أين نجد أعلى وأدنى الرواتب في مدن بريطانيا لعام 2025؟

ما يُشكّل أجرًا لائقًا يتجاوز مجرد الرقم الظاهر على قسيمة الراتب ، فالمعيار الحقيقي يكمن في نمط الحياة الذي يتيحه ذلك الدخل.
تكاليف المعيشة تحسم المعادلة: لندن الأسوأ في الموازنة بين الدخل والمصروفات وميدلسبره تتصدر
فعلى سبيل المثال، يحقق سكان لندن أعلى متوسط دخل في بريطانيا، غير أن تكلفة المعيشة الباهظة في العاصمة تعني أن كثيرين لا يبقى لديهم ما يُذكر في نهاية الشهر.
ووفقًا لبحث جديد، تُعدّ لندن من الناحية التقنية المدينة ذات الأجور الأسوأ في البلاد، بعدما تفوّقت عليها 33 مدينة أخرى عند مقارنة الرواتب بالمصروفات.
فرغم أن سكان ميدلسبره يتقاضون سنويًا أقل من نظرائهم في العاصمة بنحو 21,514 باوند، إلا أن السكان في تيسايد — والمعروفون بلقب “السموجيز” — يتمتعون بوضع مالي أفضل، ما منح المدينة لقب “الأكثر قدرة على تحمّل التكاليف”.
تقييم جديد يكشف المدن الأفضل والأسوأ في موازنة الدخل مع تكاليف المعيشة في بريطانيا
واستنادًا إلى بيانات حكومية وقطاعية، قامت شركة takepayments بتحليل 15 عاملًا — من الإيجار وفواتير الخدمات إلى سعر نصف لتر البيرة — ومقارنتها بمستويات الأجور في كبرى المدن البريطانية، حيث حصلت كل مدينة على تقييم من 10.
وتصدّرت ميدلسبره المؤشر بدرجة 6.51، وذلك بفضل متوسط سعر منزل يبلغ 139,855 باوند، ومتوسط إيجار شهري يصل إلى 609 باوند، مما يعوّض عن متوسط راتب منخفض نسبيًا يبلغ 36,649 باوند.
وجاءت سندرلاند في المرتبة الثانية بتقييم 6.3، تليها نيوكاسل بـ 6.11، وهما مدينتان في شمال شرق البلاد تشتهران بانخفاض تكاليف المعيشة.
في المقابل، حصلت لندن على تقييم 3.91 فقط. فرغم أن متوسط الأجور فيها يصل إلى 58,163 باوند، إلا أن ذلك يقابله أعلى متوسط لأسعار العقارات في البلاد (516,710 باوند)، وأعلى إيجار شهري (1,933 باوند)، إلى جانب أقساط تأمين سنوية للسيارات تبلغ 1,190 باوند.
تلتها برايتون و بريستول بتقييمات بلغت 3.5 و 4.15 على التوالي. ورغم إدراج مانشستر، إدنبرة، وليدز ضمن القائمة، فإن 6 من أصل 10 مدن هي الأقل من حيث القدرة على تحمّل التكاليف تقع في جنوب بريطانيا، ما يعمّق الفجوة في تكاليف المعيشة بين الشمال والجنوب.
دراسة جديدة تكشف تفاوتات حادة في القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة بين مدن بريطانيا
وتُشير جودي ويلكنسون، رئيسة الشراكات الإستراتيجية في takepayments، إلى أن “العديد من المدن التي تُصنّف على أنها أكثر قدرة على تحمّل التكاليف، تُسجّل أيضًا أدنى مستويات في الدخل المتاح والرواتب. ووفقًا لبيانات سوق العمل الإقليمية الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية في الربع الأخير من عام 2024، يبلغ معدل التوظيف في شمال شرق بريطانيا 70.3%، وهو أقل من المتوسط الوطني البالغ 75%، بينما تسجل أيرلندا الشمالية 72.1%”.
وتضيف: “من المتوقع أن تتركز فرص خلق الوظائف مستقبلًا في لندن وجنوب بريطانيا، بينما ستشهد باقي المناطق — بما في ذلك شمال شرق البلاد — نموًا أبطأ من المتوسط الوطني. ويُسلّط ذلك الضوء على المفاضلة الدائمة بين كلفة المعيشة وتوفّر فرص العمل، سواء للباحثين عن وظائف أو لرجال الأعمال”.
كشف جديد: متوسط الدخل السنوي في كبرى مدن بريطانيا يتفاوت بين 28,810 و 58,163 باوند
إليكم الكشف :
المدن العشر الأعلى دخلًا:
- لندن (58,163 باوند)
- إدنبرة (47,892 باوند)
- ساوثيند أون سي (46,971 باوند)
- أبردين (46,073 باوند)
- وورينغتون (46,065 باوند)
- برايتون (46,059 باوند)
- بريستول (43,164 باوند)
- نيوكاسل (41,944 باوند)
- ليدز (41,294 باوند)
- غلاسكو (41,240 باوند)
المدن العشر الأدنى دخلًا:
- ديري (28,810 باوند)
- بليموث (33,566 باوند)
- بلفاست (34,046 باوند)
- ليستر (34,246 باوند)
- نوتنغهام (35,313 باوند)
- سندرلاند (36,404 باوند)
- ميدلسبره (36,649 باوند)
- نورويتش (37,500 باوند)
- ليسبورن (37,789 باوند)
- سوانزي (37,997 باوند)
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :
تشير الأرقام والبيانات إلى أن مقياس الدخل وحده لا يعكس بالضرورة جودة الحياة أو القدرة على تحمل التكاليف في المدن البريطانية. فمدينة لندن، رغم تصدرها لقائمة أعلى متوسط دخل، تواجه تحديات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، مما يجعل الأجور المرتفعة غير كافية لتلبية احتياجات السكان اليومية.
في المقابل، تظهر مدن مثل ميدلسبره و تيسايد قدرة أكبر على تحقيق توازن أفضل بين الدخل والنفقات، رغم انخفاض الرواتب مقارنة بالعاصمة. هذا التفاوت يعكس حقيقة الفجوة الاقتصادية الكبيرة بين الشمال والجنوب، والتي تتجلى ليس فقط في تكاليف المعيشة، بل وأيضًا في فرص العمل المتاحة.
من المهم أن يعي صانعو القرار أن التركيز فقط على خلق الوظائف في لندن والجنوب قد يُفاقم من هذه الفجوة، ويزيد من التحديات التي تواجهها المناطق الشمالية الأقل قدرة على تحمّل التكاليف. دعم تنمية الفرص الاقتصادية في الشمال، إلى جانب سياسات فعالة للحد من ارتفاع تكاليف المعيشة، سيكونان أساسيين لتحقيق توازن اقتصادي واجتماعي أكثر عدالة.
في النهاية، لا يمكن اعتبار الرقم الموجود في قسيمة الراتب مؤشراً كاملاً على الاستقرار المالي أو جودة الحياة، بل يجب النظر إليه ضمن سياق أوسع يشمل التكاليف الحياتية وفرص العمل.
المصدر : Metro
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇