تراجع الهجرة غير النظامية في بريطانيا إلى أدنى مستوى منذ خمس سنوات
عادت عمليات وصول المهاجرين إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة، بعد توقف استمر 28 يومًا، في أطول فترة انقطاع متواصلة لعبور القنال الإنجليزي منذ خريف عام 2018، وفقًا لبيانات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية البريطانية.
وأظهرت الإحصاءات أن حركة العبور توقفت بين الـ14 من نوفمبر/تشرين الثاني والـ12 من ديسمبر/كانون الأول، قبل أن تُسجَّل عودة النشاط صباح السبت، إذ شوهدت عدة سفن تابعة لقوات الحدود البريطانية تجوب القنال، وسط تقديرات بإنقاذ نحو 160 شخصًا كانوا على متن قاربين صغيرين.
أرقام سنوية مرتفعة رغم التوقف

وبحسَب أحدث الأرقام، بلغ عدد الأشخاص الذين عبروا القنال الإنجليزي بالقوارب الصغيرة منذ مطلع العام الجاري 39,292 شخصًا، وهو ثاني أعلى رقم يُسجَّل على الإطلاق، بعد الرقم القياسي الذي تحقق عام 2022 بوصول 45,774 مهاجرًا بهذه الطريقة.
ويأتي هذا التطور في وقت كثّفت فيه الحكومة البريطانية، خلال الأشهر الماضية، جهودها الرامية إلى ردع المهاجرين غير النظاميين، إلا أن مسؤولين يُقرّون بأن تأثير هذه الإجراءات لن يظهر جليًّا قبل العام المقبل.
ديسمبر… شهر العبور الأهدأ
ويُعرف شهر ديسمبر عادةً بأنه من أهدأ أوقات عبور القوارب الصغيرة؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، وضعف الرؤية، وانخفاض درجات الحرارة، وقِصر ساعات النهار، وهي عوامل تجعل الرحلة عبر أحد أخطر الممرات البحرية في أوروبا أكثر خطورة.
ورغم ذلك، سُجّل أعلى عدد من الوافدين خلال شهر ديسمبر في عام 2024، عندما وصل 3,254 شخصًا إلى السواحل البريطانية عبر القوارب الصغيرة، في رقم استثنائي مقارنة بالسنوات السابقة.
ملف سياسي متصاعد

وتزامن استئناف عبور قوارب المهاجرين مع تحركات سياسية أوروبية، إذ عقد نائب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد لامي، هذا الأسبوع اجتماعات مع وزراء من دول أوروبية أخرى، ضمن مناقشات مستمرة بشأن احتمال إصلاح الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
وخلال السنوات الأخيرة، تحوّل ملف القوارب الصغيرة، الذي لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من إجمالي الهجرة إلى المملكة المتحدة، إلى قضية مركزية في الجدل السياسي البريطاني، ومادة دائمة للنقاش الإعلامي بشأن سياسات اللجوء والحدود.
دور فرنسي مرتقب

وفي هذا السياق، أعلنت الشرطة البحرية الفرنسية الشهر الماضي أنها ستتمكن قريبًا من اعتراض القوارب الصغيرة داخل القنال الإنجليزي، في خطوة يُتوقع أن يكون لها تأثير مباشر على حركة العبور خلال الفترة المقبلة.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن استئناف عبور القوارب الصغيرة بعد توقف طويل يؤكد أن المقاربات الأمنية وحدها لا تكفي لمعالجة هذه الظاهرة المعقّدة. وتؤكد أن أي حل مستدام يتطلب تعاونًا حقيقيًّا بين الدول الأوربية مع توفير مسارات قانونية وآمنة، إلى جانب سياسات متوازنة تحمي الأرواح وتحترم التزامات حقوق الإنسان، بدل الاكتفاء بإجراءات ردع قصيرة المدى.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
