دراسة: ربع العاملين في بريطانيا قلقون من فقدان وظائفهم لهذا السبب

أعرب واحد من كل أربعة موظفين في بريطانيا عن مخاوفه من احتمال فقدان وظيفته بسبب التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقًا لدراسة جديدة تسلط الضوء على تصاعد القلق في سوق العمل البريطاني.
ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة الاستشارات “PwC”، فإن نسبة 25% من الموظفين باتوا يرون في الذكاء الاصطناعي تهديدًا مباشرًا لأمنهم الوظيفي، في ظل تزايد استخدام الروبوتات وأنظمة الأتمتة في قطاعات متعددة تشمل الخدمات المالية، والتكنولوجيا، والتسويق، وحتى القانون والصحافة.
فجوة في المهارات ومخاوف من التهميش

تشير الدراسة إلى أن التحول الرقمي المتسارع قد خلق فجوة حادة بين المهارات المطلوبة في سوق العمل وتلك التي يمتلكها الموظفون، الأمر الذي يُثير مخاوف من اتساع دائرة التهميش الوظيفي، لا سيما في أوساط الموظفين ذوي الدخل المحدود أو أصحاب الأعمال الروتينية.
وتعكس النتائج حجم التحدي أمام الحكومة البريطانية والنقابات العمالية، إذ تزداد الحاجة إلى تدخلات سياسية حقيقية تضمن “انتقالًا عادلًا” نحو اقتصاد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، دون التضحية بالأمن الاجتماعي للطبقة العاملة.
وسجلت نسبة القلق الأعلى بين النساء والعاملين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، وهي فئة ترتبط عادة بفرص العمل غير المستقرة والتوظيف عبر العقود المؤقتة والمنصات الرقمية.
وتوضح الدراسة أن العاملين في القطاعات الإدارية والمساندة، مثل مراكز الاتصال، يواجهون خطرًا أكبر بالتهميش التكنولوجي، مقارنة بالعاملين في القطاعات التي تتطلب مهارات يدوية أو تفاعلية يصعب استبدالها آليًا.
دعوات لإعادة التدريب والاستثمار في الإنسان

وحث معدو التقرير الشركات والجهات الحكومية على الاستثمار في برامج إعادة التدريب وتطوير المهارات، لضمان استعداد القوى العاملة للتحولات القادمة. ويؤكد التقرير أن غياب هذه الخطوات قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، وتفاقم التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية بين الفئات.
ويُتوقع أن يتجاوز حجم الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل بريطانيا 10 مليارات باوند سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يعكس مدى عمق التغيير القادم في بنية الاقتصاد.
بين التهديد والفرصة
ورغم المخاوف المتزايدة، يرى بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يمثل أيضًا فرصة لتحفيز النمو الاقتصادي، وتحسين كفاءة المؤسسات، وخلق وظائف جديدة في مجالات لم تكن موجودة من قبل، مثل تحليل البيانات، وأمن الشبكات، وتطوير البرمجيات الذكية.
لكنهم يشددون على أن الفرصة لا تتحقق تلقائيًا، بل تحتاج إلى رؤية سياسية واضحة، وتخطيط اقتصادي يحفظ كرامة الإنسان في عصر الآلة.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇