إسرائيل تمنع نائبا بريطانيا من دخول مسجد الأقصى لكونه مسلما

منعت السلطات الإسرائيلية النائب البريطاني المستقل شوكات آدم، ممثل دائرة ليستر ساوث، من دخول المسجد الأقصى عبر بوابة خاضعة لسيطرتها، بعدما علمت أنه مسلم.
وكان آدم قد وصل إلى فلسطين في 13 أبريل الجاري برفقة النائب أندرو جورج عن حزب الديمقراطيين الأحرار، ضمن وفد برلماني زار عدة مدن فلسطينية منها الخليل، بيت لحم، طولكرم والقدس الشرقية، وهي مناطق تُصنّف دوليًا كمناطق فلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي.
منع الدخول من البوابة الغربية بسبب الديانة
في صباح يوم الأربعاء، حاول الوفد دخول المسجد الأقصى عبر البوابة الغربية، الخاضعة لسيطرة الاحتلال، حيث سُمح لغير المسلمين بالمرور، بينما احتجزت آدم. وقال النائب في مؤتمر صحفي: “سألني الضابط عن ديني، فأجبته أني مسلم. قال لي: إذن لا يُسمح لك بالدخول”.
تجدر الإشارة إلى أن البوابة الغربية كانت متصلة سابقًا بحي المغاربة، الذي هدمته إسرائيل عام 1967 لبناء ساحة حائط البراق – أحد أقدس المواقع اليهودية – حيث يُمنع المسلمون من الدخول عبر هذه البوابة.
دخول من بوابة أخرى ومشاهدات صادمة داخل المسجد
تمكّن آدم لاحقًا من الدخول إلى المسجد من خلال بوابة تُديرها الأوقاف الأردنية.
وقال إنه زار المسجد أربع مرات خلال الزيارة، وفي معظم المرات كان عدد المستوطنين يفوق عدد المصلين الفلسطينيين.
وأضاف: “رأينا رقصًا وغناءً، وأخبرونا أن هذه الأغاني للاحتفال ببناء الهيكل”.
كما أكد أن عددًا كبيرًا من المستوطنين كانوا مسلحين ويرافقهم جنود إسرائيليون، واصفًا الأجواء بـ”المخيفة”.
استهداف المسيحيين أيضًا
ولم تقتصر ملاحظات آدم على المسلمين فقط، بل عبّر عن صدمته من حجم العداء تجاه المسيحيين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه شاهد مستوطنين يبصقون على مسيحيين محليين.
اعتداءات المستوطنين في مسافر يطا
خلال زيارة الوفد إلى منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، شهدوا اعتداءات من مستوطنين مسلحين على المزارعين البدو، الذين مُنعوا من دخول أراضيهم.
وتراجعت القوات الإسرائيلية والمستوطنون بعد اكتشافهم وجود نواب بريطانيين ضمن المجموعة.
“مستعمرون” وليسوا فقط “مستوطنين”

وصف آدم المستوطنين بأنهم “مستعمرون”، وليس فقط مستوطنين، لما شهده من عدوانية وتواطؤ واضح بينهم وبين القوات الإسرائيلية.
وقال: “شاهدنا التعاون بين المستعمرين والشرطة المسلحة، الأمر كان صادمًا”.
كما زار الوفد مواطنًا فلسطينيًا في الخليل تحدّث عن تعرضه للتعذيب والاعتداء الجنسي خلال اعتقاله، بينما يحيط منزله مستوطنون استولوا على منازل مجاورة.
وفي موقف مباشر، جاء مستوطنان إلى منزله وقالا: “من الأفضل أن تعطينا هذا البيت… الله وهبه لنا”.
رؤية سياسية بديلة عن حل الدولتين
النائب أندرو جورج تحدث عن أمله في التعايش السلمي، لكنه نقل وجهات نظر كثيرة من النشطاء الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يعتبرون حل الدولتين غير واقعي.
واقترح جورج ما سماه بـ”حل من مرحلتين” يبدأ بـتفكيك نظام التمييز والفصل، ثم إقامة نظام ديمقراطي شامل بحقوق تصويت للجميع.
عملية “الجدار الحديدي” ونتائجها الإنسانية

زار الوفد كذلك محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية، حيث التقى بعائلات فلسطينية هجّرتها عملية “الجدار الحديدي” التي أطلقتها إسرائيل في يناير الماضي.
ووفقًا للأمم المتحدة، تسببت العملية في نزوح ما لا يقل عن 40,000 فلسطيني من منازلهم، ضمن سياسة توسيع السيطرة الإسرائيلية على معاقل المقاومة.
لقاءات في رام الله ومواقف متزايدة ضد الزيارات السياسية
اختتم الوفد زيارته بلقاءات في رام الله مع شخصيات سياسية وحقوقية، أبرزهم الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية.
وتأتي هذه الزيارة في سياق قيود إسرائيلية متزايدة على زيارات السياسيين البريطانيين، حيث منعت مؤخرًا دخول نائبتين من حزب العمال بتهمة “نشر خطاب كراهية”.
وصرّح آدم أنه يعتقد أن وزارة الخارجية البريطانية تواصلت مسبقًا مع السلطات الإسرائيلية لتسهيل دخول الوفد.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇