العرب في بريطانيا | بريطانيا تتعهد بـ 20 مليون باوند لتعزيز هذه الخ...

1446 شوال 25 | 24 أبريل 2025

بريطانيا تتعهد بـ 20 مليون باوند لتعزيز هذه الخدمات

بريطانيا تتعهد بـ 20 مليون باوند لتعزيز هذه الخدمات
رجاء شعباني April 2, 2025

في خطوة تؤكد التزام الحكومة البريطانية بتوسيع نطاق الخدمات العامة الحيوية، تعهّدت لندن بتخصيص 20 مليون باوند إضافية لتعزيز عدد من القطاعات المرتبطة مباشرة بالحياة اليومية للمواطنين، في ظل ضغوط متزايدة لإصلاح منظومة الخدمات الأساسية ومعالجة الفجوات الهيكلية المتراكمة.

وجاء هذا الالتزام في سياق خطة حكومية أوسع تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات الاجتماعية والرعاية المحلية، وسط تحذيرات متزايدة من تآكل ثقة الجمهور في أداء الدولة على مستوى الأقاليم والبلديات. وأكد متحدث باسم الحكومة أن هذه الخطوة تعكس “رغبة حقيقية في تحسين حياة الناس”، خاصة في المناطق التي عانت من الإهمال خلال السنوات الماضية.

استجابة مباشرة للتحديات المحلية

تراجع معدل التضخم في بريطانيا إلى 2.4 في المئة في إبريل 2024
تراجع معدل التضخم في بريطانيا إلى 2.4 في المئة في إبريل 2024

وجّه الوزراء التمويل الجديد إلى دعم المجالس المحلية في تنفيذ مشاريع إصلاحية مستعجلة، تشمل تحسين خدمات الإسكان، الرعاية الصحية المجتمعية، والبنية التحتية المحلية. وأوضح مسؤولون أن الأموال ستُخصّص بناءً على تقييمات واقعية لحاجات المجتمعات المحلية، بهدف توجيه الإنفاق حيث يكون الأثر أكبر.

وتُعد هذه الخطوة استجابة مباشرة لتقارير متعددة صدرت مؤخرًا عن أداء المجالس البلدية وتدهور بعض الخدمات الأساسية، خاصة في مناطق شمال إنجلترا، وويلز، والمجتمعات الساحلية.

أكد وزير المجتمعات والحكم المحلي أن الحكومة ترى في هذا التمويل “جزءًا من استراتيجيتها لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية في مرحلة ما بعد الوباء”، مشيرًا إلى أن هذه الموارد ستُستخدم لتسريع جهود التنمية المحلية وتعزيز قدرة السلطات المحلية على توفير خدمات فعالة وعادلة.

وأعرب الوزير عن قناعته بأن هذا الدعم المالي “لن يقتصر على الترميم المؤسسي بل سيمتد ليُسهم في بناء ثقة جديدة بين الدولة والمجتمع المحلي”، مضيفًا:

“نعلم أن الكثير من المواطنين فقدوا إيمانهم بقدرة الدولة على تلبية احتياجاتهم اليومية. هذه الخطة تهدف إلى تصحيح هذا المسار.”

رقابة صارمة وآليات تنفيذ شفافة

حكومة بريطانيا
حكومة بريطانيا تخطط لرفع كفاءة هيئة الخدمات الصحية خلال عامين

ورفعت الحكومة من سقف الرقابة على طريقة توزيع وإنفاق هذه الأموال، مؤكدة أن آليات التنفيذ ستخضع لتدقيق دقيق من وزارة الخزانة والجهات الرقابية. وجرى التنسيق مع مكاتب نواب البرلمان في المناطق المستهدفة لضمان التفاعل المباشر بين صنّاع القرار والمواطنين.

ومن المنتظر أن تُنشر خلال الأسابيع المقبلة تفاصيل إضافية حول المشاريع الممولة وآليات تقديم الطلبات للحصول على الدعم، في خطوة وُصفت بأنها اختبار لجدية الحكومة في تنفيذ وعودها الانتخابية.

وفي أولى ردود الفعل، رحّب عدد من قادة المجالس المحلية بهذا التمويل، لكنهم طالبوا بالمزيد من الاستدامة المالية، محذرين من أن “التمويل لمرة واحدة لا يكفي لمعالجة أزمات مزمنة استمرّت لعقود”.
كما دعت منظمات المجتمع المدني إلى اعتماد نهج طويل الأمد في التخطيط المالي المحلي، يربط بين التمويل الحكومي والإصلاح الإداري والتنموي.

أبعاد سياسية واقتصادية

الحكومة البريطانية تنهي عقدًا سنويًا بقيمة ملياري باوند لإيواء طالبي اللجوء أعلنت الحكومة البريطانية إنهاء عقدٍ سنويٍّ بقيمة ملياري باوند مع شركة "ستاي بلفيدير هوتيلز" (SBHL)، المسؤولة عن إيواء طالبي اللجوء، بسبب مخاوفٍ تتعلق بأداء الشركة. وتدير شركة (SBHL) نحو 25 في المئة من المرافق السكنية المخصصة لطالبي اللجوء، والتي تشمل 51 فندقًا في إنجلترا وويلز، إضافةً إلى ثكنات "نابير" في مقاطعة كينت، التي تستضيف عددًا من طالبي اللجوء في انتظار البت في طلباتهم. ويعود أصل هذا العقد إلى اتفاق أبرمته الحكومة السابقة عام 2019 مع شركة "كليرسبرينغز"، المتخصصة في توفير المرافق السكنية، وقد بلغت قيمة العقد ملياري باوند سنويًا. ما سبب إنهاء عقد إيواء طالبي اللجوء؟ ورغم عدم تقديم وزارة الداخلية تفاصيل محددة بشأن التجاوزات التي أدت إلى إنهاء العقد، فإنها أكدت أن القرار جاء في سياق تعزيز الرقابة على أماكن إقامة طالبي اللجوء. من جانبها، قالت وزيرة الأمن الحدودي واللجوء، أنجيلا إيغل، إن الحكومة لن تتردد في اتخاذ مزيدٍ من الإجراءات لضمان الامتثال للمعايير الحكومية. وأضافت إيغل، خلال جلسة في مجلس العموم، أن "الخدمات التي تقدمها شركة (SBHL) لم تكن على مستوى التوقعات المطلوبة"، مؤكدةً أن الحكومة ستراجع بشكل دقيق برنامج الشركة الخاص بإيواء طالبي اللجوء. ارتفاع عدد طالبي اللجوء منذ الانتخابات العامة في المقابل، وجه وزير الداخلية في حكومة الظل، كريس فيلب، انتقادات حادة للحكومة، مشيرًا إلى أن عدد طالبي اللجوء المقيمين في الفنادق قد ارتفع بمقدار 8,000 شخص منذ الانتخابات العامة، رغم تعهّد حزب العمال بإنهاء هذه الممارسات. وأضاف فيلب: "يقيم حوالي 38,000 مهاجرٍ غير شرعي في هذه الفنادق، بتكلفةٍ سنويةٍ تقدر بحوالي ملياري باوند يتحمّلها دافعو الضرائب، وهو وضع غير مقبول على الإطلاق". ولا تستطيع وزارة الداخلية إنهاء عقود الشركات التي توفر مرافق السكن لطالبي اللجوء دون تكبد غرامات مالية حتى أيلول/ سبتمبر 2025، وهو ما يضع الحكومة أمام تحديات مالية وسياسية كبيرة. وكان حزب العمال قد وعد خلال حملته الانتخابية بالعمل على إفراغ الفنادق من طالبي اللجوء، بهدف تقليص التكاليف العامة. وردًا على استفسارات مجلس العموم، أكدت إيغل أن الحكومة تظل ملتزمة بهذا الهدف، لكنها رفضت تحديد جدول زمني واضح لتنفيذه. أنواع الإقامة المتوفرة لطالبي اللجوء ووفقًا لبيانات حصلت عليها هيئة "بي بي سي" عبر قانون حرية المعلومات، بلغ عدد الفنادق المستخدمة لإيواء طالبي اللجوء في يونيو الماضي 213 فندقًا. ورغم انخفاض العدد بعد الانتخابات، فإنه عاد للارتفاع ليصل إلى 218 بحلول كانون الأول/ ديسمبر. وفي نهاية عام 2024، بلغ إجمالي عدد طالبي اللجوء الذين يتلقون دعمًا في المملكة المتحدة 112,187 شخصًا، يتوزعون على النحو التالي: 38,079 شخصًا (34 في المئة) يقيمون في الفنادق، وهو انخفاض بنسبة 32 في المئة مقارنة بالرقم المسجل في أيلول/ سبتمبر 2023. 70,986 شخصًا (63 في المئة) يقيمون في مساكن أولية أو طارئة أو موزعة. 3,122 شخصًا (3 في المئة) يحصلون على دعم مالي فقط دون توفير سكن. وفي سياق متصل، تدرس الحكومة خططًا لترحيل طالبي اللجوء المرفوضين الذين استنفدوا جميع الطعون القانونية إلى دول في منطقة البلقان، ضمن جهودها لخفض أعداد المهاجرين غير الشرعيين. ووفقًا لأحدث الإحصاءات، فقد تجاوز عدد المهاجرين الذين عبروا القناة الإنجليزية إلى المملكة المتحدة هذا العام 5,000 شخص، بينما سجل عام 2024 وصول 36,816 مهاجرًا عبر القوارب الصغيرة.

يأتي هذا الإعلان في وقت يُواجه فيه حزب العمال الحاكم ضغوطًا متزايدة لتنفيذ وعوده المتعلقة بـ”استعادة العدالة الإقليمية”، لا سيما بعد أداء قوي في الانتخابات المحلية الأخيرة.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لتعزيز ثقة الناخبين في قدرة الحكومة على تحسين الواقع المعيشي خارج لندن والمراكز الحضرية الكبرى، في ظل سياق سياسي واقتصادي يتسم بالتقلبات، وتحديات تعافي الاقتصاد البريطاني من آثار التضخم والتوترات التجارية العالمية.

المصدر الغارديان 


إقرأ أيّضا

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
5:05 am, Apr 24, 2025
temperature icon 9°C
clear sky
Humidity 91 %
Pressure 1020 mb
Wind 3 mph
Wind Gust Wind Gust: 8 mph
Clouds Clouds: 7%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 5:45 am
Sunset Sunset: 8:11 pm