منع سياح بريطانيين من دخول دول أوروبية بسبب خطأ في جوازات السفر

مع اقتراب موسم العطلات الصيفية، الذي يشهد سنويًا ازدحامًا كبيرًا في حركة السفر، بدأ عدد من السائحين البريطانيين يُبلغون عن مشكلات تتعلق بجوازات سفرهم، أدت إلى منعهم من دخول دول أوروبية في منطقة شنغن.
وتعود هذه المشكلات، بحسب تقارير إعلامية، إلى ما وُصف بأنه “سوء فهم جوهري” لقواعد صلاحية جوازات السفر المعتمدة بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
ضوابط جديدة بعد “بريكست”
أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى تغييرات شاملة في منظومة جوازات السفر، شملت من بينها تغيير لون الجواز من الأحمر الأوروبي إلى الأزرق البريطاني التقليدي. لكن الأهم من ذلك كان تغيّر المتطلبات الزمنية لصلاحية الجوازات عند السفر إلى دول منطقة شنغن، التي تضم 27 دولة أوروبية.
فبموجب القواعد الحالية، يجب ألا يتجاوز عمر جواز السفر عشر سنوات من تاريخ الإصدار عند دخول أي دولة من دول شنغن، كما يجب أن يكون ساريًا لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر بعد تاريخ مغادرة الدولة المقصودة.
مسافرة تُمنع من السفر رغم استيفاء الشروط
ورغم وضوح هذه القواعد نظريًا، إلا أن تطبيقها العملي من قبل شركات الطيران ومكاتب الحدود يبدو متباينًا، كما يتضح من حالة مسافرة بريطانية كانت متجهة إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.
فبعد وصولها إلى مطار غاتويك في 23 آذار/ مارس، وُجهت عبر النظام الآلي إلى شباك الخدمة، حيث أبلغها الموظف بأن جواز سفرها غير صالح لأنه صدر قبل أكثر من تسع سنوات وتسعة أشهر، رغم أن تاريخ الإصدار هو 13 تموز/ يوليو 2015، وتاريخ الانتهاء في آب/ أغسطس 2025، ما يعني أن جوازها يفي بكلا الشرطين الأوروبيين.
وقالت المسافرة، التي كانت متجهة لحضور مهرجان دولي للأفلام الوثائقية، إنها حاولت توضيح الأمر للموظفين، لكن ردهم جاء حاسمًا: “قالوا لي ببساطة إن آخرين اشتكوا من نفس الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي، وإنه لا توجد أي طريقة يمكنني من خلالها دخول الدنمارك”.
موقف السلطات الدنماركية وشركة الطيران
من جهتها، أوضحت شرطة كوبنهاغن، المسؤولة عن مراقبة الحدود في المطار، أن أي جواز سفر يتجاوز عمره تسع سنوات وتسعة أشهر يُعتبر غير صالح، مشيرة إلى أن دول شنغن لا تعترف بأي تمديد لصلاحية الجواز يتجاوز المدة الرسمية البالغة عشر سنوات من تاريخ الإصدار.
وفي السياق ذاته، أكدت شركة “نرويجيان إير” أنها تلتزم بتعليمات سلطات الحدود المحلية، لكنها أعربت عن أسفها للمشكلات التي يواجهها الركاب، مؤكدة أن عدم وضوح القواعد تسبب في إرباك كبير لدى شركات الطيران والمسافرين على حد سواء.
وأضافت الشركة أنها تطالب السلطات الأوروبية بإصدار إرشادات موحدة وواضحة لجميع شركات الطيران، لتجنب هذه المشكلات ولمنع تحميلها المسؤولية القانونية أو فرض الغرامات عليها لاحقًا.
ستة ركاب يُمنع سفرهم يوميًا بسبب الجوازات
وكشفت مصادر من داخل مطار غاتويك أن شركة “نرويجيان إير” تمنع ما يقرب من ستة ركاب يوميًا من السفر بسبب السبب ذاته، في إشارة إلى أن هذه المشكلة باتت متكررة وتؤثر على أعداد كبيرة من المسافرين.
كما أفادت تقارير إعلامية، من بينها صحيفة “الإندبندنت”، بأن مواطنًا بريطانيًا آخر رُفض دخوله إلى النرويج في شباط/ فبراير الماضي لنفس السبب.
خسائر مادية ومعنوية للمسافرين
أما بالنسبة للمسافرة التي مُنعت من السفر إلى كوبنهاغن، فقد ترتبت على الحادثة خسائر مادية كبيرة، إذ اضطرت إلى تجديد جواز سفرها بشكل طارئ، وشراء تذكرة سفر جديدة، فضلًا عن فقدانها يومين كاملين من فعاليات المهرجان السينمائي، الذي كانت تستعد خلاله لعرض أعمالها. وقدّرت خسائرها الإجمالية بحوالي 700 باوند.
وفي هذا السياق، قدمت المسافرة شكوى رسمية ضد شركة الطيران، مشيرة إلى أن ما تعرضت له من رفض غير مبرر حرمها من فرصة مهمة للمشاركة في حدث ثقافي دولي.
المصدر: Birminghammail
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇