لماذا يعاني الشباب المسلمون في بريطانيا من ضعف الاندماج المجتمعي؟

يعاني الشباب المسلمون في بريطانيا من تحديات متصاعدة في ظل ممارسات اليمين المتطرف، والتغطية الإعلامية السلبية، وصولاً إلى تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة. ومع ذلك، يظهر الجيل الجديد من المسلمين البريطانيين تفوقًا لافتًا في التعليم والعمل، ووعيًا متزايدًا بحقوقه وهويته في المجتمع البريطاني.
أبرز التحديات التي تواجه الشباب المسلمون في بريطانيا
أظهرت دراسات حديثة أن الشباب المسلمين المولودين في بريطانيا أكثر تمسكًا بهويتهم الإسلامية من جيل آبائهم، وأكثر وعيًا بدورهم المجتمعي، ما يعكس نضجًا في التعامل مع التحديات السياسية والاجتماعية. وبرغم ما يشعرون به من تهميش وتمييز، فإنهم يواصلون التقدم في مؤسسات التعليم والقطاعات المهنية، ويؤسسون لمستقبل أكثر حضورًا وتأثيرًا.
هذا ويواجه هؤلاء الشباب ما يُعرف بـ”مفارقة الاندماج الاجتماعي”؛ فكلما اندمجوا أكثر، زادت حساسيتهم تجاه مظاهر التمييز والعنصرية التي لا تزال قائمة في بريطانيا. وقد شكّل العدوان المتواصل على غزة والدعم الغربي غير المشروط لإسرائيل صدمة أخلاقية لكثير من الشباب، ووسّعا الفجوة بينهم وبين الخطاب السياسي البريطاني، الذي أخفق في التعبير عن تطلعاتهم الإنسانية والسياسية حسبما أفاد به مراقبون.
ووفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة “وايتستون بولينغ”، فإن نسبة كبيرة من الشباب المسلم في بريطانيا يشعرون بالتمييز، لكنهم في الوقت ذاته يتمتعون بصلابة في التمسك بهويتهم وبقيمهم، ويرون في هذا التحدي فرصة لإثبات الذات وليس للانسحاب.
ما تأثير مفارقة الاندماج الاجتماعي على المجتمع؟
سلطت العديد من الدراسات الضوء على “مفارقة الاندماج الاجتماعي”، التي تنص على أن زيادة اندماج الأقليات في المجتمع تساهم في زيادة وعيهم بمظاهر التمييز والعنصرية.
ورغم أن الجيل الجديد من المسلمين البريطانيين قد حقق تقدمًا في مجالات التعليم والعمل، فإن هذا التقدم لم يؤدي بالضرورة إلى اندماج تحقيق الاندماج الكامل في المجتمع، حيث يشعر هذا الجيل بوجود شرخ بين ما يتوقعه من النظام السياسي ووبين الواقع الاجتماعي المعاش، وهو شعور تعزز حتمًا بتزايد العدوان الإسرائيلي على غزة وانتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان في المنطقة.
هذا ويقف النظام السياسي في بريطانيا عاجزًا أمام مشكلة عدم اندماج الشباب المسلم في المجتمع البريطاني.
غياب مبادرات تعزيز الاندماج الاجتماعي
رغم إطلاق الحكومة البريطانية لمبادرات مثل “قانون المساواة العرقية” ووعودها بمحاربة الإسلاموفوبيا، فإن تأثير هذه السياسات لا يزال محدودًا على أرض الواقع، في وقت تشهد فيه بريطانيا تناميًا في مشاعر الانقسام الداخلي، خاصة بين فئة الشباب المسلمين الذين يتوقون لعدالة حقيقية وشراكة متكافئة.
وفي ظل غياب حلول جذرية من الحكومة البريطانية، تسعى منظمات ومبادرات قادمة من العالم الإسلامي إلى دعم المجتمع المدني في بريطانيا، من خلال تمويل مشاريع شبابية، وتمكين الطاقات المسلمة لتكون فاعلة في بناء مستقبل بريطاني أكثر تنوعًا وعدالة.
المصدر: UnHerd
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇