العرب في بريطانيا | المجلس الثقافي البريطاني يطلق أداة ذكاء اصطناعي...

1447 جمادى الأولى 22 | 13 نوفمبر 2025

المجلس الثقافي البريطاني يطلق أداة ذكاء اصطناعي لتعليم المحادثة الإنجليزية

المجلس الثقافي البريطاني يطلق أداة ذكاء اصطناعي لتعليم المحادثة الإنجليزية
خلود العيط November 6, 2025

في خطوة جديدة تعكس التحول الرقمي في التعليم اللغوي، أعلن المجلس الثقافي البريطاني عن إطلاق أداة ذكاء اصطناعي مبتكرة تحمل اسم (AiBC)، وتستهدف تطوير مهارات التحدث باللغة الإنجليزية ومساعدة المتعلمين على تحسين طلاقتهم وثقتهم بأنفسهم من خلال ملاحظات فورية وشخصية.

الأداة الجديدة ستكون جزءًا من منصة التعلم عبر الإنترنت التابعة للمجلس الثقافي البريطاني، والتي تتيح دروسًا مباشرة مع معلمين خبراء لطلاب من مختلف أنحاء العالم. وستمكّن التقنية المتعلمين من ممارسة المحادثة الواقعية خارج أوقات الدروس، ما يجعل عملية التعلم أكثر مرونة وارتباطًا بالحياة اليومية.

دعم الخبرة البشرية لا استبدالها

الطلاب غير الناطقين بالإنجليزية أكبر ضحايا برامج الكشف عن الغش بالذكاء الاصطناعي

وقد طوّر الخبراء اللغويون في المجلس الثقافي البريطاني هذه التقنية استنادًا إلى عقود من الخبرة في تدريس اللغة وتقييمها، لتقدم نموذجًا حديثًا يجمع بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية.

ووفقًا للمجلس، فإن أداة (AiBC) لا تستهدف استبدال المعلّمين، بل تعزيز دورهم وتوسيع نطاق التعلم من خلال أنشطة محاكاة صوتية واقعية تساعد الطلاب على التدرّب على المحادثة بطلاقة، والحصول على تقييم فوري في النطق والقواعد والمفردات والوضوح عبر تقارير شخصية قابلة للتنزيل.

الأداة الجديدة تمنح الطلاب أيضًا حرية إعادة التمرين على الأنشطة متى أرادوا، في بيئة تعليمية آمنة تتيح لهم ترسيخ مهاراتهم دون خوف من الحكم أو الخطأ.

الذكاء الاصطناعي في خدمة التعليم

هذا وأشار المجلس إلى أن إطلاق هذه الأداة يأتي في ظل تحول كبير في قطاع التعليم البريطاني، إذ أظهرت دراسة حديثة أن نحو 79 في المئة من المعلمين في بريطانيا أعادوا التفكير في طرق التدريس وتقييم الطلاب مع دخول الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

وفي هذا السياق، يمثل مشروع (AiBC) نموذجًا لما يصفه المجلس بـ”الذكاء الاصطناعي الإنساني”، الذي يعمل جنبًا إلى جنب مع المعلمين، بدلًا من أن يحلّ محلهم، ليمنح الطلاب تجربة تعليمية متوازنة بين التقنية والتفاعل الإنساني الحقيقي.

وأكد المجلس أن جميع التفاعلات داخل النظام تظل مركّزة على الأهداف التعليمية فقط، مع مراجعة تلقائية للملاحظات؛ لضمان دقتها وملاءمتها. كما يُدار نظام البيانات وفق معايير اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية (GDPR)، بما يضمن بيئة تعلم آمنة وشاملة لجميع المستخدمين.

وفي هذا السياق قال مارك ووكر، مدير قسم اللغة الإنجليزية والامتحانات في المجلس الثقافي البريطاني: “ندرك أن إجراء محادثات حقيقية باللغة الإنجليزية هو هدف أساسي وتحدٍّ حقيقي لملايين المتعلمين حول العالم. ومن خلال (AiBC)، نجمع بين خبرتنا الطويلة وتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة لنمنح الطلاب فرصة للتدرّب والتقدّم والتواصل بثقة في أي وقت ومن أي مكان”.

يبدو أن المجلس الثقافي البريطاني لا يسعى إلى تطوير أدوات تعليم اللغة فقط، بل إلى إعادة تعريف العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والعملية التعليمية. فالتحدي الحقيقي في بريطانيا اليوم لا يكمن في سرعة الابتكار، بل في قدرة المؤسسات على توجيه التقنية لخدمة الإنسان لا العكس.
ومن هذا المنطلق، فإن تبنّي أدوات مثل (AiBC) يمثل فرصة للمتعلمين لتجاوز حواجز اللغة بطرق أكثر تفاعلية وإنسانية، شريطة أن تظل القيم التعليمية والأخلاقية في صلب التجربة الرقمية التي تعيد صياغة مستقبل التعلم في بريطانيا والعالم.

المصدر: British Council


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة