ارتفاع غير متوقع في طلبات تأشيرات الدراسة في بريطانيا رغم قيود العمل بعد التخرج

كشفت بيانات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية البريطانية عن ارتفاع ملحوظ في عدد طلبات تأشيرات الدراسة المقدّمة إلى بريطانيا خلال عام 2025، وذلك رغم القيود الجديدة التي فرضتها الحكومة على تأشيرات الطلاب الدوليين وحقوق العمل بعد التخرج.
وبحسب الإحصاءات، بلغ عدد المتقدمين للحصول على تأشيرات دراسة ممولة (برعاية جامعية) نحو 18,500 شخص في شهر مايو 2025 وحده، بزيادة تُقدّر بـ 19% مقارنة بنفس الشهر من عام 2024. وبلغ إجمالي الطلبات خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 76,400 طلب، ما يمثل زيادة بنسبة 29% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
قيود حكومية جديدة لم تثنِ الطلاب الدوليين

تأتي هذه الزيادة في أعداد المتقدمين على الرغم من إجراءات تشديد أعلنت عنها الحكومة البريطانية في مايو 2025، والتي شملت:
- تقليص مدة تأشيرة الخريجين من سنتين إلى 18 شهرًا.
- رفع متطلبات الحد الأدنى للتمويل المالي اللازم للحصول على التأشيرة.
ومع ذلك، تُظهر الأرقام الأولية أن هذه السياسات لم تُحدث تأثيرًا فوريًا في تراجع الطلب على الدراسة في بريطانيا.
تراجع في تأشيرات المرافقين
في المقابل، انخفض عدد طلبات تأشيرات المرافقين (dependants)، حيث سُجّل 1,100 طلب فقط في عام 2025، مقارنة بـ 1,400 طلب في عام 2024، ما يعكس تأثر هذا الجانب بشكل مباشر بالقيود الأخيرة.
خبراء التعليم: بريطانيا خيار مستقر مقارنة بالدول الأخرى
علّقت روث أرنولد، مديرة الشؤون الخارجية في مؤسسة Study Group، على هذه الأرقام قائلة: “الزيادة في عدد الطلبات تشير إلى أن سياسات الحكومة لم تردع الطلاب الدوليين عن التقديم. الطلاب يرون في بريطانيا خيارًا أكثر استقرارًا مقارنة بدول أخرى فرضت قيودًا أكثر صرامة، مثل أستراليا وكندا والولايات المتحدة.”
دوافع شخصية وجغرافية للالتحاق بالجامعات البريطانية
وفي استطلاع أجرته صحيفة The Boar، عبّر أحد الطلاب العراقيين المقبولين في جامعة ليدز عن أسباب اختياره الدراسة في بريطانيا، قائلاً:
“أنا أقدمت على التقديم إلى المملكة المتحدة لأنني قُبلت في جامعة مرموقة ضمن مجموعة راسل. لو لم يكن هذا هو الحال، لبقيت في العراق.”
وتابع موضحًا:
“نعم، الولايات المتحدة وأستراليا تتحدثان الإنجليزية أيضًا، لكن لا أرغب بأن أكون بعيدًا جدًا عن الوطن.”
جامعات بريطانيا تحت ضغط مالي رغم ارتفاع الطلب
في سياق متصل، أشارت لويز تويدي، الشريكة والمتخصصة في التعليم العالي بشركة RSM UK، إلى أن الجامعات البريطانية لا تزال تعاني من ضغوط مالية كبيرة، رغم ازدياد الطلب على التأشيرات.
وقالت:
“العديد من الجامعات أعلنت في مايو عن تقليص برامجها الدراسية وأقسامها بسبب العجز المالي. ومع ارتفاع تكاليف التشغيل والتوظيف، والضبابية الاقتصادية، والانخفاض العام في أعداد الطلاب الدوليين، فإن الأوضاع المالية للقطاع ستظل صعبة ما لم تتدخل الحكومة بشكل مباشر.”
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)
وفي تعليقها على هذه المستجدات، تؤكد منصة العرب في بريطانيا (AUK)، أن الارتفاع في أعداد المتقدمين لتأشيرات الدراسة رغم القيود يبرز المكانة الأكاديمية المرموقة التي تحظى بها الجامعات البريطانية لدى الطلاب الدوليين، خاصة في العالم العربي.
وترى المنصة أن التحولات في السياسات الدولية، وتراجع الثقة في أنظمة الهجرة لبعض الدول الناطقة بالإنجليزية، دفعت بالكثير من الطلاب العرب إلى اختيار بريطانيا كوجهة تعليمية مفضّلة، رغم التحديات المالية والإدارية.
المصدر: theboar
إقرأ أيضًا:
- كم تبلغ كلفة الدراسة الجامعية في إنجلترا في 2025؟ وسط تحذيرات من تضاعفها
- دراسة مثيرة: هل يهدد الذكاء الاصطناعي ChatGPT قدراتنا العقلية؟
- دراسة: أكثر من 50% من وحدات الولادة في إنجلترا تُعاني من خلل يهدد حياة الأمهات والمواليد
الرابط المختصر هنا ⬇