العرب في بريطانيا | كيف تؤثر ميزانية 2025 على إنفاق الأسر في بريطانيا؟

1447 ربيع الأول 2 | 26 أغسطس 2025

كيف تؤثر ميزانية 2025 على إنفاق الأسر في بريطانيا؟

كيف تؤثر ميزانية 2025 على إنفاق الأسر في بريطانيا؟
صبا الشريف August 26, 2025

تصاعدت المخاوف من أن المستهلكين في بريطانيا سيكبحون الإنفاق خلال النصف الثاني من هذا العام، وهو ما أدى إلى تراجع قيمة بعض أكبر شركات التجزئة في البلاد، بما في ذلك المجموعات المالكة لمتاجر Primark و B&Q، وسلسلة Wickes لمستلزمات الأعمال المنزلية.

وانخفضت أسعار أسهم هذه الشركات صباح الثلاثاء، بعد أن حذر محللو دويتشه بنك من أن الإنفاق في قطاع التجزئة قد يتأثر بتباطؤ سوق العمل البريطاني وتراجع نمو دخل الأسر.

ضغط التضخم والضرائب يثقل كاهل الأسر البريطانية ويؤثر على أسهم التجزئة الكبرى

كيف تؤثر ميزانية 2025 على إنفاق الأسر في بريطانيا؟

وفي مذكرة بحثية ، كتب المحللون: “الخوف من البطالة قد يقيّد إنفاق الأسر وسط المخاوف من التضخم”، مشيرين إلى القلق الخاص حول شركات Next و Wickes و Kingfisher المالكة لـ B&Q و Screwfix، بالإضافة إلى مجموعة Associated British Foods المالكة لمتاجر Primark.

وأشاروا إلى أن التكاليف الأساسية للأسر من المرجح أن ترتفع، مما يفرض “ضغطًا” على الإنفاق غير الأساسي، مثل الملابس ومستلزمات الأعمال المنزلية. وفي المقابل، يُتوقع أن تستفيد متاجر الأغذية مثل Tesco و M&S، إضافةً إلى المشغل منخفض الأسعار B&M، مع استمرار ارتفاع تكلفة المواد الغذائية.

كما أن التوقعات برفع ريتشيل ريفز الضرائب في ميزانيتها في وقت لاحق من هذا العام قد تضر بثقة المستهلكين. وأضاف دويتشه بنك: “هناك مخاوف من أن القلق الناجم عن الإجراءات الضريبية التي شهدت ميزانية نوفمبر 2024 سيتكرر في ميزانية 2025، مما سيكون له تأثير سلبي على الإنفاق”.

وحذّر محللو البنك من أن “تشققًا بدأ يظهر في سوق العمل البريطاني”، مشيرين إلى الزيادة الأخيرة في معدل البطالة وتراجع أعداد العاملين في جداول الرواتب.

وانخفضت أسهم Kingfisher بنسبة 3.4% لتكون الأكثر تراجعًا في مؤشر FTSE 100، تلتها مجموعة Associated British Foods التي خسرت 2.8%. أما Wickes فانهارت بنسبة 8.6% في مؤشر FTSE 250 الأصغر.

تراجع الدخل المتاح وتصاعد المخاوف الاقتصادية وسط استمرار التضخم

كيف تؤثر ميزانية 2025 على إنفاق الأسر في بريطانيا؟

وفي حين أن الأسر الأفقر كانت تحت ضغط مستمر منذ فترة، بدأت الأسر ذات الدخل المرتفع تظهر أيضًا علامات القلق بشأن المستقبل، وفقًا لـ”مؤشر الخوف” الصادر عن دويتشه بنك، والذي يدمج ستة عوامل تشمل مخاطر البطالة الحالية، والاحتمال الطوعي لتغيير الوظيفة، والقلق بشأن المستقبل المالي، والمخاوف النقدية قصيرة الأجل.

وجاءت هذه التقديرات بالتزامن مع دراسة منفصلة كشفت فيها أداة تتبع الدخل الشهرية لمتجر Asda عن أول تراجع في النقد المتاح للأسر متوسطة الدخل منذ عامين. ففي يوليو، شهد من يبلغ دخلهم السنوي الإجمالي نحو 41,000 باوند انخفاضًا بنسبة 1.6% على أساس سنوي في دخولهم.

وتكبدت الأسر منخفضة الدخل أكبر الخسائر، إذ انخفضت قوتها الشرائية بنسبة 11%، ما نتج عنه عجز أسبوعي بلغ 73 باوند، وفقًا للبحث الذي أجراه المتجر بالتعاون مع مركز Cebr للأبحاث الاقتصادية وإدارة الأعمال.

غير أن الزيادات الكبيرة في الدخل المتاح للأسر الميسورة ساهمت في ارتفاع متوسط الدخل المتاح بنسبة 2.4% في يوليو مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى 255 باوند.

وقال سام ميلي، رئيس التوقعات والبحوث في Cebr : “بينما يُتوقع أن ترتفع الأجور خلال الفترة المتبقية من العام، فإن التضخم المرتفع بشكل مستمر سيواصل الضغط على القوة الشرائية، مما يحد من المزيد من المكاسب في الدخل المتاح”.

مخاوف المستهلكين تتصاعد وسط تباطؤ سوق العمل وتوقعات بانخفاض التضخم العام المقبل

كيف تؤثر ميزانية 2025 على إنفاق الأسر في بريطانيا؟

وأشار بحث دويتشه بنك إلى أن مخاوف المستهلكين تصاعدت منذ نهاية الجائحة، وأن التغييرات الأخيرة كانت مدفوعة أساسًا بعزوف المستهلكين عن تغيير وظائفهم طوعًا. وقال المحللون: “هذا يعكس على الأرجح سلوكًا متحفظًا نتيجة المخاوف المرتبطة بتباطؤ سوق العمل”.

وأضافوا: “مقارنة بالمتوسط التاريخي منذ منتصف 2019، يشعر المستهلكون اليوم بمخاطر أكبر لفقدان وظائفهم، وأكثر تشاؤمًا بشأن أمنهم الوظيفي المستقبلي، رغم أن هذين العاملين لم يشهدا تدهورًا على أساس سنوي”.

وتوقّع البنك أيضًا أن يتراجع التضخم العام المقبل، مع حدوث “تحسن تدريجي”، لكنه أشار إلى أن قطاع الترفيه قد يستفيد أكثر من أي انتعاش في الإنفاق غير الأساسي، بعدما تفوق الإنفاق على الأنشطة الترفيهية مثل العطلات والمهرجانات الموسيقية والرياضة على الإنفاق في قطاع التجزئة بنحو ست نقاط مئوية خلال العام الماضي.

وفي ضوء هذه المعطيات، خفّض دويتشه بنك تصنيفاته لشركتي AB Foods و Wickes من “احتفاظ” إلى “بيع”، وخفّض تصنيف Kingfisher إلى “احتفاظ”، بعدما كان يوصي سابقًا بشراء أسهمها.

رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :
تشير البيانات الأخيرة إلى أن المستهلك البريطاني يعيش مرحلة من القلق غير المسبوق، حيث بدأ الضغط على دخل الأسر يشمل الآن الشرائح الأعلى دخلًا، وليس الفقراء فقط. تراجع الإنفاق على السلع غير الأساسية وارتفاع تكاليف المعيشة، إلى جانب توقعات رفع الضرائب، يضع الأسر أمام تحدٍ حقيقي في إدارة ميزانياتها.

تراجع أسهم شركات كبرى مثل Primark و B&Q و Wickes يعكس شعور المستهلك بعدم الأمان الاقتصادي، بينما تستمر بعض القطاعات مثل الأغذية والخصومات في الاستفادة نسبيًا من الوضع الراهن. مؤشر “الخوف” الصادر عن دويتشه بنك يظهر أن المخاوف الاقتصادية أصبحت مرتبطة أيضًا بالجانب النفسي والاجتماعي للأسر، ما قد يحدد سلوكيات الإنفاق في المستقبل.

منصة العرب في بريطانيا ترى أن على صانعي السياسات العمل على حماية القدرة الشرائية للأسر البريطانية، وضمان أن تعكس سياسات الضرائب والرواتب احتياجات الناس بشكل فعّال.

إلى قرائنا: هل ستؤثر هذه الضغوط على إنفاقكم الشخصي في الأشهر المقبلة؟
شاركونا آرائكم وتجاربكم في التعليقات لنناقش معًا مستقبل الاقتصاد البريطاني من منظور الأسر اليومية.

المصدر : الغارديان


إقرأ أيضًا :

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
9:47 pm, Aug 26, 2025
temperature icon 19°C
overcast clouds
67 %
1007 mb
11 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 6:03 am
Sunset 8:01 pm

آخر فيديوهات القناة

This error message is only visible to WordPress admins

Error 403: The request cannot be completed because you have exceeded your quota..

Domain code: youtube.quota
Reason code: quotaExceeded

Error: No videos found.

Make sure this is a valid channel ID and that the channel has videos available on youtube.com.