العرب في بريطانيا | تصاعد الخلاف بين الملك تشارلز والأمير أندرو داخ...

1447 جمادى الأولى 22 | 13 نوفمبر 2025

تصاعد الخلاف بين الملك تشارلز والأمير أندرو داخل العائلة الملكية

Screenshot 2025-10-22 111208
اية محمد October 22, 2025

شهدت العائلة الملكية البريطانية خلال الأشهر الأخيرة توترًا متزايدًا بين الملك تشارلز الثالث وشقيقه الأصغر الأمير أندرو، على خلفية استمرار الأخير في الإقامة داخل قصر رويال لودج (Royal Lodge)، الواقع في حديقة ويندسور الكبرى، رغم الضغوط الرسمية والسياسية المتزايدة لمغادرته.

إقامة الأمير أندرو في رويال لودج

تصاعد الخلاف بين الملك تشارلز والأمير أندرو داخل العائلة الملكية
(وكالة الأناضول/ ‏Kate Green)

يُعد قصر رويال لودج، المكوَّن من 30 غرفة، مقر إقامة الأمير أندرو منذ عام 2003، حين وقّع عقد إيجار لمدة 75 عامًا بعد وفاة الملكة الأم. وقد دفع الأمير حينها مليون باوند مقابل العقد، متعهدًا بإنفاق 7.5 ملايين باوند على تجديد القصر، بينما تشير التقديرات إلى أن المبلغ الحقيقي تجاوز 10 ملايين باوند.

وبموجب الاتفاق، تجنّب الأمير دفع الإيجار السنوي البالغ 260 ألف باوند، مقابل إيجار رمزي يُعرف بـ”peppercorn rent”، حدّدت قيمته ديوان المحاسبة الوطني عام 2005 بـ”صفر”.

ضغوط ملكية متواصلة

منذ الكشف عن علاقة الأمير أندرو بالمُدان بالاعتداء الجنسي على القُصَّر جيفري إبستين، تعرّض الأمير لضغوط متكررة لمغادرة القصر. ورغم أن الملك قلّص مخصصاته المالية السنوية التي كانت تُقدّر بمليون باوند ورفض تغطية تكاليف حراسته، فإن الأمير ما يزال متمسكًا بإقامته في القصر الفخم الذي تُقدّر قيمته بنحو 30 مليون باوند.

وكانت هناك محاولات لإقناعه بالانتقال إلى منزل فروغمور كوتيدج (Frogmore Cottage)، وهو أصغر مساحة وتم تجديده بعد زفاف دوق ودوقة ساسكس، إلا أن اجتماعًا عقد العام الماضي أكّد أن الأمير ما يزال قادرًا على تحمّل تكاليف الإقامة والصيانة.

عقد إيجار “مُحكم” يمنع الإخلاء

يُقيّد عقد الإيجار الملك من اتخاذ أي إجراء مباشر لطرد الأمير، إذ لا يحتوي العقد على بند للفسخ المبكر. كما يحق للأمير فقط نقل ملكية القصر إلى زوجته أو ابنتيه بياتريس ويوجيني.

ويتحمّل الأمير مسؤولية صيانة العقار كاملة، مع اشتراط أن لا تُرتكب فيه أي أعمال غير قانونية أو غير أخلاقية. ولا يمكن فسخ العقد إلا إذا مُنح الأمير فرصة لتصحيح أي خرق للشروط وفشل في ذلك.

بنود الأفعال غير الأخلاقية أو غير القانونية

تصاعد الخلاف بين الملك تشارلز والأمير أندرو داخل العائلة الملكية

ينص العقد صراحةً على أن “أي جزء من العقار لا يجوز استخدامه لغرض غير قانوني أو غير أخلاقي”، وهو بند يمكن أن يشكل أساسًا قانونيًا لاستعادة العقار في حال انتهاكه.

ورغم عدم وجود دلائل على ارتكاب الأمير أفعالًا مخالفة داخل القصر، إلا أن تقارير التلغراف كشفت أنه اعتُبر خطرًا على الأمن القومي عام 2021 بسبب علاقاته مع مسؤولين صينيين، بينهم يانغ تينبو، وهو عميل صيني مشتبه به حضر حفلة عيد ميلاده الستين في القصر.

كما يخضع الأمير للتحقيق من قبل شرطة العاصمة بشأن مزاعم استخدامه حراسه للتحقيق في هوية فيرجينيا جوفري، إحدى المدعيات ضده في قضية إبستين. وصرّح متحدث باسم سكوتلاند يارد قائلًا: “نحن على علم بالتقارير الإعلامية ونعمل بنشاط على التحقق من الادعاءات.”

خيار المغادرة الطوعية والتعويض المالي

يسمح العقد للأمير أندرو بمغادرة القصر طوعًا في أي وقت، خاصة قبل عام 2028، مع ضمان حصوله على تعويض مالي من الملك ومن مؤسسة كراون إستيت مقابل أعمال التجديد التي أنجزها.

ويُقدَّر التعويض الحالي بنحو 558 ألف باوند في حال مغادرته هذا العام، على أن ينخفض المبلغ تدريجيًا سنويًا. ولا يُلزم العقد الأمير بتبرير سبب المغادرة، لكنه يُلزمه بتقديم إشعار مسبق وإزالة جميع متعلقاته.

انتقادات سياسية وتزايد الضغط العام

تزايدت الانتقادات السياسية بشأن استمرار إقامة الأمير في القصر بإيجار رمزي، خاصة وأن أرباح كراون إستيت تُحوّل إلى وزارة الخزانة البريطانية.

وقال روبرت جنريك، وزير العدل في حكومة الظل، في حديثه لهيئة BBC: “لقد حان الوقت لأن يعيش شقيق الملك حياة خاصة، فالجمهور قد سئم منه.”

الأعباء المالية وصيانة القصر

يلزم العقد الأمير بطلاء الواجهة الخارجية كل خمس سنوات والداخل كل سبع سنوات، إضافة إلى تأمين القصر ضد الكوارث الطبيعية والهجمات الإرهابية وأعمال الشغب.

ويُقدّر خبراء العقارات أن تكاليف الصيانة السنوية تبلغ نحو 600 ألف باوند، أي ما يعادل 2٪ من قيمة القصر.

ومنذ خفض مخصصاته المالية عام 2024، يعتمد الأمير على معاشه البحري البالغ 20 ألف باوند سنويًا فقط، ما يجعل تحمل هذه التكاليف عبئًا ثقيلًا.

لكن تقارير القصر أفادت أن الأمير قدّم ما يثبت قدرته على تغطية التكاليف في الوقت الحالي.

شروط الفسخ والإيجار الرمزي

يمكن للملك إنهاء العقد فقط في حال إخلال الأمير بأي من شروطه، أو عدم دفع الإيجار خلال 21 يومًا بعد نهاية شهر مارس.

ورغم أن الإيجار الرمزي لا يتجاوز “فلفلة واحدة” (ما يعادل باوند واحد)، فإن عدم دفعه قد يُعد خرقًا قانونيًا يؤدي إلى الإخلاء.

وقد كشفت صحيفة التايمز أن الأمير أندرو دفع هذا الإيجار الرمزي منذ أكثر من عقدين، مستفيدًا من استثماراته السابقة في ترميم العقار، وهو ما سمح له ولزوجته السابقة سارة فيرغسون بالبقاء فيه.

نية توريث القصر لبناته

يتمسك الأمير أندرو بشدة بالبقاء في رويال لودج بسبب رغبته في نقل ملكيته لاحقًا إلى ابنتيه بياتريس ويوجيني، إذ ينص العقد على أنهما الوريثتان الوحيدتان المسموح لهما بوراثة حق الإيجار، إلى جانب أرملته في المستقبل.

ويبدو أن الأمير يستطيع نقل الملكية قبل وفاته، غير أن العقد يمنح الملك حق الاعتراض.

ورغم كل الضغوط، لا يزال الأمير يرى في رويال لودج رمزًا لمكانته السابقة داخل العائلة الملكية، باعتباره وُلد ثانيًا في ترتيب ولاية العرش، وهو غير مستعد للتنازل عنه بسهولة.

وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن تصاعد الخلاف بين الملك تشارلز والأمير أندرو يعكس تحديًا عميقًا تواجهه المؤسسة الملكية البريطانية في الحفاظ على تماسكها وصورتها أمام الرأي العام، خصوصًا في ظل تراجع الثقة الشعبية وازدياد الانتقادات حول الامتيازات الملكية.

المصدر: telegraph


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة