mikeno، ربما دخلت المياه الإقليمية لغزة لكنها لا تزال خارج الاتصال.
كما ذكر أحد أعضاء الفريق القانوني العامل مع GSF أن هناك محاولة أخرى لاختراق الحصار الإسرائيلي “في الأيام المقبلة”.
التايمز

وذكرت صحيفة التايمز أن وزارة الخارجية البريطانية أعربت عن قلقها الشديد بشأن أكثر من 400 ناشط، بينهم طيار سابق في القوات الجوية الملكية البريطانية، الذين تم نقلهم إلى سجن كتسيعوت في صحراء النقب بعد اعتراض الأسطول.
وقالت الصحيفة إن اعتقال النشطاء تم بواسطة كوماندوز إسرائيلي، وإن السجن مشهور بمعاملة عنيفة تجاه السجناء.
وأكدت الصحيفة أن حكومات عدة، بينها جنوب أفريقيا وكولومبيا وإسبانيا وماليزيا والبرازيل وباكستان، أعربت عن احتجاجها على اعتقال إسرائيل للنشطاء.
وشهدت إيطاليا مظاهرات كبيرة تضامنًا مع غزة، حيث شارك حوالي 30,000 شخص في ميلانو، وتعرضت خدمات القطارات للإلغاء، بينما قام محتجون في تورينو بتخريب موقع مؤتمر كان من المقرر أن يحضره جيف بيزوس وأورسولا فون دير لاين.
كما تظاهرت 10,000 شخص في روما، و15,000 في برشلونة، وسط هتافات مثل: “غزة، أنت لست وحدك”، “قاطعوا إسرائيل”، و”الحرية لفلسطين”، بينما اندلعت مظاهرات أخرى في اليونان وألمانيا وتونس وتركيا.
الإندبندنت

أفادت الإندبندنت بأن بعض النشطاء الذين عادوا إلى بلادهم وصفوا التعذيب والإذلال الذي تعرضوا له في إسرائيل، بما في ذلك حرمانهم من الأدوية والتعامل معهم “مثل القردة”.
وأشار الصحفي الإيطالي الآخر لورينزو داغوستينو إلى أن المعتقلين أُيقظوا مرارًا، وتعرضوا للتهديد بالكلاب وأهداف ليزر من الجنود، وسرقة ممتلكاتهم وأموالهم.
ووصف الناشط باولو دي مونتيس ظروف الاحتجاز بالإذلال المستمر، مع تقييد اليدين والتهديد بالعنف الجسدي.
ورد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن-غفير أنه فخور بسلوك الموظفين في السجن، معتبرًا أن أي داعم للإرهاب يستحق المعاملة المقررة للإرهابيين.
وتدين منصة العرب في بريطانيا AUK بشدة اعتقال نشطاء أسطول الصمود من قبل القوات الإسرائيلية، وتعتبر هذا التصرف انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية والقانون الدولي. وتؤكد المنصة أن هذه الإجراءات لا تبرر بأي شكل من الأشكال، وتُطالب السلطات الإسرائيلية بفك الحصار عن غزة فورًا والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن، وتطالب بوقف إطلاق النار.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
