العرب في بريطانيا | دراسة مثيرة: هل يهدد الذكاء الاصطناعي ChatGPT ق...

1447 محرم 14 | 10 يوليو 2025

دراسة مثيرة: هل يهدد الذكاء الاصطناعي ChatGPT قدراتنا العقلية؟

هل الذكاء الاصطناعي يهدد سلامة الأطفال؟ حملة بريطانية تحذر من خطة ميتا الجديدة

في دراسة جديدة أجراها باحثون في مختبر MIT Media Lab، طُرحت تساؤلات مقلقة حول التأثيرات المعرفية العميقة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتحديدًا ChatGPT، على النشاط الذهني البشري. النتائج الأولية التي خلُصت إليها الدراسة تشير إلى أن الاستخدام المكثّف لمثل هذه النماذج قد يُضعف التفكير النقدي ويُقوّض قدرات الذاكرة والتحليل، خصوصًا لدى الشباب.

منهجية صارمة.. ونتائج مزعجة

دراسة: إجابات ChatGPT تتمكن من خداع الجامعات في بريطانيا!
ChatGPT (Unsplash)

شارك في الدراسة 54 شابًا تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا من منطقة بوسطن، وقُسّموا إلى ثلاث مجموعات: الأولى استخدمت ChatGPT، والثانية اعتمدت على محرك البحث Google، والثالثة لم تستخدم أي أدوات رقمية. طُلب من المشاركين كتابة سلسلة من المقالات الشبيهة بتلك التي تتضمّنها اختبارات SAT، بينما جرى تتبع النشاط الدماغي عبر 32 منطقة باستخدام جهاز EEG عالي الدقة.

المفاجأة أن مجموعة ChatGPT سجّلت أقل نسبة نشاط دماغي، وأظهرت أداءً أضعف على المستويات اللغوية والسلوكية والعصبية. ومع تقدم الوقت، لاحظ الباحثون أن المشاركين أصبحوا أكثر تواكلًا، وراحوا يطلبون من ChatGPT إنجاز المقالات بالكامل، مكتفين لاحقًا بتحرير جملة أو تعديل فقرة.

ركّزت المقالات التي صاغها مستخدمو ChatGPT على أفكار متشابهة وتعبيرات نمطية، ما دفع اثنين من معلمي اللغة الإنجليزية المشاركين في تقييم النتائج إلى وصفها بأنها “مقالات بلا روح”. وبينما أظهرت قراءات EEG انخفاضًا في موجات الدماغ المرتبطة بالإبداع والتركيز، تزايدت حالات الاعتماد الكامل على الأداة الرقمية، وصولًا إلى لحظة التخلي عن أي جهد ذهني حقيقي.

على النقيض، أظهرت المجموعة التي كتبت دون أي مساعدة إلكترونية نشاطًا مرتفعًا في موجات ألفا وثيتا ودلتا، المرتبطة بالإبداع واسترجاع المعلومات ومعالجة المعاني. المشاركون في هذه المجموعة عبّروا عن ارتباط عاطفي ومعرفي بما كتبوه، وشعروا بقدر أكبر من الرضا والملكية الفكرية لنصوصهم.

أما المجموعة التي استخدمت محرك Google، فسجّلت بدورها نشاطًا دماغيًا عاليًا، وأظهرت رضا عام عن الإنتاج، ما يثير تساؤلات حول الفارق النوعي بين البحث النشط وتلقّي المحتوى الجاهز عبر الذكاء الاصطناعي.

ذاكرة ضعيفة… وتعلّم غير متجذّر

غوغل تطلق برنامج Bard المنافس لتشات جي بي تي ChatGPT

في مرحلة لاحقة من الدراسة، طُلب من المشاركين إعادة كتابة إحدى مقالاتهم السابقة، ولكن هذه المرة بدون أي أدوات مساعدة. المفارقة أن مستخدمي ChatGPT بالكاد تذكروا مضمون ما كتبوه سابقًا، وسجّلوا نشاطًا منخفضًا في موجات الدماغ المرتبطة بالذاكرة طويلة المدى، ما اعتُبر مؤشرًا على فشل المادة المُنتَجة في الترسّخ ضمن البنية المعرفية للمستخدمين. الباحثة الرئيسية في الدراسة، ناتاليا كوزمينا، علّقت قائلة:
“نعم، المهمة أُنجزت بكفاءة، لكن من دون أي فائدة تعليمية حقيقية أو دمج للمعلومة داخل أنظمة الذاكرة البشرية.”

في المقابل، المجموعة التي استخدمت ChatGPT لاحقًا بعد الكتابة الذاتية أظهرت نتائج إيجابية، ما يشير إلى أن الاستخدام المتأخر والمنضبط لأدوات الذكاء قد يعزّز من فاعلية التعلم بدل أن يضعفها.

رغم أن الدراسة لم تُراجع بعد من قبل جهات أكاديمية، قررت كوزمينا نشر نتائجها دون انتظار عملية التقييم العلمي، محذرة من التسرّع في إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي في أنظمة التعليم. تقول: “أخشى أن يُتخذ قريبًا قرار سياسي بإنشاء ’روضات GPT‘، وهذا سيكون كارثيًا على تطوّر العقول في مراحلها المبكرة.”

وأكدت أن الأدمغة النامية – لا سيما عند الأطفال والمراهقين – هي الأكثر هشاشة أمام تأثيرات الأدوات التي تُملي المحتوى دون تفعيل آليات التفكير والنقد.

الطبيب النفسي د. زيشان خان، المختص في علاج الأطفال والمراهقين، علّق بدوره:
“نرى في العيادة أعدادًا متزايدة من الطلاب الذين يعتمدون كليًا على الذكاء الاصطناعي في إنجاز واجباتهم. من الناحية النفسية والعصبية، هذا الاعتماد يُضعف المرونة المعرفية، ويؤثر على قدرة الطفل على الاستيعاب، واسترجاع المعلومات، وبناء الاستقلال الذهني.”

مفارقة لافتة… حتى ملخصات الدراسة “هلوسة”

تحذير من استغلال المجرمين لروبوت ChatGPT في موجة احتيال جديدة

الطريف أن كثيرًا من المستخدمين قاموا بتغذية الدراسة نفسها إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لتلخيصها، ما دفع كوزمينا إلى تضمين “أفخاخ” داخل النص – مثل جملة تقول “اقرأ الجدول فقط” – لمعرفة كيف ستتصرف النماذج. النتيجة؟ العديد من الملخصات فشلت في التقاط المعنى الكامل، وبعضها اخترع تفاصيل لم تُذكر أصلًا، مثل الزعم بأن الدراسة استخدمت نموذج GPT-4o، وهو ما لم يُحدد في الورقة.

كشفت كوزمينا أن فريقها يعمل حاليًا على دراسة جديدة لقياس النشاط الدماغي أثناء كتابة الشيفرات البرمجية باستخدام أو بدون أدوات ذكاء اصطناعي. النتائج الأولية – بحسب قولها – “أسوأ من تلك التي ظهرت في مقالات SAT”، ما يفتح نقاشًا عميقًا حول مستقبل الوظائف التقنية، وكيف أن “تحقيق الكفاءة قد يأتي على حساب الإبداع والحل النقدي للمشكلات”.

بينما تروّج بعض الشركات لاستخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاجية وخفض التكاليف، تشير هذه الدراسة إلى تكلفة أعمق وأخطر: إضعاف الدماغ البشري ذاته.
نحن لسنا أمام مجرد أداة تكنولوجية، بل أمام تحوّل معرفي قد يُعيد تشكيل منظومات التعليم، والوظائف، واللغة، والذاكرة. وفي هذا السياق، يصبح النقاش حول دور الذكاء الاصطناعي ليس سؤالًا عن المستقبل فقط، بل سؤالًا وجوديًا عن كيف نُريد أن نفكّر… ومن سيفكّر عنا؟

المصدر تايم 


إقرأ أيّضا

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
2:35 am, Jul 10, 2025
temperature icon 19°C
overcast clouds
69 %
1022 mb
7 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 4:55 am
Sunset 9:16 pm