العرب في بريطانيا | تفوقت رغم الإبادة.. طالبة فلسطينية تحصل على منح...

1447 محرم 24 | 20 يوليو 2025

تفوقت رغم الإبادة.. طالبة فلسطينية تحصل على منحة كامبريدج وتُمنع من مغادرة غزة

تفوقت رغم الإبادة.. طالبة فلسطينية تحصل على منحة كامبريدج وتُمنع من مغادرة غزة
ديمة خالد July 19, 2025

رغم حرب الإبادة التي تشهدها غزة، لم تُطفئ نيران القصف طموح الشابة الفلسطينية ملاك هاني (19 عامًا)، التي حققت ثاني أعلى معدل دراسي في الأراضي الفلسطينية. وبفضل تفوقها، حصلت على منحة كاملة من جامعة كامبريدج البريطانية، لكن الطريق إلى الحرم الجامعي لا يزال مغلقًا أمامها بسبب الحصار الشامل على المنطقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتدمير البنية التحتية، تعطلت مكاتب التأشيرات في غزة. وبسبب إغلاق المعابر، لا يستطيع الطلاب السفر إلى الخارج لاستكمال الإجراءات المطلوبة، بينما تصر وزارة الداخلية البريطانية على بيانات بيومترية لا يمكن تقديمها من داخل القطاع المحاصر.

تقول ملاك لـالتليغراف: “أنا عالقة هنا. إذا ضاع مني عام دراسي آخر، سيكون ذلك قاسيًا جدًا. لكنني أخشى أن أفقد حياتي قبل أن أتمكن من السفر”.

عشرات الطلاب يواجهون المصير ذاته

ليست ملاك وحدها. أكثر من 40 طالبًا فلسطينيًا من غزة حصلوا على منح في جامعات بريطانية، بينهم 8 طلاب نالوا منحة “تشيفنينغ” الحكومية. ورغم تميزهم الأكاديمي، ما زالوا محاصرين بسبب إغلاق المعابر وتعقيد إجراءات الهجرة البريطانية.

في مايو الماضي، وجّه هؤلاء الطلاب رسالة مفتوحة إلى وزير الخارجية ديفيد لامي، طالبوا فيها بتدخل حكومي لتسهيل خروجهم الآمن من غزة. لكن الرسالة لم تلقَ أي رد حتى الآن.

تقول الدكتورة نورا بار، الباحثة في جامعة برمنغهام والمتطوعة لدعم الطلبة: “نتحدث عن طلاب موهوبين قادرين على خدمة مجتمعاتهم وجامعاتنا. هذا جيل لا يجب أن يُترك لمصيره”.

جامعات تحت القصف

من بين هؤلاء الطلبة شيماء أبو لبدة، باحثة وكاتبة من غزة، حصلت على قبول في جامعة إدنبرة لدراسة الدكتوراه. لكنها اليوم تعيش في خيمة بمخيم المواصي بعد تدمير منزلها وجامعتها.

تقول شيماء: “كنت أُدرّس في الجامعة الإسلامية قبل أن تُقصف. استهداف الجامعات هو هجوم على التعليم والمعرفة ”.

وتضيف أن قبولها في برنامج الدكتوراه منحها شعورًا بقيمة بحثها في الأدب الفلسطيني، لكنها الآن تواجه واقعًا صعبًا لا يمكن تجاهله.

تقرير أممي صدر في يونيو كشف أن أكثر من 90% من مدارس غزة دمرت أو تضررت جراء العدوان الإسرائيلي، فيما دُمرت آخر جامعة في القطاع بشكل كامل في يناير 2024. وقد وصفت الأمم المتحدة ما يحدث بأنه “مجزرة تعليمية” أو Scholasticide.

من ساحة الحرب إلى قاعات العلم

تفوقت رغم الإبادة.. طالبة فلسطينية تحصل على منحة كامبريدج وتُمنع من مغادرة غزة
منحة (Unsplash)

الدكتور بهزاد الأخراس، طبيب نفسي متخصص في علاج الأطفال، حصل على منحة دكتوراه من جامعة مانشستر، لكنه يقيم منذ عامين في خيمة مع عائلته.
عاد بهزاد إلى غزة بعد دراسة الماجستير في بريطانيا، وكرّس جهده لعلاج الأطفال المصابين بصدمات الحرب.

يقول: “أقدم الدعم النفسي لأطفال فقدوا ذويهم ودُمرت منازلهم. قدمت على الدراسة وأنا أخاطر بحياتي فقط للوصول إلى الإنترنت”.
فقد بهزاد أقارب وأصدقاء وزملاء، لكنه يرى في منحة الدكتوراه فرصة لخدمة مجتمعه.

وأكد نواب وأكاديميون بريطانيون أن بهزاد يمتلك خبرة نادرة في بيئة الصراع، ويجب دعمه ليكمل دراسته.

وقالت الدكتورة روبينا جاساني من جامعة مانشستر: “وجوده في الجامعة سيساهم في تطوير فهمنا للصحة النفسية في مناطق النزاع”.

“سنسافر لنعود ونعيد بناء غزة”

الطلاب الثلاثة يؤمنون بأن مغادرتهم لا تعني الهروب، بل بداية طريق العودة إلى الإعمار.

يقول بهزاد: “نريد أن نتعلم ونعود لنُعيد بناء ما دُمّر. المجتمعات لا تنهض إلا بالعلم”.

موقف بريطاني غامض

وزارة الخارجية البريطانية رفضت التعليق على الحالات الفردية، واكتفت بالقول: “نحن على علم بالطلبة وندرس تقديم الدعم. لكن الوضع على الأرض في غزة شديد التعقيد”.

ومع اقتراب سبتمبر، يزداد الخطر بأن تضيع هذه الفرص التعليمية وسط الركام، لتُضاف إلى قائمة طويلة من الحقوق المهدورة في غزة.

المصدر: التلغراف


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
6:03 pm, Jul 20, 2025
temperature icon 22°C
scattered clouds
60 %
999 mb
11 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 40%
Visibility 10 km
Sunrise 5:07 am
Sunset 9:06 pm