نائب الرئيس الأمريكي ينتقد بريطانيا بسبب “تراجع حرية التعبير”
وجه نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، انتقادات حادة لبريطانيا وأوروبا، منبّهًا إلى أن هناك “شريفًا جديدًا في المدينة”، في إشارة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب.
وجاء ذلك خلال خطابه في مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، حيث انتقد ما وصفه بـ”التراجع الملحوظ” في حرية التعبير والديمقراطية في القارة الأوروبية.
لم يلجأ فانس إلى الدبلوماسية في كلمته أمام القادة الأوروبيين، بل استخدم لهجة حادة، مشيرًا إلى أن الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة باتوا يبتعدون عن القيم التي لطالما دافعوا عنها.
وقال: “عندما أنظر إلى أوروبا اليوم، أجد أنه من غير الواضح تمامًا ما الذي حدث للفائزين في الحرب الباردة”، في إشارة إلى ما يراه تحولًا في سياسات الحريات العامة في المنطقة.
انتقادات لاذعة لبريطانيا
خصّ فانس بريطانيا بانتقادات مباشرة، معتبرًا أن التراجع عن “الضمير” يمثل تهديدًا كبيرًا للحريات الدينية في البلاد، مشيرًا إلى الحكم الصادر بحق المواطن البريطاني آدم سميث-كونور، البالغ من العمر 51 عامًا.
وكان سميث-كونور قد أدين بانتهاك “منطقة آمنة” تحيط بعيادة للإجهاض في بورنموث، حيث شوهد وهو يصلي في صمت، لتعمد الشرطة لاحقًا إلى استجوابه لمعرفة سبب صلاته. وعندما أجاب بأنه كان يصلي من أجل ابنه الذي لم يولد، والذي أجهضته صديقته السابقة، صدر بحقه حكم بالإفراج المشروط.
وانتقد فانس هذا الإجراء بشدة، معتبرًا أن حرية التعبير في بريطانيا باتت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، ولا سيما في ظل توسع تطبيق قوانين “المناطق الآمنة” بشأن عيادات الإجهاض في إنجلترا واسكتلندا، التي تمنع الناشطين المناهضين للإجهاض من التجمع أو توزيع منشورات أو إقامة الصلوات بالقرب من هذه العيادات.
وقال فانس: “أخشى أن تكون حرية التعبير في بريطانيا وأوروبا في تراجع مقلق”، مضيفًا: “في واشنطن، هناك قيادة جديدة، وتحت إدارة الرئيس ترامب، قد نختلف مع آرائكم، لكننا سنكافح من أجل حقكم في التعبير عنها في الساحة العامة، سواء اتفقنا معها أم لا”. ومع ذلك، لم يُقابل هذا التصريح إلا بتصفيق خافت من الحضور.
الهجرة والبريكست في صلب الجدل
لم يقتصر خطاب فانس على قضية حرية التعبير، بل توسع ليشمل ملف الهجرة، معتبرًا أن تدفق المهاجرين غير الشرعيين يمثل عقبة كبيرة لأمن أوروبا واستقرارها.
وربط فانس بين هذا الملف والهجوم الذي وقع في ميونيخ يوم الخميس، والذي أسفر عن إصابة 36 شخصًا، لكنه أخطأ عندما وصف المهاجم بأنه طالب لجوء، في حين أنه كان يعيش في ألمانيا منذ عام 2016 ويحمل تصريح عمل.
كما انتقد فانس السياسات الأوروبية في التعامل مع ملف الهجرة، مشيرًا إلى أن الناخبين في أوروبا لم يصوتوا لمصلحة “فتح الأبواب أمام ملايين المهاجرين غير الشرعيين”، على حد تعبيره.
وتابع قائلًا: “لكن هل تعرفون ما الذي صوتوا عليه في إنجلترا؟ لقد صوتوا لمصلحة البريكست. سواء اتفقتم معهم أم لا، فقد اختار البريطانيون هذا المسار”.
وأشار إلى أن الاتجاه العام في أوروبا يشهد تصاعدًا في شعبية الأحزاب والتيارات السياسية التي تتبنى مواقف متشددة تجاه الهجرة، معتبرًا أن ذلك يعكس رفضًا شعبيًّا لما وصفه بـ”الهجرة غير المنضبطة”.
تصاعد التوتر بين واشنطن وحلفائها التقليديين
يُبرِز خطاب فانس تحولًا في سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه أوروبا، حيث بدا واضحًا وجود فجوة متزايدة بين واشنطن وحلفائها التقليديين فيما يتعلق بقضايا حرية التعبير والهجرة والأمن.
ويبدو أن تصريحات فانس تمثل بداية نهج أكثر حزمًا من جانب إدارة ترامب تجاه سياسات أوروبا الداخلية، ما قد يؤدي إلى توترات دبلوماسية جديدة بين الجانبين في الفترة المقبلة.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
9°C
