العرب في بريطانيا | خريجو علوم الكمبيوتر في بريطانيا لا يستطيعون إي...

1447 ربيع الأول 1 | 25 أغسطس 2025

خريجو علوم الكمبيوتر في بريطانيا لا يستطيعون إيجاد وظائف

sigmund-Fa9b57hffnM-unsplash
شروق طه August 24, 2025

يواجه خريجو علوم الكمبيوتر في بريطانيا أزمة حقيقية في العثور على وظائفهم الأولى، في ظل التوسع الكبير في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي داخل الشركات وما نتج عنه من تقليص فرص العمل المتاحة للمطورين الشباب. 

ورغم حاجة القطاع إلى الكفاءات، فإن اشتراطات التوظيف المرتفعة، إلى جانب اعتماد الشركات على الأتمتة، جعلت الكثير من الخريجين يقفون أمام طريق مسدود.

اشتراطات غير واقعية للوظائف المبتدئة

أكد إيدي هارت، خريج علوم الحاسوب والأمن السيبراني من جامعة نيوكاسل عام 2024، أنه كان يعلم أن الدخول إلى سوق التكنولوجيا لن يكون سهلًا، لكنه توقع أن تكون المهمة أقل صعوبة مما واجهه بالفعل. 

وأوضح أن الوظائف المبتدئة غالبًا ما تتطلب خبرة مهنية لا تقل عن عامين، وهو ما يراه شرطًا غير واقعي ويؤدي إلى إحباط المرشحين الجدد.

ويرى هارت أن الشركات تعتمد بشكل متزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي لأداء المهام البسيطة، وهي المهام التي كانت تمنح المبتدئين فرصة لبناء خبرة عملية. ومع أن الشركات تستفيد من هذه الأدوات، إلا أن هارت يشدد على أن استبدال المطورين بالكامل بالذكاء الاصطناعي أمر غير مستدام.

الذكاء الاصطناعي وتقليص فرص العمل

أظهر تقرير صادر عن “المؤسسة الوطنية للبحث التربوي” في بريطانيا تراجعًا بنسبة 50% في إعلانات الوظائف التقنية بين عامي 2019/2020 و2024/2025، مع تأثر الوظائف المبتدئة بشكل خاص. وأرجع التقرير هذا الانخفاض إلى “الأثر المتوقع للذكاء الاصطناعي”.

وفي المقابل، أظهرت دراسة لمنصة “ستاك أوفرفلو” أن نصف المطورين تقريبًا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل يومي، لكن ثلثهم فقط يثقون في نتائجها. 

ويقول الرئيس التنفيذي للمنصة، براشانث تشاندراسيكار، إن هذه الفترة “صعبة للتخرج”، حيث أصبح كثير من المطورين يفضلون البقاء في وظائفهم الحالية رغم شعورهم بعدم الرضا، خوفًا من المخاطرة.

عمليات توظيف مرهقة وخط إمداد مهدد

ولا يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على تقليص عدد الوظائف، بل يمتد إلى آليات التوظيف ذاتها، حيث باتت الطلبات تمر بمراحل آلية طويلة. 

فقد واجه هارت عملية تقديم تضمنت ثماني مراحل، بدأت بالإجابة عن 20 سؤالًا يشبه الامتحان، في حين طُلب من بعض أصدقائه تسجيل مقاطع فيديو للإجابة عن أسئلة تُراجع لاحقًا بواسطة الذكاء الاصطناعي. ويعلق هارت بأن الأمر يشعره بعدم التقدير، وكأن الرفض لا يتم حتى من قبل إنسان.
 

من جانبه، أمضى كولين، خريج علوم الحاسوب لعام 2024، عامًا كاملًا في عملية توظيف بإحدى الشركات الكبرى دون جدوى. 

ويؤكد أن حتى الشركات الصغيرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية، ما يفرض على المتقدمين صياغتها بطريقة “صديقة للذكاء الاصطناعي”. لكنه لاحظ لاحقًا أن المقابلات تُجرى مع أشخاص لم يطلعوا أصلًا على سيرته الذاتية.

ويحذر خبراء من أن تجاهل توظيف المطورين الشباب سيؤدي إلى فجوة مستقبلية في المناصب العليا. ويقول بول ديكس، المدير التقني والمؤسس المشارك لشركة “إنفلكس داتا”، إن المطورين المبتدئين دائمًا ما يكونون الأكثر تضررًا في أوقات الركود، لكنه ينبه إلى أنه “إذا لم يتم توظيفهم اليوم، فلن نجد مطورين كبارًا في المستقبل لأن خط الإمداد سيتوقف”.

هل هناك جانبٌ إيجابي؟

خريجو علوم الكمبيوتر في بريطانيا لا يستطيعون إيجاد وظائف

وفي المقابل، يرى راجيف راماسوامي، الرئيس التنفيذي لشركة “نوتانيكس” الأمريكية، جانبًا إيجابيًا، موضحًا أن بعض الخريجين الجدد يمتلكون خبرة أكبر في أدوات الذكاء الاصطناعي مقارنة بطرق البرمجة التقليدية، معتبرًا أن سوق المواهب “هو الأفضل منذ سنوات”.

وتشير أبحاث “ستاك أوفرفلو” إلى أن 64% من المطورين يرون الذكاء الاصطناعي تهديدًا لوظائفهم، إلا أن هذه النسبة انخفضت عن العام السابق، بعدما أدركوا أن وجود “العنصر البشري” لا غنى عنه. ويؤكد تشاندراسيكار أن الاضطرابات التكنولوجية السابقة أثارت مخاوف مشابهة، لكنها أدت في النهاية إلى خلق وظائف جديدة مع ظهور تحديات إضافية.

ورغم التفاؤل بزيادة الطلب على المطورين مستقبلًا، إلا أن ذلك قد لا يأتي بالسرعة الكافية لإنقاذ خريجي اليوم. فقد نجح إيدي هارت في الحصول على وظيفة كمهندس أمن في شركة بريطانية للأمن السيبراني عبر عملية توظيف بشرية، بينما قرر كولين الابتعاد عن مجال التكنولوجيا تمامًا ويفكر في مسار مهني مختلف داخل جهاز الشرطة.

المصدر: بي بي سي


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
2:54 pm, Aug 25, 2025
temperature icon 27°C
clear sky
34 %
1014 mb
9 mph
Wind Gust 17 mph
Clouds 1%
Visibility 10 km
Sunrise 6:02 am
Sunset 8:03 pm

آخر فيديوهات القناة