العرب في بريطانيا | يعرب الأصفري: السوريون مستعدون لإعادة بناء وطنه...

1446 شعبان 6 | 05 فبراير 2025

يعرب الأصفري: السوريون مستعدون لإعادة بناء وطنهم.. التضامن العالمي هو المفتاح

final_image_6794bed5d85075.19637705
شروق طه January 25, 2025

في مقاله المنشور على موقع الجزيرة، تحدث يعرب الأصفري، المدير القطري لمنظمة إغاثة سوريا، عن الواقع الصعب الذي يواجهه الشعب السوري بعد أكثر من شهر على انهيار نظام بشار الأسد.

ويعبر الأصفري عن الأمل الكبير الذي ولّده هذا الحدث لدى ملايين السوريين الذين ناضلوا طويلًا من أجل تحقيق العدالة ونيل الحرية والكرامة، ولكنه في الوقت ذاته يشير إلى الصعوبات الجمة التي تواجه إعادة بناء الوطن.

العودة إلى الوطن: حلم يتحقق ببطء

يقول الأصفري: “لقد شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية تغييرات جذرية. بعد منعها لسنوات في معظم أنحاء سوريا، تمكنت منظمة إغاثة سوريا، التي أعمل فيها مديرًا قطريًّا، من افتتاح مكتب رسمي في دمشق. زميل لي عاش معظم حياته في تركيا بات الآن متحمسًا للعودة إلى وطنه وإعادة بناء حياته في العاصمة السورية”.

ويضيف: “أحد أصدقائي المقربين، الذي لم ير عائلته في سوريا لأكثر من عقد، تمكن أخيرًا من السفر إلى حمص ولمّ شمله مع أحبائه. أما أنا، فأحلم باليوم الذي أُرِي فيه أطفالي، الذين وُلدوا جميعًا في تركيا، سوريا جديدة ومختلفة عن تلك التي نشأت فيها”.

العقبات الاقتصادية والاجتماعية

ورغم هذه اللحظات المؤثرة، يؤكد الأصفري أن العقبات لا تزال جسيمة. ويشير إلى أن “الواقع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا مروع. لقد تسببت السنوات الثلاث عشرة الماضية في معاناة لا توصف من الدمار والنزوح. البنية التحتية الحيوية، ويشمل ذلك الطرق وشبكات الكهرباء وخطوط المياه، تضررت بشدة. الاقتصاد في حالة انهيار شبه تام، حيث التجارة وسلاسل التوريد لا تزال متوقفة”.

أما على صعيد التعليم، فإن الوضع أسوأ بكثير. يقول الأصفري: “النظام التعليمي في حالة انهيار. العديد من المدارس دُمرت أو ما زالت تُستخدم كملاجئ للنازحين. ووفقًا لليونيسف، هناك أكثر من 2.4 مليون طفل خارج المدارس، ومليون آخر مهدد بالتسرب. هذه الأرقام تهدد بفقدان جيل كامل بسبب الأمية، فضلًا عن ازدياد آليات التكيف السلبية مثل عمالة الأطفال وزواج القاصرات”.

الألغام الأرضية.. خطر كامن

يتطرق الأصفري إلى قضية الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي تعرقل تعافي سوريا. ويقول: “نصف سكان سوريا يعيشون الآن في مناطق ملوثة بالألغام، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للناس، ولا سيما الأطفال. الشهر الماضي فقط، فقد 80 شخصًا حياتهم، بينهم 12 طفلًا، بسبب حوادث مرتبطة بالألغام. مع بدء النازحين بالعودة إلى ديارهم، يجب أن يكون هناك اهتمام عاجل بإزالة هذه المخاطر”.

التضامن الدولي.. شرط أساسي للتعافي

وفي ظل هذه الصعوبات والعقبات، يعرب الأصفري عن قلقه العميق من قرارات بعض الدول المضيفة للاجئين بتعليق طلبات اللجوء. يقول: “السوريون لا يريدون شيئًا أكثر من العودة إلى وطنهم. لكن يجب أن تكون هذه العودة آمنة وكريمة ومستدامة. الدول المضيفة مطالبة بالسماح للسوريين بالعودة المؤقتة لتقييم الأوضاع دون خوف من منعهم من إعادة الدخول”.

وينبّه الأصفري إلى أن سوريا تحتاج إلى دعم خارجي في عدة مجالات؛ لتكون مؤهلة لاستقبال أبنائها. ويحدد أولويات الدعم في:

المساعدات الإنسانية العاجلة: “هناك أكثر من 16.7 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، وهو أعلى رقم منذ بداية الصراع”.

إعادة تأهيل التعليم: “يجب إنشاء مساحات تعليمية آمنة للأطفال؛ لمنع فقدان جيل كامل حقه في التعليم”.

إعادة التأهيل السياسي: “يجب تقديم الدعم للناجين من العنف السياسي، وضمان العدالة لضحايا الجرائم المرتكبة في عهد النظام السابق”.

تخفيف العقوبات الاقتصادية: “العقوبات تخنق جهود الإغاثة وإعادة الإعمار. يجب إعادة تقييم هذه القيود بالتعاون مع السلطات الانتقالية”.

إزالة الألغام الأرضية: “هذه الخطوة ضرورية لضمان سلامة العائدين”.

السوريون مستعدون للبناء.. ولكن!

يختتم الأصفري مقاله برسالة أمل وشجاعة، قائلًا: “بعد سنوات من الظلام، نرى الآن نورًا في نهاية النفق. نحن -السوريين- مستعدون لإعادة بناء وطننا بأيدينا. لكن التضامن والتعاون من المجتمع الدولي هما المفتاح لمساعدتنا في مواجهة العقبات الهائلة التي تنتظرنا. معًا يمكننا مساعدة سوريا على النهوض من جديد لتكون دولة أقوى وأكثر عدلًا وشمولًا”.

المصدر: الجزيرة


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
4:37 am, Feb 5, 2025
temperature icon 5°C
clear sky
Humidity 88 %
Pressure 1033 mb
Wind 8 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 0%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:32 am
Sunset Sunset: 4:56 pm