نظام تقييم المدارس في بريطانيا “أوفستد” في مرمى الانتقادات مجددًا
وُجّهت انتقادات لاذعة لهيئة رصد معايير التعليم التابعة للحكومة (Ofsted) عقب انتحار مديرة إحدى المدارس في بريطانيا؛ بسبب خفض الهيئة لدرجة المدرسة من ممتازة إلى “غير كافية”.
يُذكَر أن الهيئة لا تتبع إجراءات واضحة لتقييم المدارس، ما يجعل تقييمها في بعض الأحيان غير دقيق وعادل، حسَب ما أفاد مسؤولو التدريس.
تقييم المدارس في بريطانيا
في وقتٍ سابق من هذا العام، انتحرت روث بيري -البالغة من العمر 53 عامًا- وهي مديرة مدرسة ابتدائية في ريدينغ؛ بعد أن خفضت لجنة تفتيش المدارس التابعة لهيئة (Ofsted) درجة مدرستها من “ممتازة” إلى “غير كافية”!
وفي هذا السياق أعربت أخت بيري البروفيسورة جوليا ووترز عن خيبة أملها في نظام التقييم قائلة: “لم تكن روث أول مديرة أو معلمة تنتحر بعد تفتيش هيئة معايير التعليم (Ofsted) لمدرستها، لكنها ينبغي أن تكون الأخيرة”.
وفي هذا الإطار أعلنت رئيسة هيئة رصد معايير التعليم (Ofsted) أماندا سبيلمان عن إعادة تقييم المدارس التي صُنفت معاييرها التعليمية “غير كافية” خلال ثلاثة أشهر.
ويرى خبراء التعليم أن هذه الخطوة متأخرة للغاية، مشيرين إلى أنها كانت ستفيد مدرسة بيري التي كان يمكن تصنيفها “جيدة” لولا الأخطاء الإجرائية.
ومن المقرر أن تسمح التغييرات بتسريع إجراءات الشكاوى الخاصة بهيئة رصد معايير التعليم (Ofsted)، ما يسمح للمدارس بالاستئناف وطلب إعادة التقييم.
وأوضحت سبيلمان أن الهيئة ستقدم مزيدًا من الدعم لمديري المدارس أثناء عملية التفتيش، مع قدرة الرؤساء على استشارة كبير المفتشين خارجيًّا للحصول على المشورة.
وستُمنح المدارس كذلك مدة زمنية أكبر قبل التفتيش التالي وهذه المدة قد تصل إلى فصل دراسي أو عام، ولكنها ستتلقى إشعارًا واحدًا فقط بموعد التقييم.
قرارات متأخرة!
انتقد الأمين العام للرابطة الوطنية لمديري المدارس (NAHT) بول وايتمان، بطء خطوات هيئة معايير التعليم والحكومة للإعلان عن التغييرات الجديدة “المتواضعة” في إجراءات التقييم.
وأضاف: “ما دامت الحكومة تصر على تقييم المدارس وفق معايير وإجراءات غير دقيقة، فسيظل النظام متصفًا بالنقص في هذا الجانب ويمثل ضغوطًا لا داعي لها على مسؤولي المدارس”.
وقالت رئيسة هيئة رصد معايير التعليم (Ofsted) سبيلمان: “أريد طمأنة الناس بأننا نستمع إلى مخاوفهم، ونفكر مليًّا في كيفية مراجعة جوانب عملنا دون فقدان معيار الوضوح، إلى جانب التركيز على احتياجات الأطفال وأولياء أمورهم”.
وتابعت: “لقد استمعنا إلى العديد من الأصوات في هذا الملف، وأنا ممتنة بصفة خاصة لقادة النقابات وممثلي القطاعات الأخرى ووزيرة التعليم على المناقشات البنّاءة التي أجريناها على مدار الشهرين الماضيين، والتي ساعدتنا في اتخاذ مجموعة من الإجراءات الجديدة”.
من جهة أخرى أيدت وزيرة التعليم جيليان كيغان التغييرات قائلة: “لقد التزمت بمواصلة عملنا لتحسين آلية تقييم مدارسنا مع هيئة (Ofsted) وأسرة روث بيري بعد وفاتها المأساوية”.
المصدر: The Guardian
اقرأ ايضًا:
طلبة المدارس في بريطانيا غير سعداء ولا ينظرون إلى أنفسهم بإيجابية! دراسة
كيف تهتم المدارس في بريطانيا بدعم أوكرانيا أكثر من فلسطين؟ (دراسة)
الرابط المختصر هنا ⬇