هل تجد صعوبة في إنجاز المهام؟ قاعدة 90 دقيقة قد تساعدك
في زمنٍ تتزاحم فيه المهام والإشعارات من كل اتجاه، يجد كثير من العاملين صعوبة في إنجاز أعمالهم بتركيز حقيقي. بين البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي وعشرات النوافذ المفتوحة، تضيع الساعات بلا إنتاج واضح. لكن ما يُعرف بقاعدة الـ 90 دقيقة قد يقدّم الحلّ؛ فهي طريقة مدعومة بالأبحاث العصبية تساعدك على استعادة التركيز وإنجاز المهام بكفاءة أعلى.
الدماغ لا يستطيع التعامل مع المهام المتعددة
توضّح دراسات “معهد القيادة العصبية” (NeuroLeadership Institute) أن الدماغ لا يُجري أكثر من مهمةٍ في الوقت نفسه، بل ينتقل بين المهام بسرعة. هذا الانتقال المستمر يفرض ما يُسمى “ضريبة التبديل”؛ أي التأخير الناتج عن تخزين الدماغ للمعلومات من المهمة السابقة قبل أن يركّز على المهمة الجديدة. وتُحذّر جامعة براون من أن هذا النمط من العمل يرفع مؤقتًا معدلات التوتر وضغط الدم، ما يجعل تقليل تعدّد المهام ضرورةً لا ترفًا.
قاعدة الـ 90 دقيقة: كيف تستعيد تركيزك؟

على منصة تيك توك، قدّمت أوليفيا يوكوبونِيس، مديرة التواصل في تطبيق التركيز (Opal)، ما أسمته “قاعدة الـ 90 دقيقة” لمساعدة الناس على إنجاز مهامهم بفعالية. تدعو القاعدة إلى إلغاء فكرة تعدّد المهام بالكامل: ضع الهاتف جانبًا، وحدّد أولوياتك (لا يمكنك دراسة أربعة موضوعات في وقتٍ واحد)، وهيِّئ مكان عملك لتعزيز التركيز، بعيدًا عن السرير أو الأريكة.
وتؤكد يوكوبونِس أن الأمر لا يتعلق بالقوة الإرادية بقدر ما يتعلّق ببناء بيئةٍ لا تمنح التشتّت أي فرصة. وتشبه هذه القاعدة تقنية بومودورو الشهيرة (تقنية لتنظيم الوقت عبر فترات تركيز قصيرة من 25 دقيقة تتخللها استراحات قصيرة)، لكنها تمتد فترة التركيز فيها إلى 90 دقيقة متواصلة بدل 25 دقيقة.
الإيقاع الطبيعي للدماغ

تستند هذه القاعدة إلى ما يُعرف بالإيقاع “فوق اليومي” (ultradian rhythm)، وهو دورة طبيعية تستغرق نحو 90 دقيقة من التركيز العالي، يعقبها انخفاض في النشاط. يقول عالم الأعصاب أندرو هوبرمان: إن هذه الدورات تتحكم في انتباهنا وقدرتنا على التركيز طوال اليوم، ويوصي بالعمل أو الدراسة ضمن فترات تركيز مدتها 90 دقيقة؛ لأنها تتوافق مع هذه الدورات الفسيولوجية.
متى يجب التوقف؟

توضح الدكتورة سيدني سيروتو، مؤسسة مركز (MindLAB Neuroscience)، أن الدماغ “غير مبرمج للتركيز ثماني ساعات متواصلة”، بل يعمل ضمن “دورات من 90 دقيقة من النشاط المكثّف، يعقبها نحو 20 دقيقة من الاستراحة”. أي بعد كل جلسة تركيز عميق، يحتاج العقل إلى فترة تعافٍ قصيرة ليستعيد طاقته ويستعد للجولة التالية.
التركيز فنّ.. وليس سباقًا
تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن تطبيق قاعدة الـ 90 دقيقة، أو غيرها من قواعد تنظيم دورات العمل والراحة، لا يتطلب جهدًا خارقًا، بل وعيًا بكيفية عمل الدماغ. تقسيم اليوم إلى فترات تركيز واستراحة يخفّف التوتر، ويزيد الإنتاج بمرور الوقت، ويمنح الذهن فرصةً لاستعادة صفائه بعيدًا عن دوّامة الإشعارات والعمل المتواصل.
المصدر: هافنغتون بوست
اقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
