طالبة عراقية قد تكون سببا في حصول أبناء المهاجرين في اسكتلندا على تعليم جامعي مجاني
أصدرت إحدى محاكم أدنبرة قرارًا يخص طالبة عراقية قد يكون سببًا في حصول أبناء المهاجرين في اسكتلندا على تعليم جامعي مجاني.
وخلصت المحكمة إلى أن علا جاسم المولودة في العراق والتي تعيش في اسكتلندا منذ 9 سنوات واجهت نوعًا من انتهاك حقوق الإنسان؛ لأنها لم تستطع مراعاة شروط الدراسة الجامعية المجانية في اسكتلندا.
ما هو قرار المحكمة الذي سيؤثر على المئات من أبناء المهاجرين في اسكتلندا؟
وقالت مجموعة (Maryhill Iegratopn Network) التي تدافع عن حقوق اللاجئين: إنها تتوقع أن يؤثر القرار في حياة مئات المهاجرين الآخرين، ويفتح كثيرًا من الأبواب والفرص الدراسية أمامهم.
وقالت جاسم لصحيفة الغارديان: “أنا أعيش في اسكتلندا منذ دراستي في السابع الابتدائي، لذلك لا بد من التعامل معي كبقية الطلاب. أنا أعتبر اسكتلندا وطني، لذلك فإن معاملتي معاملة مختلفة عن بقية الطلاب يبدو سلوكًا عنصريًّا وفظًّا”.
هذا ويحق للطلاب الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا ممن أتموا تعليمهم في اسكتلندا والذين أقاموا فيها أو ضمن بقية مناطق بريطانيا مدة 7 سنوات على الأقل الحصول على تعليم مجاني.
أما الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا فلن يحصلوا على التعليم المجاني إلا إذا كانوا قد عاشوا نصف حياتهم أو 20 عامًا في اسكتلندا.
ووجدت المحكمة أن الضغوط المادية التي مرت بها عائلة علا جاسم لتمويل دراسة ابنتهم أصبحت لا تطاق.
وفي هذا السياق كتب اللورد سانديسون: “إن علا جاسم كانت مؤهلة تمامًا للمضي قدمًا في التعليم العالي، ولكن على عكس أقرانها المستقرين ماديًّا، واجهت الفتاة وأسرتها ضغوطًا مالية لا تطاق، ونتيجة لذلك فقد تُحرَم علا جاسم من فرصة التعليم العالي في الوقت التي يذهب فيه بقية أقرانها إلى الجامعات”.
وبعد أن تفوقت علا في المدرسة الثانوية بمادتي العلوم والرياضيات، أصبحت في السنة الثالثة من الدراسات الطبية في جامعة دندي، وإلى جانب الأقساط الدراسية لا بد أن يدفع الطالب النفقات الإضافية مثل ثمن المعطف، والسماعة الطبية التي يتجاوز سعرها 100 باوند، إضافة إلى الكتب التي يكلف كل منها 50 باوند.
وقالت علا جاسم: إن الضغوطات المالية خلقت لديها شعورًا بالذنب تجاه والديها، واضطرت علا جاسم إلى تفويت احتفالات عيد الميلاد وحفلات الطلاب، ما أشعر والديها بالعجز وعدم القدرة على تمويل دراستها، وأضافت علا جاسم: “أشعر أن قرار المحكمة بتمويل دراستي قد ألقى حملًا ثقيلًا عن كاهل أسرتي، ويمكنني اليوم أن أعيش جميع فصول الحياة الجامعية”.
قدمت المراجعةَ القضائية لقرار المحكمة وكالةُ توزيع جوائز الطلاب (SAAS)، وبتوجيه من المتخصص في حقوق الإنسان آندي سيريل العضو في جامعة (JustRight Scotland) الذي قال: إن القضية سلطت الضوء على مدى أهمية تطبيق قوانين حقوق الإنسان على الجميع في المملكة المتحدة.
كيف ردت الحكومة الاسكتلندية على قرار المحكمة؟
وقال أيضًا: “لا بد من استخدام القانون لمساعدة الشباب الذين نشأوا في اسكتلندا والراغبين في المساهمة في تطوير وتحسين البلد الذي يعيشون فيه، وتظهر هذه الحالة مدى أهمية قانون حقوق الإنسان الذي تنوي الحكومة البريطانية التخلص منه”.
وأضاف: “ننتظر اتخاذ خطوات ملموسة من الحكومة الاسكتلندية بعد أن صدر قرار المحكمة بحق علا جاسم، ولا بد أن تتخذ الحكومة إجراءات لضمان العدل والمساواة في تقديم حق التعليم لجميع الأطفال والشباب الذين يعتبرون اسكتلندا بمثابة وطنهم”.
وقال المتحدث باسم الحكومة الاسكتلندية: إن الحكومة تدرس قرار المحكمة بعناية، وسترد في الوقت المناسب، وأضاف المتحدث: “إن الحكومة ملتزمة بإيجاد نظام تمويل عادل يدعم الطلاب لتحقيق النجاح”.
اقرأ أيضاً :
هل تعد أسكتلندا الخيار الأفضل للاجئين في المملكة المتحدة ؟
مهرجان في اسكتلندا يعرض فنون وثقافة المهاجرين
8 باوندات في الأسبوع.. كل ما يتقاضاه طالبو اللجوء لبريطانيا في الفنادق غير الصالحة للسكن !
الرابط المختصر هنا ⬇