ضغوط صهيونية لإفشال مشروع توأمة بين بلدية برنت ونابلس الفلسطينية

في مشهد يعكس تصاعد تأثير اللوبيات الصهيونية على القرار المحلي في بريطانيا، يواجه مجلس برنت في لندن ضغوطًا متزايدة للتراجع عن قراره الأخير بالتوأمة مع مدينة نابلس الفلسطينية.
فقد أُطلقت عريضة جمعت أكثر من 1500 توقيع تطالب بوقف القرار فورًا، في ظل تحذيرات من أنها “خطوة طائفية” و”مستفزة”، أما المدافعون عنها فيرون أنها مبادرة إنسانية وثقافية تسعى لتعزيز قيم التضامن والتفاهم الدولي.
وكان المجلس قد وافق في مايو الماضي على المضي قدمًا في مشروع التوأمة مع نابلس، بدعم من النائب احتشام أفضال، رئيس مجموعة حزب العمال في المجلس، الذي وصف المبادرة بأنها تعكس “قيم التضامن والتفاهم الثقافي المشترك”.
عريضة معارضة وتحذيرات من “آثار مجتمعية مقلقة”
في المقابل، أُطلقت عريضة إلكترونية تطالب بوقف القرار فورًا، وقد حققت هذه العريضة حتى الآن أكثر من 1500 توقيع. وأشارت العريضة إلى مخاوف من أن القرار “يبدو طائفيًّا بطبيعته”، متذرعة بأبعاد تتعلق بالمساواة والتنوع ومخاوف من الاستقطاب المجتمعي في ظل التوترات الجيوسياسية، لا سيما الحرب في غزة.
إيان كولير، مُقدم العريضة، اعتبر أن الاقتراح لم يُراعِ حساسية القرار على مجتمعات محلية تضم مسلمين ويهودًا ومسيحيين وأناسًا يتبعون الديانة السيخية والهندوسية، محذرًا من أن “السياحة إلى نابلس غير ممكنة عمليًّا”، وأنها “لن تكون موضع ترحيب من فئات متعددة”، مستندًا إلى توصية وزارة الخارجية البريطانية بتجنب السفر إلى المدينة إلا للضرورة القصوى.
مجلس برنت يرد: “معلومات مضللة وتحريض مرفوض”
رفض النائب احتشام أفضال مضمون العريضة، مؤكدًا أنها تستند إلى “معلومات خاطئة وتخويف ممنهج”. واتهم العريضة باستخدام “لغة تحريضية” تُقوّض مبدأ المشاركة الديمقراطية، مشيرًا إلى أن أسماء بعض أعضاء المجلس المسلمين أُدرجت دون علمهم أو موافقتهم.
كما فنّد أفضال الادعاءات التي ربطت نابلس بحركة حماس، موضحًا أن المدينة، الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، تُديرها السلطة الفلسطينية، وتحديدًا حركة فتح.
وأوضح أن التوأمة ليست مشروعًا سياسيًّا، بل “مبادرة إنسانية وثقافية تسعى إلى تعزيز التفاهم والتبادل المدني”، ولا علاقة لها بأي انحياز حزبي أو أيديولوجي.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)
ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن قرار التوأمة بين برنت ونابلس يتجاوز كونه خطوة رمزية، ليعكس تحوّلًا مهمًّا في موقف بعض المجالس المحلية البريطانية تجاه التضامن مع القضية الفلسطينية من منطلق إنساني وثقافي.
ورغم أهمية مراعاة التوازن المجتمعي والحساسية الدينية والثقافية، فإن توجيه الاتهام بالطائفية لأي مبادرة تتعلق بفلسطين أصبح للأسف سلاحًا شائعًا لإسكات الأصوات المؤيدة للعدالة وحقوق الإنسان.
وترى المنصة أن ربط نابلس بحماس ما هو إلا تشويه للحقائق، يعكس غياب الفهم السياسي أو سوء النية. كما تدعو (AUK) المجالس المحلية إلى مواصلة تبني مواقف مسؤولة تُجسد مبادئ التعايش والدعم الأخلاقي للضحايا، دون الخضوع للضغوط الإعلامية أو التحريض السياسي.
المصدر: إكسبرس
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇