عمليات تكميم المعدة في الخارج تضع بريطانيين أمام كارثة صحية
حذَّر أطباء بريطانيون من إجراء عمليات تكميم المعدة في مستشفيات رخيصة خارج البلاد.
وفي سياق متصل قالت سيدة بريطانيا: إنها بقيت في المستشفى نحو خمسة أشهر بعد إجراء عملية تكميم المعدة خارج البلاد.
وأعربت إيما البالغة 34 عامًا من (Porthcawl bridgened)، عن ندمها بعد إجراء العملية التي وصفتها بأسوأ تجربة في حياتها على الإطلاق.
ما التبعات الصحية التي واجهها بريطانيون أجروا عمليات تكميم المعدة خارج البلاد؟
وحذر أطباء بريطانيون من إجراء عمليات تكميم المعدة خارج البلاد لأنها أرخص ثمنًا؛ ففي الغالب يعود المرضى إلى بريطانيا بمضاعفات طبية خطيرة.
وفي هذا السياق قالت الحكومة البريطانية: إن هيئة الصحة الوطنية (NHS) قدمت العناية الطبية لأولئك الذين يحتاجون إليها.
وقالت إيما وهي أم لثلاثة أطفال: إنها قضت ثلاثة أشهر في البحث عن مستشفى مناسب ومرموق لإجراء العملية في إسطنبول.
وأشارت إلى أنها كانت تحظى بالعناية الطبية اللازمة بعد العملية، لكن بعد مضي أسبوعين على إجراء العملية بدأت تشعر بحالة من عدم الارتياح وضيق في التنفس.
ثم دخلت إيما قسم الإسعاف، وشُخِّصت بالإصابة بالإنتان الرئوي؛ بسبب وجود سائل في رئتها وحجابها الحاجز، وقد زودها الأطباء بأنابيب لسحب السائل من الرئة، غير مدركين أنه كان يتسرب من معدتها.
وبعد عدة أشهر قضتها في المستشفى، اكتشف الأطباء أن مصدر تسرب السائل هو المعدة.
قضت إيما نحو 15 أسبوعًا في المستشفى، وكانت تعتمد على التغذية عبر الأنابيب لفترة تسعة أسابيع، وأجرت عمليتين جراحيتين إضافيتين منذ العملية التي تسببت بكل هذه التبعات.
وقالت إيما: “لقد أُصبت بالتهاب رئوي حاد، حيث تجمعت السوائل تحت الحجاب الحاجز، وقد سبب تسرب السوائل من المعدة خرَّاجًا في الرئة”.
“كان الكادر الطبي في تركيا لطيفًا جدًّا وظلوا على اتصال معي، لكني لم أتخيل أن أعود إلى بريطانيا وأنا أواجه التبعات المروعة للعملية!”.
“أنا نادمة حقًّا على إجراء العملية، أتمنى لو أني تركت الوضع على ما كان عليه ولم أدخل غرفة العمليات قط؛ كان ممكنًا أن أموت تاركة أطفالي وهم في أمس الحاجة إلى رعايتي”.
وبهذا الصدد قال الجراح أندرو بيميش: إن عددًا كبيرًا من المرضى الذين أجروا عملية تكميم المعدة في الخارج عادوا إلى البلاد بمضاعفات خطيرة، وبدأ الأمر يثير قلقنا”.
وأشار إلى أن البريطانيين يسافرون لإجراء العملية خارج البلاد؛ لأنها تكلف نحو 12 ألف باوند في بريطانيا، كما يوجد في بريطانيا مركز واحد فقط لإجراء مثل هذه عمليات تكميم المعدة وهو يقع في ويلز، لكن يمكن إجراء هذه العملية في العديد من البلدان الأخرى مقابل 300 باوند فقط!
متى ينصح بإجراء عمليات تكميم المعدة؟
تُجرى هذه الجراحة بغرض إنقاص الوزن، وتسمى جراحة تخفيف السمنة، وتوصف في بعض الأحيان لأولئك الذي يعانون من السمنة المفرطة.
تؤدي هذه الجراحة إلى فقدان الوزن بشكل كبير، وتساعد في تخفيف تبعات السمنة المرتبطة بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
وتُعَد عمليات تكميم المعدة معقدة إلى حد ما، لذا لا يجب اللجوء إليها إلا بعد اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
توفر هيئة الصحة البريطانية (NHS) هذا النوع من العمليات إذا كانت ضرورية وبعد إجراء الفحوص المناسبة، لكن هناك فترات انتظار طويلة.
وأشار الجراح بيميش إلى أن هذا النوع من الجراحات يجب أن يترافق مع برنامج كامل لإنقاص الوزن؛ لكي تعود الفائدة على جميع الأعضاء التي تعاني من البدانة.
وقال بيميش: “إن ما يدفع الناس لإجراء هذه الجراحة خارج البلاد هو الأوضاع المادية السيئة، وخصوصًا ذوي الدخل المنخفض وأولئك القادمين من خلفيات فقيرة”.
وقال بيميش: “أشار معظم المرضى إلى أن نوعية عمليات تكميم المعدة التي تجرى خارج بريطانيا مشابهة لتلك التي تجرى في مستشفيات بريطانيا، لكن الأمر المختلف هو العناية المقدمة قبل العملية وبعدها، حيث يقضي المرضى بضع ليالٍ في الفندق بعد الجراحة مباشرة، قبل أن يعودوا إلى وطنهم”.
وأضاف: “لا يحصل الأفراد على رعاية حقيقية بعد إجراء عمليات تكميم المعدة. إن هذا النوع من الجراحات يحتاج إلى مختصين نفسيين ومختصين بالتغذية؛ لتحديد نوعية الأكل بعد الانتهاء من العملية وتوجيه المرضى بتناول كميات معينة من الطعام”.
كيف علّقت هيئة الصحة البريطانية على الأمر؟
وأشار إلى أن بعض الراغبين في إجراء عمليات تكميم المعدة يجمعون المال للسفر والخضوع للجراحة في الخارج لقلة تكلفتها مقارنة بالمستشفيات في بريطانيا، لكن هيئة الصحة الوطنية أكدت أن العديد من المرضى الذين خضعوا لجراحة تكميم المعدة يعانون من مضاعفات نادرة، ويقيمون وقتًا طويلًا في قسم العناية المركزة بعد عودتهم.
واشتكت مريضة أخرى تدعى آنا من أنها دخلت المستشفى نتيجة تسرب في معدتها بعد أن أجرت عملية تكميم المعدة في إسطنبول، إثر زيادة وزنها بعد ولادة طفلها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وقالت الفتاة البالغة 24 عامًا من سوانسي: إن صديقة والدتها كانت قد أجرت هذه الجراحة في تركيا وكانت النتائج مذهلة، وقد تشجعت إثر ذلك على السفر إلى تركيا وإجراء الجراحة.
ووصفت آنا العناية المقدمة في المستشفى بالمذهلة، وأشارت إلى أن الممرضات اعتنين بها، وكان الجراح يقابلها كل يوم بعد إجراء العملية للاطمئنان على حالتها الصحية، وقد وصف لها أدوية ونشرة خاصة بالرعاية الطبية الضرورية بعد إجراء العملية، وكانت تتواصل مع المختص الغذائي عبر واتساب.
عادت آنا إلى ويلز بعد ستة أيام من إجراء العملية، وبدأت تشعر بآلام في ظهرها وكتفها ولم تستطع رفع طفلها من العربة، وسرعان ما أصيبت بالحمى، ونُقِلت إلى المستشفى في شهر أيار/مايو الماضي.
وقالت آنا: “أنا نادمة على إجراء الجراحة، أعتقد أنه كان يجب عليَّ الاعتناء بأبنائي بدلًا من قضاء الوقت في المستشفيات، لقد شعرت بالذنب؛ لأنني دفعت النقود “إلى مستشفى أجنبي، ومن ثم وجدت العلاج المناسب في مستشفيات هيئة الصحة البريطانية”.
اقرأ أيضاً :
جراح في بريستول شمال إنجلترا ألحق الضرر بـ 203 امرأة بإجراء عمليات جراحية غير ضرورية لهن!
ما الذي تقوله الأرقام عن فترات الانتظار في مستشفيات ويلز؟
عيادة طبية جنوب لندن تضطر لعلاج 52 ألف شخص بسبب إغلاق العيادات في المنطقة
الرابط المختصر هنا ⬇