إقالة وزير بريطاني إثر تصريحات مسيئة عبر واتساب
أقال رئيس الوزراء البريطاني وزير الدولة للصحة والوقاية، أندرو جوين، بعد الكشف عن رسائل مسيئة بعث بها عبر واتساب، تضمنت عبارات تحريضية ضد المسنين وتعليقات جنسية مهينة بحق نائبات في الحكومة.
وأفادت صحيفة ذا ميل أون صنداي بأن جوين أدلى بتصريحات تضمنت تمني وفاة متقاعدة لم تصوّت لحزب العمال، إضافة إلى “نكات” مهينة حول تعرض أحد ناخبيه للدهس بشاحنة.
إقالة فورية وإجراءات تأديبية
على إثر التسريبات، سارع رئيس الوزراء إلى إعفاء جوين من منصبه الوزاري وتعليق عضويته في حزب العمال، في خطوة تعكس تشدد الحكومة إزاء التجاوزات اللفظية في الساحة السياسية.
وقال متحدث باسم الحكومة: “رئيس الوزراء ملتزم بالحفاظ على أعلى معايير السلوك في الحياة العامة، ولن يتردد في اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي مسؤول يتجاوز هذه القيم.”
تصريحات مشينة بحق سيدة مسنّة
في إحدى الرسائل الصادمة، عبّر جوين عن تمنيه وفاة سيدة تبلغ من العمر 72 عامًا بعدما استفسرت عن مواعيد جمع النفايات في منطقتها، وذلك بعد أن أفصحت عن عدم تصويتها لحزب العمال في الانتخابات الأخيرة.
وكانت المتقاعدة المقيمة في ستوكبورت قد بعثت برسالة إلى مستشارها المحلي تقول فيها: “لم أصوّت لحزب العمال، ولكن بما أنك أُعيد انتخابك، رأيت أنه من المناسب التواصل معك بخصوص مسألة جمع القمامة.”
عقب تداول الرسالة داخل مجموعة واتساب سرية تضم مسؤولين من الحزب، رد جوين باقتراح ساخر لكيفية الرد عليها، قائلًا:
“عزيزتي الساكنة، تبًا لصناديق قمامتك. لقد أُعيد انتخابي دون حاجتي إلى صوتك، اللعنة عليكِ. ملاحظة: نأمل أن تكوني قد فارقتِ الحياة بحلول الانتخابات المقبلة.”
إساءات ضد نائبات بارزات
لم تقتصر تصريحات جوين المسيئة على المتقاعدين، بل امتدت إلى نائبات بارزات في المشهد السياسي، من بينهن نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر والنائبة المخضرمة ديان أبوت.
عندما وقفت ديان أبوت لأول مرة على منصة الاستجواب في مجلس العموم عام 2019 ممثلة عن حزب العمال، في خطوة وُصفت آنذاك بأنها لحظة تاريخية، سخر جوين من الحدث قائلًا: “لأنه شهر التاريخ الأسود، على ما يبدو.”
واقترح أحد أعضاء المجموعة أسماء نواب آخرين، قائلًا: “ألم يكن ديفيد لامي متاحًا؟ كنت سأقبل حتى بجثة بيرني جرانت.”
إساءات جنسية بحق أنجيلا راينر
كما تورط جوين في تبادل تعليقات مهينة بحق نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر، حيث أعاد نشر تغريدة ساخرة حول مطالبتها بتعويض برلماني عن سماعات آبل اللاسلكية بقيمة 249 جنيهًا إسترلينيًا، جاء فيها:
“لا أفهم سبب الجدل. من المستحيل حرفيًا تقديم … أثناء ارتداء سماعات سلكية. أي شخص له خلفية مشابهة لأنجيلا سيفهم هذا.”
موقف حزب العمال
في ضوء هذه الفضائح، قرر حزب العمال تعليق عضوية جوين إداريًا وإجراء تحقيق في الرسائل المسربة، وسط تأكيدات باتخاذ “إجراءات صارمة” ضد أي عضو يثبت تورطه في انتهاكات مماثلة.
وقال متحدث باسم الحزب:
“حزب العمال ملتزم بأعلى معايير السلوك، وسيتم اتخاذ إجراءات حاسمة بحق أي فرد يخالف هذه القيم.”
فضيحة تهز المشهد السياسي
تأتي هذه الفضيحة في وقت حساس بالنسبة لحزب العمال، حيث تضع تسريبات كهذه قيادته أمام تحدٍ أخلاقي وسياسي، في ظل تصاعد الجدل حول الخطاب السياسي في بريطانيا.
وبينما يسعى الحزب إلى تحسين صورته وإقناع الناخبين بأنه قادر على قيادة البلاد، قد يكون لهذه القضية تداعيات واسعة على مستقبله السياسي قبيل الانتخابات المقبلة.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇